المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النمو الخلقي  
  
4809   02:43 صباحاً   التاريخ: 28-5-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص47ـ50
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يرتبط النمو الخلقي بالنمو الاجتماعي ويعد عليه. وان تطوره يتأثر بعلاقة المراهق بمعايير الآخرين وقيمهم السائدة. وبالرغم من ذلك فإن إدراك الفرد للآخرين يعتمد كثيراً على صفاته هو ، وقد وصف ذلك ابن المقفع بقوله (من جهل قدر النفس كان بقدر غيره اجهل) إن النمو الخلقي يؤثر أيضاً في التطور الاجتماعي للفرد والجماعة والحضارة الإنسانية. وقد وضح ذلك العالم (بيري) حيث قال إن المراهق الآن يعيش في عالم تضطرب فيه الحقائق العلمية والعقلية وتتباين شديداً في اتصالها المباشر وغير المباشر بالقيم الخلقية والمثل الإنسانية. ولهذا يحاول الفرد إن يزاوج بين عقل أجدبت عاطفته وعاطفة تأخرت عن عقله. ولن تستقيم الأمور في هذا العالم إلّا عندما يدرك حاجته إلى التقدم الخلقي العالي ، مثلما أدرك حاجته إلى التقدم العامي الراهن.

ما هو الخلق

يعرف الخلق بأنه تكامل للعادات والاتجاهات والعواطف والمثل العليا بصورة تميل إلى الاستقرار والثبات وتصلح للتنبؤ بالسلوك المقبل. ويذهب علماء النفس إلى القول بان مركب اجتماعي مكتسب يقوم على الخصائص وسجايا تقرها الجماعة وترضها لنفسها. وهو بذلك أهم الدعائم الأساسية الشخصية الإنسانية. لقد أجريت تجارب عديدة لدراسة الجانب الخلقي وقد أكدت إحدى هذه الدراسات على السجايا الخلقية التالية:

1ـ سجايا اجتماعية: وتظهر في احترام الفرد لحقوق الآخرين أو في مدى ثقة الآخرين به وفي عدالته الاجتماعية.

2ـ سجايا المرونة: وتظهر في قدرة الفرد على الاندماج في الجماعة أو تجنب ذلك.

3ـ سجايا القيادة: وتتجلى في مقدار الفرد ورغبته في اكتساب حب الآخرين. وقدراته على توجيههم ورايتهم.

4ـ سجايا الطموح: وتبرز في طموح الفرد الارتفاع بمُثله العليا وفي قدرته الابتكارية على اختيار نواحي الإصلاح والسير بها قدما نحو غايتهم ومثلهم العليا. وفي دراسة أخرى أشارت النتائج إلى أن الخلق يقوم على السجايا الداخلية.

1ـ الولاء للجماعة والفرد والنواحي المعنوية التي يدين بها المراهق.

2ـ الشجاعة الأدبية: وتتجلى في دفاع المراهق عن الفكرة التي يدين بها.

3ـ الأمانة وتبدو في النواحي العلمية والاجتماعية والمالية وغيرها.

4ـ تحمل المسؤولية: وتبدو في ثقة الفرد بنفسه وفي قيامه بواجباته الخلقية والاجتماعية.

5ـ المودة: وتتجلى في الصداقة والتآخي وقد وصف ابن المعتز أهمية المودة بالتقارب النفسي بقوله (القريب بعداوته بعيد والبعيد قريب) وبالرغم من أن ذكر هذه السجايا جاء وكأنه خصال منفردة إلّا أن الواقع يؤكد على أنها تترابط فيما بينها ترابطا موجبا عاليا.

وهذه السجايا يزرعها المربون أنفسهم بأولادهم منهم الذين يسهرون على تعليمهم السجايا الاجتماعية والمرونة في التعامل وأمور القيادة عن طريق تدريبهم وتمكين مهاراتهم بذلك وعن طريق إطلاعهم بقراءة الكتب والقصص التي تثار فيها تلك السجايا. كما أنهم يكونون القدوة في الولاء للجماعة والشجاعة الأدبية وتحمل المسؤولية وإفهامهم لمعاني الشجاعة والمروءة والحب والتقدير لشرائح المجتمع.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.