أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2017
7117
التاريخ: 4-6-2017
82868
التاريخ: 14-08-2015
8703
التاريخ: 14-08-2015
8427
|
فأما هذه الأبيات المستكرهة الألفاظ المتفاوتة النسج، القبيحة العبارة، التي يجب الاحتراز من مثلها فيقول الأعشى:
أفي الطوف خفت علي الردى وكم من رد أهله لم يرم
يريد لم يرم أهله.
وكقول الراعي:
فلما أتاها حبتر بسلاحه مضى غير مبهور ومنصله انتضى
يريد: وانتضى منصله.
وكقول عروة بن أذينة:
واسق العدو بكأسه واعلم له بالغيب ان قد كان قبل سقاكها
واجز الكرامة من ترى أن لو له يوماً بذلت كرامة لجزاكها
فقوله في البيت الأول: وأعلم له بالغيب كلام غث وله رديئة الموقع بشعة المسمع، والبيت الثاني كان مخرجه أن يقول: واجز الكرامة من ترى، أن لو بذلت له يوماً كرامة لجزاكها.
كقوله أيضاً:
وأعملت المطية في التصابي رهيص الخف دامية الأظل
أقول لها لهان علي فيما أحب فما اشتكاؤك أن تكلي
24
يريد: أقول لهان علي فيما أحب أن تكلي فما اشتكاؤك؟ وكقول النابغة:
يصاحبنهم حتى يغرن مغارهم من الضاريات بالدماء الذوارب
يريد من الضاريات الذوارب بالدماء، وإنما يصح مثل هذا إذا التبس بما قبله؛ لأن الدماء جمع والذوارب جمع، ولو كان من الضاريات بالدم الذوارب لم يلتبس، وإن كانت هذه الكلمة حاجزة بين الكلمتين، أعني بين الضاريات والذوارب اللتين يجب أن تقرنا معاً. وكقول النابغة أيضاً:
يثرن الثرى حتى يباشرن برده إذا الشمس مجت ريقها بالكلاكل
وكقول الشماخ:
تخامض عن برد الوشاح إذا مشت تخامص حافي الخيل في الأمعز الوجى
يريد: تخامص حافي الخيل الوجى في الأمعز.
وكقول ذي الرمة:
كأن أصوات من إيغالهن بنا أواخر الميس أصوات الفراريج
يريد: كأن أصوات أواخر الميس أصوات الفراريج من إيغالهن بنا. وكقوله أيضاً:
البرد عنه وهو من ذو جنونه أجاري تسهاك وصوت صلاصل
يريد: وهو من جنونه ذو أجاري وكقول عمرو بن قميئة.
لما رأت سانيد ما استعبرت لله در اليوم من لامها
يريد: لله در من لامها اليوم.
وكقول أبي حية النميري:
كما خط الكتاب بكف يوماً يهودي يقارب أو يزيل
يريد: كما خط الكتاب يوما بكف يهودي يقارب أو يزيل.
وكقول امرأة من قيس:
25
لها أخوا في الحرب من لا أخا له إذا خاف يوما نبوة ودعاهما
وكقول الفرزدق:
وما مثله في الناس إلا مملكاً أبو أمه حي أبوه يقاربه
فهذا هو الكلام الغث المستكره الغلق، وكذلك ما نقدمه، فلا تجعلن هذا حجة ولتجتنب ما أشبهه. والذي يحتمل فيه بعض هذا إذا ورد في الشعر هو ما يضطر إليه الشاعر عند اقتصاص خبر أو حكاية كلام إن أزيل عن جهته لم يجز، ولم يكن صدقاً ولا يكون للشاعر معه اختيار، لأن الكلام يملكه حينئذ فيحتاج إلى اتباعه والانقياد له، فأما ما يمكن الشاعر فيه من تصريف القول وذيب الألفاظ واختصارها وتسهيل مخارجها، فلا عذر له عند الإتيان بمثل ما وصفناه من هذه الأبيات المتقدمة.
وعلى الشاعر إذا اضطر إلى اقتصاص خبر في عشر دبره تدبيراً يسلس له معه القول ويطرد فيه المعنى. فبنى شعره على وزن يحتمل أن يخشى بما يحتاج إلى اقتصاصه بزيادة من الكلام يخلط به، او نقص يحذف منه. وتكون الزيادة والنقصان بسيرين غير مخدجين؛ لما يستعان فيه ما وتكون الألفاظ المزيدة غير خارجة من جنس ما يقتضيه، بل تكون مؤيدة له، وزائدة في رونقه وحسنه. كقول الأعشى فيما اقتصه من خبر السموأل:
كن كالسموأل إذ طاف الهمام به في جحفل كرهاء الليل جرار
بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار
إذ سامه خطتي خسف فقال له أعرض علي كذا أسمعهما حار
فقال :غدر وثكل أنت بينهما فاختر وما فيهما حظ لمختار
فشك غير قليل ثم قال له: اقتل أسيرك إني مانع جاري
فإن له خلفاً إن كنت قاتله وإن قتلت كريماً غير غوار
مالاً كثيراً وعرضاً غير ذي دنس وأخوة مثله ليسوا بأشرار
جروا على أدب مني فلا نزق ولا إذا شمر حرب بأغمار
وسوف يخلفه إن كنت قاتله رب كريم وبيض ذات أطهار
لا سرهن لدينا ضائع مذق وكاتمات إذا استودعن أسراري
فقال تقدمة إذ قام يقتله: أشرف سموأل فانظر للدم الجاري
أأقتل ابنك صبراً أو تجيء بها طوعاً فأنكر هذا أي انكار
26
فشك أوداجه والصدر في مضض عليه منطوياً كاللذع بالنار
واختار أدرعه أن لا يسب بها ولم يكن عهده فيها بختار
وقال :لا أشتري عاراً بمكرمة فاختار مكرمة الدنيا على العار
والصبر منه قديماً، شيمة خلق وزنده في يالوفاء الثاقب الواري
فانظر إلى استواء هذا الكلام، وسهولة مخرجه، وتمام معانيه وصدق الحكاية فيه، ووقوع كل كلمة موقعها الذي أريدت له من غير حشد مجتلب ولا خلل شائن. وتأمل لطف الأعشى فيما حكاه واختصره في قوله: أأقتل ابنك صبراً أو تجيء بها، فأضمر ضمير الهاء في قوله: واختار أدراعه أن لا يسب بها، فتلافى ذلك الخلل بهذا الشرح، فاستغنى سامع هذه الأبيات عن استماع القصة فيها، ولا شتما لها على الخبر كله بأوجز كلام، وأبلغ حكاية وأحسن تأليف، وألطف إيماءة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|