المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مخاطر القصور والتقصير
19-6-2016
خطاب الإمام الحسين (عليه السّلام) بجيش الحر
20-10-2017
السهو في الصلاة الذي يوجب الاعادة
9-10-2018
المهدي وبيعة هارون
25-7-2017
أدلّة القائلين بحجّيّة تفسير القرآن بالقرآن
2024-09-15
أحمد بن عائذ الاحمسيّ
5-9-2016


كيف تتخلص من القلق؟؟  
  
1881   03:14 مساءً   التاريخ: 26-6-2019
المؤلف : أريج الحسني
الكتاب أو المصدر : إستمتع بحياتك وعش سعيداً
الجزء والصفحة : ص12ـ15
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 2052
التاريخ: 18-4-2016 1847
التاريخ: 26-7-2016 2764
التاريخ: 30-4-2017 2963

أتوقع أن أهم علاج لهذه المشكلة هو طريق الإيمان بقضاء الله وقدره لأن تناسي أو نسيان هذه النقطة هي من أسباب هذا المرض.

وعلى العموم العلاج الأفضل يكون غير المباشر ، وسواء قام المعالج بمهمة العلاج أو قام الشخص نفسه بعلاج نفسه، فإن الطريق المفضي إلى العلاج الناجح والسريع هو الطريق غير المباشر. فقد يكون العارض المرضي دالاً على شيء مخالف للشيء أو السبب الحقيقي إذا أخذنا في تفسيره ظاهرياً أعماقه يغير نسب أغواره وبغير أن نصل إلى صلبه وكيانه الجوهري، ولكن ما إن نستشف أعماقه ونقف على صميم كيانه ، حتى نجد أن الدافع الحقيقي للأعراض المرضية البائنة لم تكن سوى نتيجة ثانوية لذلك السبب الجوهري الأساسي.

فقد تجد شخصاً مصاباً بأحد أعراض الشذوذ الجنسي، فتظن أن السبب هو سوء توجيه الطاقة الجنسية لديه، ولكن ما إن تترك الأعراض السلوكية الجنسية جانباً وتأخذ في فحص تلك الأعراض المرضية حتى تستبين أن الأصل ونقطة البداية ليس الجنس بل ربما يكون المخاوف القديمة المترسبة في أعماق الشخصية والتي استحالت قلقاً بعد أن انطوت في أعماق اللاشعور ، وبديهي أن ينسب العلاج في مثل تلك الحالة إلى الأصل والسبب الحقيقي الجوهري وليس إلى ما يترتب على ذلك الأصل وعلى السبب الجوهري من نتائج سلوكية.

قد ينحو العلاج النفسي غير المباشر منحى آخر غير هذا المنحى، فبدلاً من البحث في أسباب جوهرية ذات طبيعة نفسية فإنه يذهب إلى القطاع الفسيولوجي من الشخصية يستقرئه على أساس من الاعتقاد بأن ما هو نفسي وجداني ، إنما يكون انعكاساً على نحو ما لما هو فسيولوجي جسمي، فبدلاً من علاج المرض العقلي بالإيحاء والإقناع والتنويم المغناطيسي والتحليل النفسي يأخذ المعالج في التأثير في المخ سواء عن طريق الصدمات الكهربائية أو بحقن المريض ببعض العقاقير التي تؤثر على أجزاء معينة في المخ أو بحقن بعض الهرمونات التي تؤثر على الاتزان الغددي او بإجراء بعض العمليات الجراحية بالمخ أو بغيره من أجزاء بالجسم يكون لها صلة غير مباشرة بإحداث العارض المرضي.

وبالنسبة للقلق بمظاهره وأعراضه المتباينة ، فقد لا يكون الأمر بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية أو تناول الحبوب المهدئة أو إلى أخذ حقن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الغدد الصماء، ولا إلى فحص أجهزة الجسم الداخلية كالجهاز العصبي أو الغدد بل تكون ثمة حاجة فقط إلى تشغيل أجهزة الجسم ، وذلك بممارسة بعض التمرينات الرياضية التي تكفل التخلص من الزائدة من الطاقة الحيوية المختزنة في بعض الأعضاء والتي يتسبب عنها القلق بشكل مباشر.

وهناك في الواقع صلة وثيقة بين الخمول الجسمي وبين القلق، ذلك أن الجسم عندما يشحن بالطاقة فإنه يكون بحاجة إلى التخلص منها حتى تستمر الحياة في اخذ وعطاء مستمرين، وطبيعي أنك تجد أن الشخص الذي لا يتخلص من الزائد من طاقتة الحيوية لا يستطيع أن يستمر في الأخذ ، فنجده نابياً عن تناول الطعام، بل إن رئتيه تنحوان أيضاً إلى الكسل فيضيق تنفسه وبالتالي تختل ضربات قلبه.

وحيث إن الجسم كيان واحد مترابط الاجزاء كأشد ما يكون الترابط والاتصال والانسجام والتكافل والتكامل، فإن أي خلل او أي كسل يحدث في جانب منه يجد له صدى عالياً في باقي الأجهزة.

فتجد أن شخصاً كهذا يصاب باضطراب في ضغط الدم بل وقد يفسد عمل ونشاط الكبد فيصاب بمرض السكر وغيره من أمراض تكون نقطة البداية فيها جميعاً الركون الى الكسل وعدم التخلص من الطاقة الزائدة.

وليس من شك في أن الكثير مما يصيب الانسان العصري من قلق أو ضجر بالحياة أو تبرم بالناس إنما يرجع في نهاية المطاف الى خروجه عن فطرته التي جبل عليها.

وخير شاهد على ذلك ان القردة في الغابات والناس البدائيين الذين أتيحت لهم فرص التعبير عن طاقتهم الحيوية بانطلاق وبما يكفل صرف الطاقات الزائدة لديهم لا يتعرضون للقلق، وأكثر من هذا فإننا نستطيع أن نقرر أن أصحاب الحرف اليدوية العنيفة والتي تتباين فيها الحركات وتتنوع وتستمر طوال فترة العمل لا يكونون في الغالب معرضين للإصابة بالقلق، وذلك لأن ما يمكن أن يختزن في عضلاتهم المتباينة من طاقة، سرعان ما يجد له منصرفاً في ما يؤديه من أعمال.

أما أصحاب المهن التي تعتمد أكثر ما تعتمد على الذهن دون العضلات، فإن أصحابها يصابون في الغالب بالقلق، وما يتواكب معه من ظواهر مرضية كتلك التي سبق أن ذكرناها. لذلك فإنك تجد أن الأطباء ينصحون أصحاب المهن الذهنية بتشغيل عضلاتهم ولو بالمشي لمدة طويلة كل يوم حتى يعوضوا ما فاتهم من تنشيط عضلاتهم التي تختزن الطاقة الحيوية لكي لا تظهر لديهم على هيئة أعراض نفسية أهمها القلق النفسي الوخيم ونأسف إذ نقرر أن معظمهم يكونون في عوز شديد للتواؤم الاجتماعي والتكيف النفسي.

وثمة عامل آخر من عوامل حدوث القلق هو العامل الاجتماعي، فالانحباس في قمقم اجتماعي واحد لا يتغير يؤدي بالشخص إلى الإصابة بالقلق، فكثير من الناس لا يخرجون عن نمط حياتهم اليومي، وكأن كل يوم يمر في حياتهم هو صورة طبق الأصل عن الأيام السابقة جميعها.

والواقع أن هذا هو حال نسبة كبيرة من الناس، إنهم يلتزمون بما دأبوا على فعله من غير أن يغيروا نظام حياتهم قيد أنملة، فالأشخاص الذين يقابلونهم لا يتغيرون، بل إن مقابلتهم لهم قد تتم في نفس الوقت من كل يوم بغير تغيير، وحياتهم اليومية تلتزم بمواعيد محددة لا تتغير ، فالموظف يصل الى مقر عمله في الثامنة صباحاً ، ويظل في مكتبه حتى الثانية ظهراً ونمط العمل هو هو لا يتغير ولا يتجدد وبهذا يستحيل الموظف إلى ما يشبه الآلة الصماء، بل إنه يصاب بالعجز الإرادي وبالعجز العقلي والاجتماعي، فالعجز الإرادي يتبدى لديه في عدم قدرته على اتخاذ قرار يتطلب الاعتماد على ذكائه وتقديره الشخصي للموقف.

أما العجز العقلي فإنه يتبدى في عدم قدرته على إدخال عناصر جديدة في عمله واسبعاد عناصر قديمة ليس منها فائدة أو تكون ضارة بالعمل. أما عجزة الاجتماعي فإنه يتبدى في عدم قدرته على إقامة علاقات جديدة مع أشخاص جدد وكأن الله لم يخلق في هذا العالم من الأناس سوى تلك الشرذمة التي يخالطها ويتعامل مع أفرادها.

ومن هنا فإنه إذا فقد واحداً من أفراد تلك الشرذمة وكأن القيامة قد قامت.

ونستطيع أن نزعم أن المشكلات النفسية تبدأ كخيوط العنكبوت الهشة التي اذا ما تكثرت وتجمعت فإنها تصير بمثابة سلاسل حديدية يصعب الفكاك منها أو التخلص من تكبيلها وأسرارها لمن تلتف حوله وتقيده.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.