المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تغيير الحالة الطبيعية للبروتين (المسخ) Denaturation
2023-11-14
العرض- الطول
26-9-2016
اشتراط الإسلام في النائب.
21-4-2016
الجو المناسب لزراعة البشملة
2023-11-06
الطاقة النووية وتأثيرها على المناخ
29-12-2015
التجنس عن طريق الاستثمار
4-4-2016


الاعراض السلوكية للطفل بعد فقدان الاب  
  
2960   11:42 صباحاً   التاريخ: 30-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص69-73
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2017 2646
التاريخ: 14-9-2019 2365
التاريخ: 2023-10-12 1425
التاريخ: 5-2-2018 2216

اجل، مهما حاول الإنسان تجاوز موت احد الاعزاء بصمت فإن تحمل هذا الامر عليه صعبٌ للغاية، وموت احد الاعزاء سيخلق آثاراً مباشرة او غير مباشرة على البدن والذهن والنفس، وسيغير من سلوكياته، وما اكثر الاطفال الذين اشتهروا بالتحمل والهدوء، ولكنهم بعد حلول المصيبة خسروا انفسهم، وغيروا من سلوكهم وتصرفهم.

فتغيرت صفاتهم واخلاقهم ولم يعودوا اولئك الاطفال المستقيمين والمسالمين، والذين تمجد بهم الام وتمدح اخلاقهم وسلوكياتهم، فيصبح الطفل فرداً عصبياً هائجاً وغير مستقر، وكثير الإلحاح، فيمتنع عن الاستماع الى أي كان، وحتى فيما يتعلق بعلاقته بنفسه وذاته تغدو علاقة عدائية مملوءة بالكراهية والمقت. نظراته مدهوشة، وتصرفاته عدائية، فيصبح كالفتيل القابل للانفجار في كل آن، وفي احيان اخرى ولا سيما في بداية سن الشباب والبلوغ حيث يصبح عرضة للفساد والانحراف.

ـ الاعراض بشكل عام :

لقد ذكرت الكثير من الاعراض السلوكية لمثل هؤلاء الاطفال، وقد اجرت بعض المنظمات والمؤسسات الدولية ومن جملتها (اليونسكو) ابحاثاً وتحقيقات مهمة في هذا المجال، وكذلك اجرى العالم (برت) ومعاونوه ابحاثاً قيمة في هذا المضمار، وقد تم الاستفادة ايضاً من وجهات نظر خبراء علم الجريمة، والمسائل الاجتماعية في ذلك. وبشكل عام اثبت بالدليل القاطع بأن معظم الاطفال الذين فقدوا احد والديهم، الاب او الام (بشكل خاص) قد تعرضوا واصيبوا بأعراض واثار اهمها ما يلي:

البلوغ المبكر: وهو ردة فعل طبيعية لجبران النقص والحرمان، والتشرد والفرار الناتج عن الشعور بفقدان السيطرة (على النفس)، واكتساب حالة همجية غير اجتماعية كنتيجة للشعور بالحقارة، وقد لوحظ ايضاً في بعض الاحيان ان بعض الاطفال قد انساقوا وراء التسول، والسرقة والاعمال الوحشية غير الاجتماعية، مع انهم ليسوا في حالة تجبرهم على هذه الاعمال، وطبعاً إن تساهل الاولياء هنا له اثر كبير في ذلك.

واشارت ابحاث اخرى بأن الاطفال يتظاهرون بالقوة، والتسلط ، والمعارضة، والمواجهة، والتواري في الزوايا، والانزواء، وتغلغل جذور الوهن والضعف في نفوسهم، وفقدان الشعور العائلي والعاطفي، وفي بعض الاحيان يجرون افكارهم الى الانحراف ، فيؤجلون حزنهم على موت عزيزهم، أو يسعون للوقوف كمانع في وجه مشاعرهم واحاسيسهم، هذا السعي وما يقومون به من الكبت الداخلي سيؤثر سلباً على نموهم السلوكي والنفسي، وسيضفي على حالهم وسلوكهم شكلاً غير طبيعي.

ـ اهم الاعراض السلوكية :

إن الاعراض السلوكية الحاصلة عند هؤلاء الاطفال كثيرة ومتنوعة، واهما ما يلي:

1ـ التناقض والانحراف: إن كلمة التناقض عامة، وهي بمعنى عدم التكيف والتأقلم مع الشروط الحياتية والاجتماعية، وقصدنا هنا من هذه الكلمة هو سوء الخلق والتشدد في الامور والسلوك العدائي مع الآخرين، والتلفظ بكلمات بذيئة وغير مناسبة، وهي قبل كل شيء لا تتناسب مع شأن الطفل ومكانته (حيث انه يتيم او ابن شهيد). فيسعى الطفل لجبران حرمانه عن طريق الاستعلاء والتكبر وإيذاء الآخرين، ليصل الى استقلالية من خلال ذلك ويتحرر من ارتباطه واعتماده على الآخرين، وهذا النوع من السلوك سيعرض علاقته وروابطه مع الآخرين للخطر، وسيفقده القدرة على الاختلاط بالآخرين، ونستطيع رؤية هذه التناقضات وملاحظتها من خلال كلماته الفظّة، وطريقة تعامله، وحتى طريقته في المشي.

2ـ التمرد والعصيان: يتفاوت هذا الامر بين الاطفال والشبان، فالأطفال يطرحون مشاكلهم الداخلية خارجاً ــ بالطريقة المذكورة آنفاً ــ واما الشباب والبالغون فانهم يمرنون انفسهم ويعوّدونها على الاستقلال من خلال ذلك، ويخلصون انفسهم من شدة ضغط الآخرين، فيصور إليهم بأنهم قد قضوا عمراً من العذاب والتحمل، وهذا بذاته يعد خطراً كبيراً عليهم، ومقدمة لسقوطهم وانحرافهم وفشلهم.

فلو قامت الام او شخص آخر مسؤول عنه في الايام الاولى بمواجهته ومنعه من الانجرار وراء الانحراف بطريقة لطيفة، لأمكن إرجاعه الى الطريق القويم، وإلا فإن لم يكترث احد بالأمر ولم يقف الى جانبه فستتحول حياته الى جحيم وانحراف وفساد.

3ـ في العلاقات والمعاملات: ربما كانت له علاقات وروابط حميمة وقوية مع الاصدقاء، وزملاء المدرسة، ولكنه وبعد ان يصل الى هذه الحالة ويتخيل أشياءً واموراً اخرى، فيحب ان يُهتم به اكثر، وان تكون له منة على الآخرين. وفي بعض الاحيان تصيبه حالة من الإهمال وعدم الاهتمام، تدفعه الى الاستعلاء على اصدقائه، وعدم الاهتمام بهم. وفي نهاية الامر يتفرق اصدقاؤه عنه بسبب عدم قدرتهم على تحمله او بسبب استيائهم من وضعه، ويدعونه وحيداً، والذي يعد بدوره سبباً للكثير من المخاوف الاخرى، فتتسم علاقاته مع الآخرين بالفتور والجفاء، ويفهمها الآخرون بأنها نوع من التعالي وعدم الاهتمام، وتبدو هذه البرودة والفتور في تعامله مع الاصغر منه سناً بشكل جلي، فيعترضون على ذلك، وهذا ما يدفعه الى الغضب والثورة عليهم.

4ـ الاستعلاء والتظاهر: أمام اولئك المحببين إليه، يسعى من خلال التعالي والتظاهر الى الحصول على موطئ قدم عندهم، واحياناً يسعى الى لفت انظارهم بأعمال طفولية وسخيفة.

هذا الاصرار على لفت الانتباه في الحقيقة يعد رداً على الإحساس والشعور بالدونية والنقائص الداخلية، فيسعى من خلال ذلك الى التصغير والحط من نفسه، او للتقليل من نقائصه، ويدفعه ذلك احياناً الى الغش والتزوير في سبيل ذلك، كأن يمارس الغش في المدرسة ليظهر نفسه امام الجميع، وهذا السلوك ليس عقلائياً ابداً وما أكثر المرات والكرات التي سيؤنب بها على هذا السلوك والعمل.

طبعاً لا يظهر هذا السلوك عند جميع الاطفال، بل يظهر عند اولئك الذين يعانون من نقص في الاشراف والعناية، والذين يفتقدون الى من يرمم قلوبهم الكسيرة إثر الهزة التي اصابتهم بموت او شهادة الاب، ولكن انتباهنا ويقظتنا كفيلة بإعادة النشاط والحيوية إليه، وتشجيعه على القيام بواجباته، والانتباه الى حياته.

5ـ العادات الغريبة: في بعض الاحيان وبسبب تساهل وغفلة الاقرباء والمحيطين بالطفل تتحول هذه الاعمال الى عادات مزمنة، فتتأصل في نفسه وتسبب له صعوبات جمة، في الجوانب العاطفية، وربما اعتاد ايضاً على الخمول وقلة النشاط ، او على شل فعالياته ونشاطاته الحياتية الفردية، واحياناً يعتاد على الإهمال وعدم النظافة، وهذه بحد ذاتها عادة غير مناسبة، تسبب مشاكل كثيرة للجسم والروح، ومن الطبيعي ان نعمل على منعها وإزالتها.

إن سعيه وراء العادات الغريبة، في الحقيقة، هو وسيلة لإرضاء النقص والاحتياجات الذاتية وإلهاء الذات بهذه الحالة، وكأنه يريد بذلك تخفيف عذابه وآلامه، وترميم ومعالجة مشاكله.

6ـ الالحاح والانتقاد: احياناً يصبح هؤلاء الاطفال افراداً انتقاديين وملحين، حيث يظهرون عدم رضاهم وتمردهم بهذه الطريقة، فيعترضون على الجميع، ولو ألمت بهم مشكلة بسيطة، يختلقون الاعذار ويصرّون (على مواقفهم).

إن إلحاح الاطفال يترافق دائماً مع حالة من الاكتئاب والانزعاج، وتظهر علامات اليأس على وجوههم بشكل واضح، وليس لديهم الامكانات الكفيلة يجعلهم اشخاصاً عاديين فسيعرضهم العداء دائماً لمواقف عدائية وخصامية، وهذا ما يعد طريقة خاطئة وأسلوباً غير سليم لحالاتهم وأوضاعهم المستقبلية.

لقد دلّت التجارب اليومية بأن الاطفال ذوي المشاكل العصبية والمزاجية معرضين بشكل اكبر لهذا الامر، ويبدر من هؤلاء اخطاء سلوكية اكثر من الآخرين، كما تتعاظم هذه الحالة عند الاطفال الذين يشعرون بفراغ اكبر، لأنهم وقبل موت او شهادة ابيهم كانوا يتمتعون بعطف ودلال اكبر.

ـ تحذيرات وتنبيهات :

المهم هنا هو ان لا تتحول هذه الاعراض الى عادات مزمنة، وخصوصاً فيما يتعلق بالعدوانية والهيجان حيث ان هذا خطير على الطفل والمجتمع في آن واحد، فأحياناً يطرأ على حياة الطفل تغيير ملحوظ (بشكل مؤقت) يسبب له ازمة مفاجئة كأن يموت له عزيز فلا يقدر على تحمل ذلك، ومن الطبيعي ان يتبع ذلك ردود فعل معينة، وما يهمنا هنا هو ان لا تسبب هذه الافعال صدمات له وللآخرين، وان لا يصبح سلوكه مغايراً للقيم الاجتماعية بشكل دائم. وكذلك علينا ان ننتبه الى هذه القضية من جهة اخرى، وهي ان لا تسيطر اللامبالاة والاهمال على سلوكه، وان لا يفقد الطفل إحساسه بالمسؤولية بسبب الصدمة النفسية التي حلت به، بحيث يبقى احساسه تجاه مستقبله وتجاه الآخرين يقظاً، ولكن بشكل عقلاني ومتوازن.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.