المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حل العقد النفسية  
  
2764   11:54 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2. ص332 ـ 333]
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 2169
التاريخ: 9-7-2022 2016
التاريخ: 2023-08-27 1339
التاريخ: 2023-09-25 1367

إن مرض هذا الإنسان ناشئ من نفسه، وعلاجه بيده. إنه لو استعان بالعقل والمنطق، وتنبه الى فساد التربية التي درج عليها، وزكى نفسه وطهرها، وترك الاستعلاء والتكبر، ونسي عبادته لذاته وأعطى نفسه ما تستحق... فإن الأستار المظلمة سترفع، والغيوم الكثيفة ستنقشع، وتنتهي المآسي.

أما لو ثبت على خطئه ، وأصرّ على عبادة ذاته، وأغفل نداء عقله، ولم يعرف قدر نفسه، وظل يظن نفسه عزيزاً ومدللاً، يتوقع الاحترام والتكريم من الجميع.. فإن الانهيارات المتتالية ستحطم شخصيته  وتضيق العقد المؤلمة الخناق عليه. فيبدأ بالتخطيط للانتقام لتدارك حقارته... يحتقر الآخرين ويتكبر عليهم، ويقابل إهمال الناس وتحقيرهم بالإهمال والتحقير أيضاً.

عندئذ تتشدّد المصيبة ويتسع الخرق على الراقع لأن الانحراف الخلقي يزداد في المجتمع. ذلك أنه عندما يبتلي المصابون بالغرور بداء التكبر، وتستأصل فيهم النخوة المستندة الى الجهل فإنهم يواجهون مشاكل جديدة ويصطدمون بآلام شديدة.

إن الذي يصاب بالتكبر وينظر الى المجتمع بعين الحقارة والذلة، يواجه بلا ريب رد فعل مشابه من الناس، فيأخذ المجتمع باحتقاره وعدم الاعتناء اليه. وهذا هو أفضل جزاء للمتكبر.

قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( مَن تكبّر على الناسِ ذلّ ) (1).

______________

1ـ تحف العقول عن آل الرسول ص 88.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.