اثر اشكال السطح على العمليات العسكرية - تأثير الجبال - سلبيات الدفاع في الجبال |
1251
12:41 صباحاً
التاريخ: 17/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/11/2022
1144
التاريخ: 21-8-2022
1414
التاريخ: 25-5-2021
2044
التاريخ: 15-8-2022
1003
|
سلبيات الدفاع في الجبال
يتناسب حجم القوات وقوتها التكتيكية عكسيا مع قدراتها على الحركة، فقد تسعى الجيوش الى بناء قوة تكتيكية كبيرة ولكن على حساب قدرتها على الحركة والتشتت والانتشار. فالمناطق الجبلية الوعرة توفر امكانات غير عادية لتعزيز القدرات التكتيكية للجيش المدافع. إلا انها وبنفس الوقت لها آثار سلبية على الوحدات المدافعة.
فتضعف مثلا سيطرة القادة على وحداتهم القتالية في المناطق الجبلية الوعرة. ذلك ان الاتصال المباشر بين القائد وجنوده يقل مع زيادة وعورة السطح. وطبيعة السطح توجب على القائد الميداني البقاء على اتصال مباشر مع جنوده. وتعمد الجيوش وكنتيجة لتلك الظروف، الى انتهاج استراتيجية التجمع في مناطق محدودة للإبقاء على الاتصال بينها. ويؤثر السطح الجبلي الوعر على صعوبة السيطرة على الوحدات القتالية، ويؤدي الى تفرقها الى وحدات منعزلة يصعب السيطرة عليها. ولذا فان امر توزيع الصلاحيات على القادة الميدانين بطريقة اوضح في المناطق الجبلية الوعرة هو اكثر الحاحا في المناطق الجبلية، لاحتمال تشتت القوات وانقطاع الاتصال معها.
لذلك فان القيادات العسكرية العليا تعمد الى تزويد قادة الوحدات بتعليمات تشمل مراحل الحرب المختلفة واهدافها، وخيارات التصرف المختلفة في حال نشوء ظروف جديدة تنقطع معها سبل الاتصال مع القيادات. وتقلل المناطق الجبلية الوعرة من قدرات الجيش على الحركة. وينطبق ذلك على كل من المدافع والمهاجم. وامكانيات الحركة تفرض على الجيش المدافع نوع السلاح المستخدم. فكما هو الحال بالنسبة للمهاجم فان الاسطح الجبلية الوعرة تحد من استخدام الدروع. الا انها تحد من الاستخدام الكثيف للمدفعية من قبل المدافعين. ويعود ذلك الى صعوبة تحريك بطاريات المدفعية من مكان لآخر، خاصة اذا كانت المرتفعات الجبلية انكسارية، سحيقة الاودية، ومكسوة بالأشجار. وكثيرا ما يتم تجاوز مناطق المدافعين في الجبال لعدم مقدرة الوحدات المدافعة من اغلاق كافة الطرق ومراقبتها ، ومنع العدو من اختراقها. هذا التجاوز يمنح العدو فرصة تطويق الوحدات المدافعة ومهاجمتها من الخلف. وتقف المناطق الجبلية عائقا امام توجيه نيران المدفعية المساندة. ويصعب على القوات المدافعة تنظيم انسحاب تكتيكي منظم في المناطق الجبلية تحت نيران العدو، وذلك لوعورة السطح وضيق الممرات والطرق، خاصة اذا سيطر العدو علي تلك الممرات. وفي المناطق الجبلية يفترض التغيير المستمر لمواقع المدفعية حتى تتمكن من تقديم دعم مستمر وفعال للقوات المدافعة، او المتعرضة.
ويؤثر التواجد في المناطق الجبلية على تقدير المسافات من قبل القادة، فالناظر الى المناطق المنخفضة من المناطق الجبلية المرتفعة يقدر المسافات باقل مما هي عليه في الواقع، ويحدث العكس بالنسبة للناظر من المناطق المنخفضة الى القمم الجبلية المرتفعة. كما ان مدى الرؤيا بالنسبة للقوات المدافعة يكون اقل بكثير من المناطق السهلية المفتوحة. فاذا استثنينا المواقع الحاكمة، فان مدى الرؤيا خلال المناطق الجبلية تكون اقل بكثير منها في المناطق المفتوحة. ويتناسب مدى الرؤيا عكسيا مع المسافة. فقد صنف الالمان مدى الرؤيا في المناطق الجبلية المتموجة عن طريق تحديد نسبة الوقت الذي تكون فيه الرؤيا واضحة. فحتى مسافة 500م تصل نسبة الرؤيا الى 40% من الوقت. اما بالنسبة للمسافات التي تتراوح بين 500 الى 1000 متر، فأن تلك النسبة تتناقص الى 20% في حين يتحسن مدى الرؤيا في المسافات التي تتراوح بين 1000 – 2000 متر حتى تصل الى 25% من مجموع الوقت. وتنخفض النسبة إلى 15% في المسافات التي تزيد عن 2000 متر. وللمعهد الجغرافي الايطالي رأي آخر فيما يتعلق بهذه النسب. فتصل النسبة الى 25% من مجموع الوقت في المسافات التي لا تزيد عن 700 متر، و16% في المسافات بين 700 – 1000متر، و40% في المسافات التي تتراوح بين 1000 – 2000متر. ثم تنخفض النسبة الى 14% في المسافات التي تتراوح بين 2000– 3000 متر، و 5% في المسافات التي تزيد عن 3000 متر.
وتتفاقم المشاكل المتعلقة بالاتصالات اللاسلكية في المناطق الجبلية المرتفعة. وتؤدي الارض المتقطعة الوعرة الى تعقيد عمليات الاتصال والسيطرة لكل من المدافع والمهاجم معا. كما ان كفاءة الاتصالات اللاسلكية تتضائل في الاسطح المتموجة، فتؤثر الجبال على انتشار الموجات اللاسلكية، فتنخفض قدرات الاجهزة الرادارية، واجـهـزة قياس المسـافـات في المناطق الجبلية المرتفعة. وكثيرا ما يضطر القادة الميدانـيـون للاعتماد على العين البشرية في تقدير وفي ملاحظة ومراقبة القوات المعادية. وتقيم الجيوش نقاط مراقبة في القمم الجبلية المرتفعة والتي تشرف على المناطق المجاورة. وتمكن الجبال القوات المهاجمة من استغلال عنصر المفاجأة، خاصة في الجبال المغطاة بالنباتات الطبيعية الكثيفة التي تستر تحركات القوات المهاجمة.
ومن المشاكل التي تواجه العسكرة في الاودية تصاعد الدخان على شكل اعمدة، تعتبر ادلة واضحة على مواقع القوات. كما انه بالإمكان مشاهدة النيران من على مسافات بعيدة ، لذلك تلجأ الجيوش الى اشعال نيرانها في حفر يزيد عمقها عن نصف متر. وفي المناطق الجبلية حيث الاشعاع الشمسي الساطع، تظهر الادوات والاجهزة والمعدات اللامعة بوضوح، مما يؤدي الي كشف مواقع القوات. لذلك يتوجب على القوات المعسكرة في الجبال طلاء أدواتها وتمويهها بما يتناسب مع البيئة المحلية. وفي حال اخـتـيـار مـواقع المعسكرات يجب ابعادها عن مواطن الانهيارات المحتملة، وابعادها عن ضفاف الانهار المعرضة للفيضانات.
وقد تتعرض القوات المدافعة في المناطق الجبلية الى خطر الانهيارات الصخرية والانزلاقات الارضية، الناجمة عن عوامل التعرية كالمياه والرياح والجليد ، او نتيجة للانفجارات والقذائف
الصاروخية والمدفعية. ففي المناطق الجبلية الوعرة، يكفي عدد قليل من القذائف المدفعية والصواريخ لأحداث انهيارات ارضية ضخمة تؤدي الى خسائر كبيرة في صفوف المدافعين ، اضافة لما ينتج عنها من اغلاق للطرق والممرات وبطون الأودية الضيقة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|