المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الإقرار
21-6-2016
حكم الارتماس بالماء.
18-1-2016
كيف تكون منتج للمحتوى الإعلامي- رابعا : لمن؟
19-1-2022
اكتشاف رأس الرجاء الصالح وطريق الهند البحرية
18-9-2019
التوزيع الجغرافي للإقليم BSh
2024-11-17
ظواهر الإرساب النهري- الدالات البحرية
8/9/2022


الاسلام والترفيه  
  
1335   10:03 صباحاً   التاريخ: 2023-08-27
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص373ــ374
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

لم يهمل الإسلام الرغبة في الترفيه عن النفس لدى الإنسان كغيرها من الرغبات الطبيعية، وإرضاءها ضمن حدود العقل والمصلحة . وقد أوردت بعض الروايات الإسلامية مسألة إرضاء ما تشتهيه النفس ضمن المشروع إلى جانب مسألة إمرار المعاش والمعاد، وأكدت على أن المسلم الكفوء يخصص جانباً من أوقاته لنيل اللذائذ المباحة التي تدخل عليه السرور والبهجة ، وتعده نفسياً لأداء واجباته الدينية والدنيوية.

تقسيم ساعات النهار:

روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال : واجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات. ساعة لله لمناجاته وساعة لأمر المعاش ، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات والذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن ، وساعة تخلون فيها للذاتكم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات(1).

لا تبرز الحاجة إلى الترفيه والرغبة في اللهو والتسلية إلا عندما يفرغ الإنسان من التفكير بأمر معاشه ويهيئ مقومات حياته . فالإنسان الذي يكد ويشقى طوال أيام الأسبوع من أجل تأمين لقمة العيش لنفسه وعياله لا يمكن أن يفكر بالترفيه والتسلية، لان ما يفكر به هو السعي لإتمام عمله واستلام أجوره ليؤمن بها قوت يومه. لكنه عندما يحل مشاكله ويؤمن على غده ، يطمئن ويرتاح ، ويجد في نفسه الرغبة في الترفيه ، تدفعه لإرضاء أمانيه ، حينذاك فقط ينطلق في طريق اللهو والترفيه بحثاً عن اللذة والإستمتاع. 

_____________________

(1) بحار الانوار17، ص208. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.