المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



فن التعبير عن الحب ( برنامج التعبير عن الحب)  
  
3271   10:12 صباحاً   التاريخ: 1-1-2017
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص132-136
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

اعلم ان الحب شيء فطري، فهو كائن في اعماق كل أب وكل أم، فالعبرة ليست في ذلك المخزون الاستراتيجي من الحب في قلوب الآباء والأمهات... ولكن العبرة بالتعبير عن هذا الحب، فهل نجيد فنون التعبير عن الحب؟ وهل يصل حبنا الى ابنائنا كما هو كائن بداخلنا؟ لماذا يشعر بعض الابناء بحب والديهم بدرجة كبيرة ويشعر أخرون بنقص الحب من الوالدين ويشعر فريق أخر بانعدام الحب لهم من والديهم؟... فاذا كان الحب فطري لدى الجميع فأتصور ان الامر يتوقف على مدى معرفة وإجادة فنون التعبير عن الحب للأبناء.

ولذا أود من كل أب ومن كل أم اتباع هذا البرنامج (برنامج التعبير عن الحب) كي يصل حبنا الى الابناء.

1ـ نظرة الحب :

وهي نظرة تشعر الابن بالحب والرضا، وانه مرغوب فيه، والنظرة هي أعمق لغات التواصل غير اللفظي، والنظرة هي كلام العيون التي لا تكذب، وحتى لو كانت النظرة يتبعها صمت فإن في الصمت بلاغة، بل ان الصمت ابلغ من الحديث، وتلك النظرة تولد طاقة الحب لدى الابناء، وحسبها ان تطمئنهم على أنفسهم أنهم مقبولون ومرغوبون.

2ـ بسمة الحب :

والابتسامة مفتاح سحري للقلوب.. وهي السر الحلال، وفي الحديث يقول النبي ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ (تبسمك في وجه اخيك صدقة) (رواه البخاري) وربما ان الاقتران اولى بالمعروف فلتتصدق على ابنك بابتسامة الحب، فهي اشراقة شمس في ظل الغيوم، والنظرة مع الابتسامة تفتح قلوباً غلفى، ولذا أوصيكم بأن تعطوا أبناءكم جرعات من هذا الحب ، فالحب دواء وشفاء.

3ـ قبلة الحب :

ان القبلة بين الاباء والابناء رسول حب ورحمة، وهي تعبير عملي عن الحب، حيث ان للقبلة دورا فعالا في تحرك مشاعر الطفل وعاطفته، كما انها تسكن ثورته وغضبه، وتشعره بالارتباط الوثيق بينه وبين والديه.

ولا بد ان نتذكر ان تقبيل الابناء سنة عن النبي ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ (قبل رسول الله ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ الحسن بن علي سلام الله عليهما وعنده الاقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الاقرع : ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر اليه رسول الله ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ ثم قال : من لا يَرحَم لا يُرحَم).

4- حضن الحب :

لا شك ان من افضل وسائل التعبير عن الحب هو الحضن الدافئ بين الاباء والابناء مهما كانت أعمار الابناء، وكل من الآباء يحتاجون الى ذلك الحضن الدافئ، ونجد ان الام حينما تحضن رضيعها يهدأ لاسيما حينما تحضنه ناحية قلبها اي حينما يكون قلبه قريب من قلبها، ولذا كان فطام الطفل بعد عامين ليس من أجل لبن الام فقط وهو بالطبع غذاء وشفاء لكن كذلك من أجل ذلك الحضن وتأثيره الايجابي في النمو النفسي والعقلي والجسمي بالنسبة للرضيع، ولذا أنصح كل أم عاملة ان تأخذ اجازة من عملها خلال العامين الاولين من حياة الطفل من اجل ذلك الحضن الدافئ، فالحضن موصل جيد لحرارة الحب بين الام وابنها، ويظل الطفل في حاجة لحضن أمه وابيه حتى سن المراهقة، وفي سن المراهقة يقاوم الحضن حيث يشعر المراهق بحاجته للاستقلال لكنه في اعماقه يهفو لحضن الاب والام كي يهدئ من روعه وقلقه.

5ـ لقمة الحب :

ما اجمل ان يجلس الاب وسط المائدة المستديرة(مائدة الطعام) ومعه زوجة وأبناؤه ويبدأ الاب بوضع لقمة في فم زوجه ثم ابنائه الاكبر فالأصغر، ثم تقوم الام بمثل ذلك، ما اجمل ان يستمر ذلك الاحتفال اليومي، وذلك المؤتمر الاسري الذي يرأسه الاب وتكون الام نائبة المؤتمر، فأن غاب الاب ترأست المؤتمر، ويكون أعضاء ذلك المؤتمر الصغير هم الابناء، أتصور أن هذا المؤتمر سوف يسفر عن أهم قرار في حياة تلك الاسرة وهو قرار الحب، الحب من الاباء لأبنائهم، ومبادلة الابناء لآبائهم حباً بحب.

6ـ لمسة الحب :

لا شك ان التلامس موصل جيد لحرارة الحب لاسيما بين الام وابنها فكلما صدق الحب زاد تأثير التلامس، ولقد توصلت الدراسات النفسية الى ان (تشبيق الجسد) أي لمس جسد الرضيع يؤدي الى زيادة النمو الجسمي والنمو النفسي والنمو العقلي له، والقبلة لمسة حب، والحضن لمسة حب، ونوم الطفل على كتف امه لمسات تتدفق تيارات الحب القبلة من جراء لمسة حب، كما أنه مجرد لمس اليتيم والمسح على شعره تأخذ بعدد شعره حسنات لأنك من خلال لمسه الحب ادخلت السرور على قلبه فلماذا لا تكرر ذلك مع ابنك، ويقول النبي ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ : (ألا أدلكم على شيء ان فعلتموه تحاببتم... افشوا السلام بينكم)والمصافحة تسقط الذنوب ويغفر لك ملك طالما يدك في يد اخيك، وبالطبع الاقربون أولى بالمعروف، معروف اللمس.

7ـ هدية الحب :

الهدية مهما كانت صغيرة أم كبيرة لها اثر كبير على النفوس، فالمهم هو المعنى، ومعنى الهداية هو اعتراف ضمني من الشخص للآخر بالتقدير والاهتمام والحب والاستحقاق، والهداية معناها أني أوصل جزء مني اليك، فهي طريق لتدعيم الروابط وتثبيت أواصر العلاقات بين البشر، فالهدايا رسائل حب صامتة، وفي الحديث يقول النبي ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ (تهادوا تحابوا). (رواه البخاري)، ولا شك ان لهدايا الاباء لأبنائهم معنى عميق، وان لهدايا الابناء لآبائهم معنى أعمق، وكأن الهداية أوصلت شرايين حب جديدة بعد صلات الدم، هذه الشرايين الجديدة تحمل رسائل حب تقول (انت مني وانا منك) ، (نحن روح واحدة بجسدين) ولا شك ان افضل الهدايا هي الهدايا غير المشروطة بنجاح أو اي إنجاز... غير انك ابني الذي أحبه، وان الهدايا غير الموقوته اي المرتبطة بمناسبة معينة يكون تأثيرها النفسي أفضل من الهدايا الموقوته، لاحظ معي عزيزي المربي... عزيزتي المربية ان ما سبق هي رسائل حب غير لفظية، وهي ما يطلق عليها لغة الجسد وهي توصل الحب للأبناء بنسبة 93% اما بنسبة 7% فهي رسائل الحب اللفظية.

8ـ كلمة الحب :

 ان رسائل الحب اللفظية بين الاباء وأبنائهم هي توثيق لرسائل الحب غير اللفظية وتأكيد لها، وبرغم وصول معنى الحب من خلال الرسائل الجسدية الا ان الانسان مخلوق ناطق، يحب الكلام ويحب سماع الكلام، ولاسيما كلمات الحب ولذا لا بد من التعبير عن الحب بالكلمات، فالكلمات سفير الحب بين الاباء وأبنائهم فأخبر ابنك وابنتك بحبك، وكرر على مسامعهم كلمات الحب (حبيبي، حبيبتي إني احبك... الخ) وتذكر قصة الرجل الذي كان عند رسول الله ـ صلى الله عليه و آله وسلم  ـ ومر عليهم رجل ، فقال الرجل لرسول الله ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ إني لأحب هذا فقال له النبي ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ : أأعلمته قال لا، قال أعلمه، فلحقه، فقال اني احبك في الله، فقال احبك الذي  أحببتني له .(رواه أبو داود) وحينما تسمع ابنك كلمات الحب تحميه من سماع كلمات الحب من مصادر لا ترضى عنها، ومن لا يسمع كلمات الحب داخل البيت يبحث عنها خارج البيت، ومن لا يجد كلمات الحب الحلال يساق سوقا الى سماع كلمات الحب الحرام، ومن اراد ان يطيعه أبناؤه فليسمعهم كلمات الحب ومن كلمات الحب ايضا  ان تنادي ابنك باسمه، بل بأحب الاسماء اليه، وان كان اسم للتدليل والتقريب، ومن الكلمات التي توصل الحب ذكر محاسنه وصفاته الايجابية ومميزاته ونقاط القوة لدية.

9ـ المزاح مع الابناء :

يحتاج الابناء الى المرح داخل البيت، ولذا فان الممازحة تخلق جوا جميلا من المرح تجعل البيت بيئة جاذبة لا بيئة طاردة، فالنفس تهفو الى الترويح بالمزاح من حين لآخر، فلا تجعلوا بيوتكم سجونا يسودها العقاب فيهرب منها الابناء الى الشارع حيث يجدون المرح، ومن حين لآخر شاهد بعض المواقف المضحكة مع الابناء، وأسمعهم واسمع منهم بعض المواقف الطريفة.

10ـ اللعب مع الابناء :

يحتاج الطفل الى اللعب لأنه  يثبت ذاته واستقلاليته عن الام، ويكتشف نفسه وطاقاته الحركية ورغبته في اكتشاف العالم من حوله، فاللعب حياة الاطفال، ولذا يقال لاعبوا ابنائكم وهم ابناء سبع، الخ، فلعب الاباء مع الابناء موصل جيد لرسائل الحب ومولد لطاقات الحب لدى الابناء ومن يغرس حباً يجن حباً.

11ـ التنزه مع الابناء :

أسعد لحظات الابناء حينما يخبرهم الاباء بفسحة جميلة او رحلة رائعة واذا كانت كل هذه السعادة لمجرد سماع خبر التنزه، فما بالك بالتنزه نفسه، ان الخروج من الاماكن الضيقة والتنزه في الحدائق والاماكن المفتوحة يسعد الكبار فما بالك بالصغار الذين يحتاجون الى الجري والقفز والتسلق والأسعد من ذلك كله ان يشارك الاباء ابنائهم الجري واللعب وعقد المسابقات الرياضية والمسابقات الثقافية الخفيفة كالفوازير وغيرها، الخروج عموما من جو البيت المشحون بالتوتر والواجبات الى جو مفتوح وحدائق ومياه ومناظر جديدة، يخفف التوتر والضغوط لان هذه الاماكن غير مشحونة بالتوتر وليس هناك ارتباط شرطي بينها وبين العقاب والواجبات اي بالألم لكنها ترتبط باللعب والاكل اي السعادة فبمجرد إخبار الابناء بالخروج للتنزه يحدث ارتباط شرطي بين التنزه ومشاعر السعادة فيسعدون، ويسعدهم الخروج فعلا... وليست الوعود البراقة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.