أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2019
5997
التاريخ: 22-1-2020
1739
التاريخ: 11-12-2019
3076
التاريخ: 1-12-2016
2846
|
( المكاتبة )
لما وقع اختيار معوية على عمرو بن العاص ، ورضي أهل العراق بأبي موسى أخذ وافي تنظيم الكتاب فكتب .
هذا ما تقاضى عليه (علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ) فقال معاوية بئس الرجل انا ان أقررت انه أمير المؤمنين . ثم قاتلته . وقال عمرو : للكاتب اكتب اسمه واسم ابيه . انما هو أميركم . وأما أميرنا فلا . فلما أعيد اليه الكتاب أمر بمحوه . وقال : لا إله إلا الله والله أكبر سنته بسنة . أما والله لعلى يدي دار هذا الأمر يوم الحديبية . حين كتب الكتاب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسهيل بن عمرو ) فقال : سهيل لا أجيبك الى كتاب تسمى فيه رسول الله ولو أعلم أنك رسول الله لم أقاتلك ، اني أذن ظلمتك أن منعتك أن تطوت ببيت الله وأنت رسول الله ولكن أكتب ( محمد بن عبدالله ) اجبك . فقال (صلى الله عليه وآله) يا علي اني لرسول الله ، واني لمحمد بن عبدالله ، ولم يمحو عني الرسالة كتابي عليهم من محمد بن عبدالله ، فاكتب : محمد بن عبدالله فراجعني المشركون في هذا الى مدة . فاليوم اكتبها الى ابنائهم . كما كتبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى آبائهم سنة ومثلاً ، فقال عمرو بن العاص سبحان الله ومثل هذا شبهتنا بالكفار ونحن مؤمنون ؟ فقال له علي (عليه السلام) يا بن النابغة . ومتى لم تكن للكافرين ولياً وللمسلمين عدواً . وهل تشبه إلا أمك التي وضعت بك . فقام عمرو . وقال : والله لا يجمع بيني وبينك مجلس ابداً بعد هذا اليوم . فقال علي (عليه السلام) والله اني لأرجو أن يظهر الله عليك وعلى أصحابك . قال : وجاءت عصابة قد وضعوا سيوفهم على عواتقهم . فقالوا : يا أمير المؤمنين . مرنا بما شئت . فقال لهم ابن حنيف . أيها الناس اتهموا اراءكم فوالله لقد كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الحديبية . ولو نرى قتالاً لقاتلنا . وذلك في الصلح الذي صالح عليه النبي (صلى الله عليه وآله) قال : ودعا على الأشتر ليكتب . فقال قائل اكتب بينك وبين معاوية . قال (عليه السلام) اني والله لا أكتب الكتاب بيدي يوم الحديبية . وكتبت (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال سهيل : لا أرضى . اكتب ( باسمك اللهم ) فكتبت : ( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو ) فقال : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك . قال علي : فغضبت . فقلت بلى والله انه لرسول الله وان رغم أنفك . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله ص) اكتب ما يأمرك . ان لك مثلها . ستعطيها وأنت مضطهد .
قال : نصر . وقيل لعلي حين أراد أن يكتب الكتاب بينه وبين معاوية . وأهل الشام . أتقر أنهم مؤمنون مسلمون؟ فقال علي (عليه السلام) ما أقر لمعاوية وأصحابه انهم مؤمنون ولا مسلمون، ولكن يكتب معوية بما شاء ويقر بما شاء لنفسه وأصحابه . ويسمى نفسه وأصحابه ما شاء فكتبوا .
( صورة الكتاب )
بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما تقاضى عليه على بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان . قاضي علي بن ابي طالب على أهل العراق ومن كان من شيعته من المؤمنين والمسلمين : وقاضي معاوية بن ابي سفيان على أهل الشام ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين . انا ننزل عند حكم الله وكتابه ولا يجمع بيننا إلا اياه . وان كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته الى خاتمته ، نحي ما احيا القرآن ونميت ما أمات القرآن . فما وجد الحكمان في كتاب الله بيننا وبينكم فانهما يتبعانه . وما لم يجداه في كتاب الله اخذا بالنسة العادلة الجامعة غير المفرقة . والحمان عبدالله بن قيس . وعمرو بن العاص . وأخذنا عليهما عهد الله وميثاقه ليقضيا بما وجداً في كتاب الله فالسنة الجامعة غير المفرقة . وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين : مما هما عليه من أمر الناس بما يرضيان به من العهد والميثاق والثقة من الناس . انهما آمنان على أموالهما وأهليهما . والأمة لهما انصار علي الذي يقضيان به عليهما وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله انا على ما في هذه الصحيفة ولنقر من عليه . وأنا عليه لانصار وانهما قد وجبت القضية بين المؤمنين بالأمن والاستقامة ووضع السلاح . اينما ساروا على أنفسهم وأموالهم وأهليهم وأرضيهم وشاهدهم وغائبهم . وعلى عبدالله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه ليحكمان بين الأمة بالحق . ولا يردانها في فرقة ولا بحرب حتى يقضيا ، أجل القضية الى شهر رمضان فان احبا أن يعجلا عجلا . وان توفي واحد من الحكمين فان أمير شيعته يختار مكانه رجلاً لا يألو عن المعدلة والقسط . وأن ميعاد قضائهما الذي يقضيان فيه مكان عدل بين أهل الشام وأهل الكوفة . فان رضيا مكاناً غيره فحيث رضيا لا يحضرهما فيه إلا من أراد . وأن يأخذ الحكمان من شاءاً من الشهود . ثم يكتبوا شهادتهم على ما في الصحيفة . ونحن برآء من حكم بغير ما أنزل الله ، الله انا نستعينك على من ترك ما في هذه الصحيفة أو أراد فيها الحاداً وظلماً .
( شهود الكتاب )
عبدالله بن عباس . الأشعث بن قيس . سعيد بن قيس . ورقاء بن سمى عبدالله بن الطفيل . حجر بن يزيد . عبدالله بن جمل . عقبة بن جارية . يزيد بن حجية . ابو الأعور السلمي . حبيب بن مسلمة . المخارق بن الحارث . زمل بن عمر . حمزة بن مالك . عبد الرحمن بن خالد . سبيع بن الحر ، كتبه . عميرة . يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من صفر سنة سبع وثلاثين .
وذكر نصر بن مزاحم بحذف السند . عن عمارة بن ربيعة الجرمي . قال . لما كتبت الصحيفة . دعي لها الأشتر فقال : لا صحبتني يميني ولا نفعتني بعدها شمالي ان كتب ولي في هذه الصحيفة اسم على صلح معاوية ولا موادعة اولست على بينة من ربي ويقين من ضلالة عدوي ألستم قد رأيتم الظفر ان لم تجمعوا على الخور ؟ ؟ فقال له رجل من الناس انك والله ما رأيت ظفراً ولا خوراً ، هلم فاشهد على نفسك . واقرر بما كتب في هذه الصحيفة . فانه لا رغبة بك عن الناس قال بلى والله ان بي لرقبة عنك في الدنيا ، وفي الآخرة . ولقد سفك الله بسيفي هذا دماء رجال ما أنت بخير منهم عندي ولا احرم دماً قال عمار بن ربيعة . فنظرت الى ذالك الرجل وكأنما قصع على أنفه الحمم (1) وهو الأشعث بن قيس . ثم قال : ولكن قد رضيت بما صنع علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ودخلت فيما دخل ، فيه ، وخرجت مما خرج منه فانه لا يدخل الا في هدى وصواب .
( التقاء الحكمين )
كان التقاء الحكمين . بدومة الجندل . وقيل بغيرها ، في سنة ثمان وثلاثين ، وكان قد بعث علي (عليه السلام) بعبدالله بن العباس وشريح بن هاني الهمداني . في أربعمائة رجل فيهم أبو موسى الأشعري . وبعث معوية بعمرو بن العاص . ومعه شرحبيل بن الصمة . في أربعمائة . واجتمع الكل في صعيد واحد .
( وصية ابن عباس لأبي موسى )
ذكر المسعودي . قال : ابن عباس لأبي موسى . ان الناس أبوا غيرك . واني لأظن ذلك لشرير أدبهم . وقد ضم داهية العرب معك . ان نسيت فلا تنس ان علياً بايعه الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان . وليس فيه خصلة تباعده من الخلافة، وليس في معوية خصلة تقربه من الخلافة (2).
( معاوية يوصي عمرو بن العاص )
ذكر المسعودي . قال : وصى معوية عمرواً حين فارقه . وهو يريد الاجتماع بأبي موسى . فقال : يا عبدالله ، ان أهل العراق قد أكرهوا علياً على أبي موسى . وأنا وأهل الشام راضون بك . وقد ضم اليك رجل طويل اللسان قصير الرأي . فخذ الجد ، وطبق المفصل . ولا تلقه بأريك كله .
( أوان المكر والخديعة )
عندما التقى الحكمان . ابو موسى الأشعري . وعمرو بن العاص . قال : عمرو لأبي موسى تكلم وقل خيراً فقال أبو موسى . بل تكلم أنت يا عمرو . فقال عمرو . ما كنت لأفعل وأقدم نفسي قبلك ولك حقوق كلها واجبة . لسنك وصحبتك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانت ضيف . فحمد الله أبو موسى واثنى عليه . وذكر ما حل بالإسلام . والخلاف الواقع بأهله . فقال إليه عمرو . وقال : ان للكلام أولا وآخراً . ومتى تنازعنا الكلام خطباً لم نبلغ آخره حتى ننسى أوله ، فاجعل ما كان من كلام نتصادر عليه في كتاب يصير اليه أمرنا ، قال : فاكتب . فدعا عمرو بصحيفة وكاتب ، وكان الكاتب غلاماً لعمرو . فتقدم اليه ليبدأ به اولاً دون ابي موسى . لما أراد المكر به . ثم قال له بحضرة الجماعة : اكتب فانك شاهد علينا . ولا تكتب شيئاً يأمرك به أحدنا حتى تستأمر الآخر فيه . فاذا أمرك فأكتب . واذا نهاك فانته حتى يجتمع رأينا .
اكتب بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما تقاضى عليه فلان وفلان . فكتب وبدأ لعمرو . فقال له عمرو . لا أم لك اتقدمني قبله . كأنك جاهل بحقه ؟ فبدأ باسم عبدالله بن قيس .
قال : ثم بدا لها رأي آخر فتركوا الصحيفة فأخذها عمرو : ووضعها تحت قدمه . واتفقا على خلع علي (عليه السلام) ومعاوية . وأن يجعلا الأمر بعد ذلك شورى . يختار الناس رجلاً يصلح لها ، فقدم عمرو . أبا موسى ، فقال أبو موسى ، اني خلعت علياً ومعاوية . فاستقبلوا امركم وتنحى . فقام عمرو من مكانه وقال : ان هذا قد خلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية . فقال أبو موسى مالك لا وفقك الله غدرت وفجرت . انما مثلك كمثل الحمار يحمل اسفاراً ، فقال عمرو . بل إياك يلعن الله . كذبت وغدرت . انما مثلك مثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث . ثم وكز أبا موسى فألقاه لجنبه . فلما رأى ذلك شريح بن هاني قنع عمرواً بالسوط (3) وتحول أبو موسى فاستوى على راحلته ولحق بمكة . ولم يعد الى الكوفة (4) .
وانصرف عمرو. وأهل الشام الى معاوية فسلموا عليه بالخلافة . ورجع ابن عباس. وشريح بن هاني الى علي (عليه السلام).
ولما بلغ علي ما كان من أمر ابي موسى وعمرو. قال: اني كنت تقدمت اليكم في هذه الحكومة. ونهيتكم عنها . فأبيتهم الا عصياني . فكيف رأيتم عاقبة أمركم اذ أبيتم علي ؟ والله اني لأعرف من حملكم على خلافي والترك لأمري . ولو أشاء آخذه لفعلت ، ولكن الله من ورائه . وكنت أمرت به كما قال . اخو بيني خثعم .
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى *** فلم يستبينوا الرشد الاضحى الغد
من دعا إلى هذه الخصومة فاقتلوه قتله الله . ولو كان تحت عمامتي هذه الا أن هذين الرجلين الخاطئين الذين اخترتموهما حكمين . قد تركا حكم الله . وحكما أنفسهما بغير حجة ولا حق معروف . فأماتا . ما أحيا القرآن . واحييا ما أماته ، وأختلف في حكمهما كلامهما . ولم يرشدهما الله . ولم يوفقهما . فبرىء الله منهما ورسله وصالح المؤمنين . فتأهبوا للجهاد . واستعدوا للمسير . واصبحوا في عسكرهم ان شاء الله تعالى وقال : أيمن بن خزيم في أمر الحكمين مخاطباً أهل الشام (5) .
لو كان للقوم رأي يعصمون به *** من الضلال رموكم بابن عباس
لله در أبيه أيما رجل *** ما مثله لفصال الخطب في الناس
لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن *** لم يدر ما ضرب اخماس لاسداس
ان يخل عمرو به يقذفه في لجج *** يهوى به النجم تيساً بين أتياس
أبلغ لديك ـ علياً ـ غير عاتبه *** قول امرىء لا يرى بالحق من باس
ما الاشعري بمأمون أبا حسن *** فاعلم هديت وليس العجز كالراس
فاصدم بصاحب الادنى زعيمهم *** ان ابن عمك عباس هو الاسى
وقال : ابن عم لابي موسى حين شاهد شتم احدهما للآخر .
أبا موسى خدعت وكنت شيخاً *** قريب القعر مدهوش الجنان
رمى عمرو . صفاتك يا بن قيس *** بأمر لا تنوء به اليدان
وقد كنا نجمجم عن ظنون *** فصرحت الظنون عن العيان
فعض الكف من ندم وماذا *** يرد عليك عضك للبنان
وقال عمرو بن العاص لما خدع أبا موسى :
خدعت أبا موسى خديعة شيظم *** يخادع شقباً في فلاة من الأرض (6)
فقلت له أنا كرهنا كليهما *** فنخلعهما قبل التلاتل والدحض (7)
فطاوعني حتى خلعت اخاهم *** وصار أخونا مستقيماً لدى القبض
وقال الراسبي : وهو من أهل حروراء ـ
ندمنا على ما كان منا ومن يرد *** سوى الحق لا يدرك هواه ويندم
خرجنا على أمر فلم يك بينا *** وبين علي غير غاب مقوم
وضرب يزيل الهام عن مستقره *** كفاحاً كفاحاً بالصفيح المصمم
فجاء علي بالتي ليس بعدها *** مقال لذي حلم ولا متحلم
رمانا بمر الحق اذ قال جئتم *** الي بشيخ للأشاعر قشعم
فقلتم رضينا بابن قيس وما لنا *** رضاً غير شيخ ناصح الجيب مسلم
وقال : ابن عباس يكون مكانه *** فقالوا له لا لا إلا بالتهجم
فما ذنبه فيه وأنتم دعوتم *** اليه علياً بالهوى والتقحم
فاصبح عبدالله بالبيت عائذاً *** يريد المنى بين الحطيم وزمزم
________________
(1) القصع : الضرب والدلك . والحمم. الرماد والفحم. وكل ما احترق من النار واحدته حمة.
(2) مروج الذهب ج2 ص276 .
(3) فكان شريح يقول : بعد ذلك . اني ما ندمت على شيء ندامتي اني ما ضربته بالسيف بدل السوط .
(4) وكان ابن عباس يقول : قبح الله ابا موسى . وامرته بالرأي فما عقل ، وكان ابو موسى يقول . قد حذرني ابن عباس غدرة الفاسق ولكن اطمأننت اليه . وظننت انه لن يؤثر شيئاً على نصيحة الأمة .
(5) كان ايمن معتزلاً لمعاوية . وكان هواه أن يكون هذا الأمر لأهل العراق .
(6) الشيظم : الطويل الجسم . الفتي من الناس والخيل والابل . والسقب ولد الناقة .
(7) التلاتل : الشدائد ، والدحض الزلق والزلل .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|