أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
4178
التاريخ: 23-11-2017
3634
التاريخ: 2024-08-23
225
التاريخ: 19-6-2019
1987
|
في كتاب علل الشرائع بإسناده إلى عبد اللّه بن الفضل قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام): كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة و غمّ و جزع و بكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول اللّه و يوم فاطمة و يوم قتل أمير المؤمنين و الحسن (عليهم السّلام)؟
قال: إنّ يوم قتل الحسين أعظم مصيبة من سائر الأيّام، و ذلك أنّ أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على اللّه عزّ و جلّ كانوا خمسة، فلمّا مضى منهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) بقوا أربعة و كان فيهم للناس عزاء و سلوة، فلمّا مضى أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان للناس في الحسن و الحسين عزاء و سلوة، فلمّا مضى الحسن (عليه السّلام) كان للناس في الحسين عزاء و سلوة، فلمّا قتل الحسين (عليه السّلام) لم يكن بقي من أصحاب الكساء من فيه عزاء و سلوة فكان كذهاب جميعهم كما كان بقاءه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة.
قلت: فلم يكن للناس في عليّ بن الحسين ما كان لهم في أولا؟
قال: بلى إنّ عليّ بن الحسين كان إماما و حجّة على الخلق بعد آبائه ولكنّه لم يلق رسول اللّه و لم يسمع منه، و كان علمه وراثة عن أبيه عن جدّه عن النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) و كان أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين قد شاهدهم الناس مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) في أحوال تتوالى فكانوا متى نظروا إلى واحد منهم تذكّروا حاله مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و قول رسول اللّه فيه، فلمّا مضوا فقد الناس مشاهدة الأكرمين على اللّه عزّ و جلّ و لم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلّا في فقد الحسين (عليه السّلام) لأنّه مضى في آخرهم، و لذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة.
فقلت: يابن رسول اللّه كيف سمّت العامّة يوم عاشوراء يوم بركة؟ فبكى (عليه السّلام) و قال: لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) تقرّب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الأخبار و أخذوا عليها الجوائز من الأموال، فكان ممّا وضعوا له أمر هذا اليوم و أنّه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع و البكاء و المصيبة و الحزن إلى الفرح و السرور و التبرّك، حكم اللّه بيننا و بينهم، ثمّ قال: و إنّ ذلك لأقلّ ضررا على الإسلام و أهله ممّا وضعه قوم انتحلوا مودّتنا و زعموا أنّهم يدينون بموالاتنا و يقولون بإمامتنا من أنّ الحسين (عليه السّلام) لم يقتل و كذّبوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و الأئمّة (عليهم السّلام) في اخبارهم بقتله و من كذّبهم فهو كافر باللّه العليّ العظيم و دمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه .
و في عيون الأخبار عن الرضا (عليه السّلام): أنّ في سواد الكوفة قوما يزعمون أنّ الحسين (عليه السّلام) لم يقتل و أنّه ألقى شبهه على حنظلة بن سعد الشامي و أنّه رفع إلى السماء كما رفع عيسى ابن مريم و يحتجّون بهذه الآية: وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا فقال: كذبوا و كفروا عليهم لعنة اللّه. لقد قتل الحسين و قتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين (عليه السّلام) و ما منا إلا مقتول و إني و الله لمقتول و أما قول الله عزّ و جل وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا فإنّه يقول: و لن يجعل اللّه لكافر على مؤمن حجّة، و لقد أخبر اللّه عزّ و جلّ عن كفّار قتلوا الأنبياء بغير حقّ و مع قتلهم إيّاهم لم يجعل لهم على أنبيائه سبيلا من طريق الحجّة .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|