أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-9-2016
1898
التاريخ: 2023-06-14
869
التاريخ: 26-8-2020
2845
التاريخ: 2023-05-23
1081
|
الفلسفة العقلية ومعرفة التاريخ
والفلسفة التي مد على آراء عقلية مجردة لا يمكن استخدامها في معرفة التاريخ، فالتاريـخ لا يمكـن أن يستكشف بالفلسفة، أو يقال عـن مثل ذلك، لأنّ التاريخ شيء حقيقي لابدّ أن يكتشفه الحاضر بنفسه، أو لا يكتشفه الغائب غير المخبر إلاّ فـي بعض الحفريات التي لا تدلّ حتّى على عشر هذه الآراء، فلم يبق إلاّ أن يخبر الإنسان الصادق المتّصل بالله سبحانه وتعالى، ومثل هذا الإنسان هو في اعتقادنا نبي الإسلام وآله المعصومون (عليه السلام)، حيث إنّهم يخبرون عن عالم الغيب؛ كما قال سبحانه وتعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدً} [الجن: 26] (1)، والذي بأيدينا من تاريخ الحضارات السابقة علـى رسول الإسلام (صلى الله عليه واله) هـو تاريخ بعـض الأشخاص عادةً لا البشر، فإنّ الناس كانـوا يكتبون تاريـخ الحكومات، والحروب، والانتصارات والهـزائم، ومـا أشبـه ذلـك. ومثـل هـذا يوجـد أيضـاً بعـد نبـي الإسلام، حيث كتب بعض المتزلّفين تاريخ بني أميّة، وبني العبّاس(2)، والعثمانيين(3)، والقاجاريين(4)، ومن أشبههم، بينما نرى كثيراً من المؤرّخين بعد ظهور الإسلام بسبب عدّة من العوامل؛ كتبوا تاريخ الحضارة لا الحكّام، فإنّه كان للقرآن الكريم الأثر الأكبر في تصوّر المسلمين للتاريخ، وإنّ ما ذكره القرآن عن قصص الأنبياء مع أقوامهم ومع الطغاة أمثال نمرود(5)، وفرعون، وهامان(6)، إنّما أريد بها محورية الأنبياء الذين يجسِّدون خط الإصلاح، وليس محورية الطغاة، والجبابرة من الملوك والحكّام.
فإذا ذكر القرآن الكريم قصّة فرعون ذكره من حيث صلته بموسى(عليه السلام)، كما أنّه إذا ذكر قصّة عاد وثمود، ومن أشبههم، ذكرهم باعتبار اتّصالهم بالأنبياء وبسبب ذلك تحوّل التاريخ إلى الدين لا السياسة. وذلك لأنّ الهدف من قصص القرآن هـو الموعظة والاعتبار، فهـو هـدف ديني، أخلاقي، إنساني قـد أرجع الأمر إلى محلّه، حيث إنّ المعيار الإنسان خيره وشرّه وحقيقته وأخلاقه وعمله وقوله، كمـا قـال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى} [يوسف: 111] (6). وفي المرحلة اللاحقة لنزول القرآن الحكيم، فقد ارتبط التاريخ الإسلامي في نشأته ارتباطاً وثيقاً بالحديث المرويّ عن رسول الله (صلى الله عليه واله)، وبعض أصحابه، أو عن الأئمّة الطاهرين (عليه السلام)، وتأثّر التاريخ في نشأته بمنهج رجال الحديث، والرواية، والإسناد، صحّتهم، وسقمهم، وصدقهم، وكذبهم، وأمّا من حيث الموضوع، فبالرغم من أنّه بدأ بما يسمّى بالمغازي، فلم يكن البدء بغزوات الرسول (صلى الله عليه واله) الّتي تمثل الجانب العسكري، وإنّما بسيرته كرسول حتّى إذا ذكروا تاريخ حروب الرسول وخصوصياتها ذكروا ذلك لتكون أسوة، كما قال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21] (7)، وهكذا مع أنّ بداية تاريخ التقويم الإسلامي قد حُدّد في عهد الرسول نفسه، ذكر ذلك العلاّمة المظفّر في كتابه البشرى بقدوم البشير، فلم يكن ذلك تاريخاً للحكّام وما أشبه ذلك، فإنّ السياسة لم تكن إلاّ وسيلة لغاية نبيلة، شريفة، هي نشر الدعوة، وإنقاذ الناس من الظلمات إلى النور، وهكذا ارتبط التاريخ بالحديث موضوعاً، فالحديث هو أقوال الرسول، وأفعاله، وتقريراته. فالتاريخ ابتدأ من الكتاب والسنّة، وذلك يحقّق هدفاً مشتركاً؛ هو تسجيل نظم الحياة الدينية، والفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والعائلية، والتربوية، والعسكرية، وما أشبه ذلك، وكلّ ذلك لهُ جوانب حضارية.
والحاصل: أنّ التاريخ في الإسلام، بدأ من تاريخ الشعوب لا من تاريخ الحكّام والعسكريين، وقد قال سبحانه وتعالى: ((إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)) (8)، فالمحور هو التعارف بينهم، والتقوى في شرائعهم، وخصوصيّاتهم، ومعاملاتهم، وبذلك يجب أن نفهم فلسفة التاريخ الإسلامي، والتحليل التاريخي من هذا المنطق، لا من منطق الحكّام، والمستبدّين، والعسكريين، والغزاة في سبيل المال، والشهوة الجنسية، والسلطة.
أمّـا الإجماع، فهو مستند إلى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تجتمع أمّتي على ضلالة) (9)، وإلى غير ذلك ممّا ذكر في علم الأصول، فليس بشيء جديد سوى الكشف عن قول المعصوم. ولذا نشاهد المسلمين قد اهتمّوا بسيرة النبي، والأئمّة والصحابة، والتابعين، وأصحاب الأئمّة، والعلماء، في سيرتهم، وأقوالهم، وأعمالهم، وما أشبه ذلك. أمّا الذين كتبوا حول الحكّام، فكانوا طلاّب رئاسة، ومال، وشهوة جنسية، وما أشبه ذلك، ولذا ذهب أولئك بسيرهم، وبقي العلماء بتواريخهم، ـ مثلاً ـ من زمان السيّد المرتضى (10)، والشيخ المفيد (11)، والشيخ الطوسي (12)، والسيّد الرضي، حيث مضى ألف عام وأكثر، الناس يعرفون هؤلاء العلماء، ويحبون ذكراهم، أمّا حكّام زمانهم، والزمان الذي جاء من بعدهم، فلا يُعرف عنهم شيء، فهم نكرات في التاريخ؛ لأنّ الخلود دائماً لأصحاب العطاء.
فما عطاء أولئك الخلفاء الذين فسقوا في الدنيا، وانغمسوا في شرب الخمور، وغيرها من الموبقات، فالمسلمون يريدون أن يعرفوا الحلال، والحرام، والواجب، والمستحب، والمكروه، وهو منشأ الصلاح لدينهم، ودنياهم، ولذا ورد: (الملوك حكّام على الناس والعلماء حكّام على الملوك) (13) وحتّى الخلفاء، والأمراء؛ على طول تاريخهم، كانوا خاضعين بدرجة، أو بأخرى للعلماء؛ لأنّهم يريدون كسب القلوب، والتقرّب إلى القلوب لا يكون إلاّ من طريق العلماء.
بل كان لنا الكثير من المؤرخين العلماء، الذين عاكسوا الخلفاء، والأمراء، وما أشبه، فقد سجّلوا ضد نظرهم، مثلاً سجّلوا واقعة صفّين، وغيرها، رغم حكومة معاوية المطلقة، وسجّلوا مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وأخبار المختار بن أبي عبيدة الثقفي(14)، ومناقب آل البيت (عليه السلام)، وذكروا الحكّام المعارضين لهم كابن زياد، والحجّاج، وما أشبه، بكلّ نفرة وانتقاص، فقد صرف الخلفاء المبالغ الطائلة؛ لأجل توجيه الناس إلى مناحيهم لكن لم يجدوا إلاّ من يعاكسهم، ـ مثلاً ـ عجز الأمويّون عن أن يفرضوا على المؤرّخين مبدأ الجبر، الذي كانوا يعتنقونه، حتّى يقولوا للناس إنّ كلّ شيء يفعلونه إنّما هو بقضاء من الله وقدره، فلا حيلة للناس فيه، ومن يعارضهم، فإنّما يعارض قدر الله سبحانه وتعالى، ويستحقّ العقاب في الدنيا، والعذاب في الآخرة، بل كانت كتابات المؤرّخين تعكس المبدأ المعارض الذي هو عبارة عن مسؤولية الإنسان عن أفعاله، وأقواله، وحركاته، وسكناته.
______________
(1) سورة الجن: الآية 26.
(2) بنو العباس: حكموا خمسمائة وأربعٍاً وعشرين سنة ابتداءً من 132 ه (750م) وإلى سقوط بغداد سنة 656هـ (1258م)؛ عندما احتلها هولاكو، وعدد خلفائهم سبعة وثلاثون خليفة، وهم: 1. السفاح 2. المنصور 3. المهدي 4. الهادي 5. هارون 6. الأمين 7. المأمون 8. المعتصم 9. الواثق 10. المتوكل 11. المنتصر 12. المستعين 13. المعتز 14. المهتدي 15. المعتمد 16. المعتضد 17. المكتفي 18. المقتدر 19. القاهر 20.الراضي 21.المتقي 22. المستكفي 23. المطيع 24. الطائع 25. القادر 26.القائم 27. المقتدي 28. المستظهر 29. المسترشد 30. الراشد 31. المقتفي 32.المستنجد 33. المستضيء 34. الناصر 35. الظاهر 36. المستنصر 37.المستعصم.
وفي زمانهم انفصلت عنهم دول عديدة منها الحمدانية في حلب والإخشيدية والفاطمية والأيوبية في مصر والغزنوية في أفغان والهند والسامانية في خراسان وما وراء النهر.
والدولة العباسية لم تختلف عن الدولة الأموية في سيرة حكامها من الظلم، والقتل، واللهو، واللعب، وشرب الخمور، وارتكاب الفجور، وإحياء الباطل، وإظهار البدعة، ومحاربة التشيع، بل زادوا على الأمويين في ظلمهم واضطهادهم وجبروتهم.
(3) تأسست الدولة العثمانية سنة 1281م وسقطت سنة 1922م وعدد خلفائها 37 خليفة وهم كالتالي: 1. عثمان الأول 2. أورخان بن عثمان 3. مراد الأول 4. بايزيد خان الأول 5. محمد جلبي ـ الأول ـ 6. مراد خان الثاني 7. محمد الثاني ـ الفاتح ـ 8. بايزيد خان الثاني 9. سليم الأول 10. سليمان الأول ـ القانوني ـ 11. سليم الثاني 12. مراد الثالث 13. محمد الثالث 14. أحمد الأول 15. مصطفى الأول 16. عثمان الثاني 17. مراد الرابع 18. إبراهيم الأول 19. محمد الرابع 20. سليمان الثاني 21. أحمد الثاني 22. مصطفى الثاني 23. أحمد الثالث 24. محمود الأول 25. عثمان الثالث 26. مصطفى الثالث 27. عبد المجيد الأول 28. سليم الثالث 29. مصطفى الرابع 30. محمود الثاني 31. عبد المجيد الثاني 32. عبد العزيز 33. مراد الخامس 34. عبد الحميد الثاني 35. محمد رشاد 36. محمد السادس 37. عبد المجيد الثالث الذي نفاه أتاتورك إلى مدينة نيس الفرنسية. ومن أخطر مثالبهم إضافة إلى الفساد والاستبداد هو ترك مصادر التشريع الإسلامي والتوسل بالقوانين الغربية الوضعية. للمزيد راجع كتاب موجز عن الدولة العثمانية للإمام المؤلف.
(4) سلالة إيرانية، حكموا منذ سنة 1210ه (1795م) وإلى سنة 1343ه (1925م) ولمدة 133سنة، وعدد ملوكهم سبعة ؛ أولهم محمد علي شاه وآخرهم أحمد شاه، وأبرز ملوكهم فتح علي شاه وناصر الدين شاه ومظفر الدين شاه، وفي عهدهم دخلت إيران في السلك الأوربي، وخسرت مدينة باكو وجورجيا ومعظم أرمينيا الفارسية ؛ بعد أن استولت عليها روسيا القيصرية، وأطاح بسلالتهم رضا بهلوي سنة 1343 ه (1925م) للتفصيل عن قبيلة قاجار راجع أعيان الشيعة: ج3 ص 120.
(5) هو نمرود بن كوش بن حام بن نوح أول جبار على وجه الأرض وأول ملوك بابل بعد السريانيين وحكم 96 سنة، ويقال: إنه بنى مدينة نينوى عاصمة آشور والتي دمرت من قبل ملك بابل، بعث الله سبحانه إليه إبراهيم (ع) ليهديه ولكن نمرود أبى واستكبر وسجن إبراهيم ثم أحرقه بالنار ولكن الله سبحانه وتعالى أبى إحراقه فجعل النار برداً وسلاماً. راجع تاريخ اليعقوبي: ج1 ص 82.
(6) الوزير المعتمد لدى فرعون وساحره المفضل، والذي ساعده فـي ادعاء الربوبية، وأشار إليـه بإحضار السحرة مـن جميـع البلاد لمواجهة موسى، ولقـد ذمـّه القرآن فـي آيات عديدة منها: ((وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ)) سورة العنكبوت: الآية 39 ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ* إِلـَى فـِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَـارُونَ فَقَالـُوا سَاحـِرٌ كـَذَّابٌ)) سـورة غافـر: الآيتان 23ـ 24، وقد أشار المفسرون إلى بعض أعماله وتصرفاته في تفسير سورة طه والشعراء والقصص.
(7) سورة يوسف: الآية 111.
(8) سورة الأحزاب: الآية 21.
(9) سورة الحجرات: الآية 13.
(10) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج8 ص123 ب127، الاحتجاج: ج2 ص487، تحف العقول: ص458، الصوارم المحرقة: ص270. وفي كتاب الألفين: ص218: (لا تجتمع أمتي على الضلالة).
(11) السيد المرتضى: أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى المشهور بالمرتضى أو عَلَم الهدى، ولد سنة 355ه (966م) في بغداد، وتوفي سنة 436 ه (1044م)، ودفن في حرم الإمام الحسين (ع). من فقهاء الشيعة، عرف بالعلم والفضل والفقاهة، اهتم بتأسيس المكتبات في بغداد، وكانت مكتبته الشخصية تحتوي على 80 ألف كتاب، وقد اهتم بتربية الطلاب والمفكرين بعد أن أسس مدرسة لهذا الغرض وبعد أن خصص لهم رواتب شهرية، ومن تلامذته: الشيخ الطوسي وسالار الديلمي وأبو صلاح الحلبي والشيخ الكراجكي، وقد بلغت مؤلفاته التسعين منها: الشافي في الإمامة، الطيف والخيال، الدرر القلائد وغرر الفوائد والمشهور ب(الأمالي، تنزيه الأنبياء. ترجمه الكنى والألقاب ج2 ص482.
(12) الشيخ المفيد: أبو عبد الله محمد بن محمـد بـن النعمـان الملقـب بالمفيد، ولد سنة 336ه (947م)، وتوفي سنة 413هـ (1022م)، وقد وجد على قبره مكتوباً بخط الإمام الحجة (عج):
لا صوت الناعي بفقدك أنه
إن كنت قد غيبت من جدث الثرى
والقائم المهدي يفرح كلما
يوم على آل الرسول عظيم
فالعدل والتوحيد فيك مقيم
تليت عليك من الدروس علوم
ويعد من الفقهاء المعروفين بالعلم والزهد والتقوى، آلت إليه الرئاسة الدينية في زمانه، وكان يحظى بمنزلة رفيعة في دولة آل بويه، ألّف أكثر من مائتي كتاب منها: الرسالة المقنعة، الأركان في دعائم الدين، الإيضاح في الإمامة، الإرشاد، الإفصاح، الاختصاص، العيون والمحاسن، نقض فضيلة المعتزلة. ترجمه روضات الجنات ج6 ص 153.
(52) الشيخ الطوسي: أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ولد بخراسان سنة 385 ه (995م)، وتوفي 460ه (1068م)، ودفن في داره في النجف الأشرف، وهي الآن مسجد يسمى بـ(مسجد الطوسي)، هاجر إلى العراق سنة 408 ه (1017م)، واستوطن بغداد ؛ وكان يدرس فيها عند الشيخ المفيد وأدرك شيخه الحسين بن عبد الله الغضائري المتوفى سنة 411ه كما تتلمذ عند السيد المرتضى قرابة 23سنة، وفي سنة 447ه تعرض الشيعة في بغداد للقتل، والنهب، والسلب، من قبل الحاكم السلجوقي طغرك بك، وأحرق كرسيه الكلامي ـ الذي كان يدرّس عليه والذي يعدّ منصباً مهماً وما كان يعطى إلا لذوي المرتبة العالية في العلم والمعرفة، وأحرقت المكتبات والمدارس التي أسسها آل بويه سنة 381 هـ، وتعرض الشيخ للهجوم وأنقذه الله من القتل، وأحرقت داره بما فيها من الكتب المخطوطة والنفيسة، فبعد هذه الحادثة هاجر الشيخ إلى النجف الأشرف وأسس حوزة علمية هناك. وبقي اثني عشر عاماً بين درس وبحث، وهداية وإرشاد، وقد بلغ عدد تلاميذه المجتهدين ثلاثمائة مجتهدٍ. يقول عنه العلامة الحلي في الخلاصة صفحة 72: (شيخ الإمامية ووجيههم، رئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، صدوق، عين، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب، وجميع الفضائل تنسب إليه).
بلغت مؤلفاته ستةً وأربعين مؤلفاً في الأخبار والأصول والفقه والتفسير والدعاء والرجال، منها: التهذيب، الاستبصار، العدة، المبسوط، التبيان، والمصباح، الرجال، الأمالي، الفهرست، الغيبة، النهاية، الخلاف.
(13) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج20 ص304 ب484 الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين (ع)، كنز الفوائد: ج2 ص33.
(14) مجاهد مقدام، ولد في السنة الأولى للهجرة النبوية (622م)، أحد الثوار الذين ثاروا على الطغيان الأموي، فسجنه عبيد الله بن زياد وعذبه وضربه بالقضيب حتى شتر عينه ثم نفاه للحجاز، وحكم الكوفة سنة 66ه ثم ألحق بها الموصل وأرمينيا وآذربيجان بعد أن انتصر قائد جيشه إبراهيم بن مالك الأشتر ـ الذي كان مسجوناً في زمن معاوية مع أربعة آلاف وخمسمائة من الشيعة وأُطلق سراحهم بعد هلاك يزيد ـ على الجيش الأموي في معركة (أنجازر) في شمال العراق حيث قُتل فيها من الأمويين ثمانون ألفاً بما فيهم عبيد الله بن زياد والحصين بن النمير. وتتبع قتلة الإمام الحسين (ع) واقتص منهم فأدخل بذلك السرور والفرح على قلب الإمام السجاد (ع) وآل الرسول والثكالى واليتامى الذين استشهد آباؤهم مع الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء بعد خمس سنوات من استشهاد الإمام، وأنقذ العلويين من عبد الله بن الزبير عندما أراد إحراقهم في شعب أبي طالب حيث أرسل المختار إليه أربعة آلاف مقاتل كما ذكر ذلك المسعودي. واستشهد سنة 67 ه (687م) في الدفاع عن الكوفة في الحرب التي دارت بينه وبين مصعب بن الزبير الذي طلب الولاية لنفسه في البصرة.
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
المؤسسات الكشفية تشيد بجهود جمعية كشّافة الكفيل في الحفل الختامي لبرامجها
|
|
|