أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2020
1322
التاريخ: 2024-12-29
122
التاريخ: 2024-11-07
370
التاريخ: 8-11-2020
1044
|
أدت المظاهر الطبيعية السائدة في القسم الأوسط والجنوبي من العراق دوراً بارزاً في تشكيل الكثير من خصائص الحضارة العراقية القديمة التي قامت فيه ، فالأرض الفيضية والتربة الرطبة وتوفر المياه عوامل دفعت الجماعات في هذا الجزء من العراق القديم إلى التوجه نحو النهر والارتباط به، فقد قدم نهري دجله والفرات بسخاء مادة غذائية رئيسة لسكان العراق منذ أقدم العصور تتمثل بالثروة السمكية، فضلاً عن توفيرها لشروط الاتصال بين المناطق المختلفة و ربط أجزائها بشبكة واسعة من الطرق السهلة والجيدة ، و أوضح مثل لذلك الارتباط يتمثل في تركز اغلب المدن القديمة بالقرب من ضفاف الأنهار ، وبذلك فقد هيأت الطبيعة للعراقيين طرقاً جيدة ودون أية تكاليف في إنشائها أو صيانتها كما هو الحال في الطرق البرية ، وقد كان ذلك عاملاً مشجعاً على ازدهار التجارة وتطويرها في العراق القديم . ومما زاد من أهمية وسائط النقل المائي في بلاد الرافدين قدرتها على حمل الأوزان الثقيلة والتي بالإمكان استخدامها على مدار السنة بعكس النقل البري القديم ، وشكل نهر الفرات بسبب طول مجراه وصلاحيته طريقاً طبيعياً ربط بلاد الرافدين بالأقاليم المجاور ، و يمتد من الشمال والشمال الغربي حتى يقترب من مناطق الجبال اللبنانية حيث وجد العراقيون عندها ضالتهم من المواد ألاوليه كالأخشاب والأحجار والمعادن ، كما إن انعطاف النهر في أعاليه نحو الغرب قلل المسافة الأرضية بين مجراه وبين البحر المتوسط ، لذلك شكل في امتداده حلقة وصل جيدة للنشاط التجاري عبر البحر المتوسط ، كما تمت الاستفادة من نهري دجلة والفرات في الإبحار إلى الخليج العربي و الوصول حتى سواحل جنوب القارة الآسيوية ساهم العراقيون القدماء في تطور النقل البري باختراعهم العجلة فسكان الوركاء عرفوا العجلة وطريقة استخدامها للنقل في حدود ( 3500 ق.م ) ، وتؤكد الكتابات التاريخية بأن اقدم أنواع العربات كانت من ذوات الأربع عجلات و هذه الحقيقة تؤكدها المصادر المسمارية وغير المسمارية ، وبعد فترة قصيرة من ظهور العربة ذات الأربعة عجلات ظهرت العربة ذات العجلتين ، وقد استخدمت العربات القديمة في أغراض عديدة منها عربات نقل البضائع وعربات نقل الأشخاص وعربات الحرب وهي ذات هيكل ثقيل وواسع وعجلات مدعومة بصفة خاصة ، ثم هناك عربات الاحتفالات وعربة الملك ومن اشهرها عربة أشور بانيبال، و صنعت تلك العربة بصورة متقنة فعجلاتها غلفت بالحديد لتحول دون اندثارها كما صنعت بشكل ابعد إلى الخلف تحت الهيكل لتقليل الاهتزاز ، ولعل اعظم مظهر للعربات الملكية هي المظلة التي تظلها .
كان للعرب بعد ذلك دور كبير في تطوير فن الملاحة. فقد عرفوا كيف يقودون سفنهم بصورة تحميها من العواصف والأعاصير و عليه عرفوا الكثير عن التنبؤ بحدوث العواصف والمواقع التي يلجئون أليها أثناء هبوبها ، كما انهم درسوا اتجاهات الريح ووضعوا العديد من الخرائط الملاحية و تم حساب أبعاد العديد من المسطحات المائية ، لقد ساهم العرب في تصحيح طول البحر المتوسط والذي كانت الدراسات الإغريقية تعطيه طولاً أكثر من حقيقته بما يزيد عن أربعة فراسخ الفرسخ يساوي 3 أميال تقريبا أو 4,8 كم ، كما ساهم العرب في تفسير العديد من الظواهر البحرية كالمد والجزر والرياح والتيارات البحرية وغيرها، وكان لهم الدور الأكبر في اكتشاف العديد من الطرق البحرية و لعل من اشهرها اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح ، و يتمثل ذلك بإسهامات الرحالة احمد بن ماجد السعدي النجدي في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي الذي اشتهر بكتابه الموسوم (كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) والذي اشتمل على معظم المعلومات النظرية والعلمية التي تهم الملاحين ، وبلغ أوج النشاط العربي الاسلامي (النقلي البري والبحري ما بين الأعوام) (900م - 1399م) (كما في الشكل ( 2ــ1) .
|
|
هذه العلامة.. دليل على أخطر الأمراض النفسية
|
|
|
|
|
ضمن سلسلة إصدارات قطوف.. المَجمَع العلمي يُصدر كتاب (الأسباب النفسية للضلال)
|
|
|