أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 20-4-2019
![]()
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 16-4-2019
![]() |
شمس العلوم لنشوان:
وهو من معاجم الأبنية التي اقتفت أثر الفارابي: واسمه بالكامل "شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم". واسم مؤلفه نشوان ابن سعيد بن نشوان الحميري النحوي اللغوي الفقيه من علماء القرن السادس الهجري. وصفه السيوطي بقوله: "أوحد أهل عصره، وأعلم دهره". وقد كان هذا الكتاب أسعد حظًّا من "ديوان الأدب" إذ طبع منه جزء في مجلدين وصل إلى آخر حرف الجيم بتحقيق ك. و. سترستين كما أخذت مطبعة الحلبي في طبعه وأصدرت منه جزءين وصلا إلى آخر حرف الشين، وذلك قبل أن يطبع ديوان الأدب. ثم أخذت مطبعة الحلبي في إعادة طبعه وأخرجت منه عام 1983 خمسة أجزاء ثم توقفت.
ص282
والكتاب يبدأ بمقدمة يليها فصل في التصريف. وأهم ما تناولته المقدمة فضل اللغة العربية على سائر اللغات، والحديث عن نظام الكتاب. أما فصل التصريف فقد بين أهمية علم التصريف وافتقار علم اللغة إليه ثم تناول مشكلات الزيادة، والإبدال، والحذف، ومخارج الحروف، والإدغام وغير ذلك. وقد شغلت المقدمة وفصل التصريف 29 صفحة من مطبوعة ليدن.
نظامه:
-1 قسم المؤلف معجمه إلى كتب على عدد حروف الهجاء، مرتبة على حسب الترتيب الهجائي المعروف، فبدأ بكتاب الهمزة، وتلاه بكتاب الباء، ثم التاء، ثم الثاء.
-2 قسم كل كتاب من هذه الكتب إلى جزءين، جزء للمضاعف وجزء لغيره، وكان يبدأ كل كتاب بباب المضاعف.
-3 قسم كل جزء من هذين الجزءين إلى شطرين، شطر للأسماء، وشطر للأفعال وكان يبدأ بشطر الأسماء.
-4 قسم كل شطر إلى أقسام بحسب التجرد والزيادة، فكان يبدأ بالثلاثي المجرد، ثم المزيد فيه، ثم الرباعي، ثم الخماسي.
-5 ولما كان كل قسم من هذه الأقسام يشترك في عدة أبنية راعى في المجرد الحركة حين ترتيب الأوزان، فكان يقدم ساكن الحشو على المتحرك والمفتوح الأول على المضموم والمكسور. أما في المزيد فقد راعى مكان الزيادة فقدم من الأبنية ما كانت زيادته أسبق، مع مراعاة نوع الحركة أيضًا.
-6 اعتبر أحرف الزيادة لمعرفة بناء الكلمة، ولكنه لم يعتبر الزيادة حينما وزع الكلمات على الأبواب والفصول.
ص283
بين ديوان الأدب وشمس العلوم:
هناك أوجه شبه وأوجه خلاف بين المعجمين. أما أوجه الشبه فواضحة فيما يأتي:
-1 فكرة التقسيم إذ اتبعا نظام الأبنية.
-2التقسيم إلى أسماء وأفعال، وإفراد أبنية كل قسم ومفرداته.
-3التقسيم بحسب التجرد والزيادة، ثم بحسب نوع الحركة.
-4 اعتبار أحرف الزيادة لمعرفة بناء الكلمة، وإهمالها عند توزيع الكلمات على الأبواب والفصول.
وأما أوجه الخلاف فتتلخص فيما يأتي:
-1 قسم الفارابي كلماته إلى ستة أقسام بحسب نوع حروفها، في حين أن القاضي نشوان راعى فصل المضاعف فقط عن غيره. ولا أفهم سر ذلك.
-2قدم الفارابي مرحلة التقسيم بحسب الأبنية على مرحلة التقسيم بحسب الحروف، في حين أن القاضي نشوان قد شطر مرحلة التقسيم بحسب الحروف إلى شطرين، قدم أولهما "وهو اعتبار الحرف الأول والثاني" على مرحلة الأبنية، وأخر ثانيهما "وهو اعتبار الحرف الأخير" عن مرحلة الأبنية.
-3 كذلك نجد الفارابي في اعتباره للحروف يرتب بحسب الحرف الأخير والأول "نظام الباب والفصل" أما القاضي نشوان فيرتب بحسب الحرف الأول، ثم الثاني، ثم الأخير(1).
ص284
-4وهناك فرق هام بين المعجمين يتمثل في المادة اللغوية الموجودة في كل. فديوان الأدب معجم مختصر، وقف عند حدود المعجم، فأهمل المسائل الفقهية والكلامية، ونحى الأشياء الغريبة عن علم اللغة، وحد من الأبحاث النحوية والبلاغية: أما "شمس العلوم" فكان يحشد تحت المادة كل ما يمكن حشده من ألوان العلوم والمعارف، ولذا جاء حجمه ضخمًا بالنسبة لحجم "ديوان الأدب"، مع نص القاضي نشوان في مقدمته على أنه بلغ في هذا التصنيف من الإيجاز والاختصار جهده، وأتى بأقصى الغاية مما عنده.
ولكن ماذا يغني الاختصار والكتاب مليء بأخبار الملوك، ومعرفة منافع الأشجار، وطبائع الأحجار، والحديث في علوم القرآن والقراءات والتفسير، والأنساب والأخبار والحساب، والفقه والنجوم وتأويل الرؤى، والنحو والصرف والعروض، ومصطلح الحديث والفرق الإسلامية(2).
ويبدو أن القاضي نشوان قد تعمد إغفال اسم "ديوان الأدب" حتى يقطع الصلة بين المعجمين أو يمحو معالمها. ويبدو أن هذه النية هي التي جعلته يزعم في مقدمته أن أحدًا من المؤلفين في المعاجم لم يأت قبله بتصنيف يحرس جميع النقط والحركات، مع أن الفارابي قد سبقه إلى ذلك بقرنين من الزمن.
ولم يستطع القاضي نشوان برغم ذلك أن يمحو تأثير الفارابي عليه، أو يقطع صلته به، ولذلك نجد القفطي يعتبر "شمس العلوم" شرحًا لـ"ديوان الأدب". وهو ليس كذلك في الحقيقة ولكنه أثر من آثاره(3).
ص285
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سواء كان الأخير ثالثًا أو رابعًا، ولذلك رتب كلمات البناء "فعال" في قسم الأسماء هكذا: جلعب، جلسد، جلعد، جلمد - جلهم ... ولو كان ينظر إلى الحرف الثالث لغير الترتيب.
(2) المقدمة س 3، 6 وقد تكلم المؤلف في أكثر من صفحتين منها من علم النجوم وأهميته ومنزلته.
(3) ولاحظ ما سبق أن اقتبسناه من قصيدة نشوان في مدح ديوان الأدب. وقد أوردت القصيدة بنصها في مقدمة تحقيقي "1/ 39".
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|