أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2019
![]()
التاريخ: 2024-02-12
![]()
التاريخ: 17-4-2022
![]()
التاريخ: 2023-12-31
![]() |
ومع ان رسول الله (صلى الله عليه واله) حصر الولاية بعلي (عليه السلام) يوم الغدير، الا ان ذلك الحصر كان حصراً موضوعياً ولم يكن حصراً ذاتياً، ففي روايات اخرى ذكر رسول الله (صلى الله عليه واله) ان الائمة من بعده اثنا عشر اماماً من بني هاشم، وهذا يعني ان هناك امتداداً زمنياً للصفوة الدينية، فتركيبة تلك الصفوة من اهل الكساء وذريتهم لا يسمح بكسر القاعدة، بل ان مكانيكية الامداد كانت تستند على قاعدتين في غايتي الاهمية، وهما :
الاولى : قاعدة النسب المرتبط برسول الله (صلى الله عليه واله)، والنسب النبوي كان يستبطن علماً موروثاً من المصطفى (صلى الله عليه واله) ينتقل من جيل لآخر في ائمة الهدى (عليه السلام)، وهذا الارتباط المشترك عن طريق الدم يعني ان صفاتً مثل الشجاعة والكرم والحلم والفصاحة والقابليات المتنوعة تنتقل عبر الاجيال المطهرة، فلم يورث ائمة الحق (عليه السلام) درهماً ولا ديناراً ولا فضة ولا ذهباً، وانما كانوا يرثون العلم والخُلق العظيم كابر عن كابر، ونستنتج من ذلك بان النسب الطاهر لرسول الله (صلى الله عليه واله) الذي اصبح شرطاً من شروط الصفوة، كانت له آثار اخلاقية على الامام الذي تراه الامة رمزاً اخلاقياً فاضلاً من رموز الدين.
الثانية : قاعدة الكفاءة الشرعية لمنصب الامامة، وتلك الكفاءة التي نطلق عليها عنوان العصمة، هي التي جعلت علي بن ابي طالب (عليه السلام) اماماً وعضواً في تلك الصفوة، وهي التي ابعدت جعفر بن ابي طالب (رضوان الله عليه) منها، وهي التي جعلت فاطمة الزهراء (عليه السلام) احد اعضاء تلك الصفوة، وهي التي ابعدت زوجاته عنها، كما قال (صلى الله عليه واله) لام سلمة عندما ارادت ان تدخل في الكساء : (انك على خير).
وليس غريباً ان نلمس بان التركيبة المحكمة للصفوة الدينية المتمثّلة بالمعصومين الاربعة عشر (عليهم السلام) : رسول الله (صلى الله عليه واله) وفاطمة (عليه السلام) وعلي (عليه السلام) وذريتهما الاحد عشر (عليه السلام)، اعطت لفكرة الامامة والعصمة صورة روحية واخلاقية رائعة عن الدين، فلم يكن من هؤلاء الاطهار من فكّر بأرث دنيوي، او مال زائل، او سلطة ارضية، او جاه فان، او عَرَض مندثر، بل كانت تلك التركيبة مبنية على اساس الطهر والنقاء والحبل المتصل بالسماء.
وهنا لم يلعب جنس الانسان ولا عمره ولا ثروته دوراً في الصفوة الدينية، ففاطمة الزهراء (عليه السلام) كانت في الصفوة جنباً الى جنب مع علي (عليه السلام)، فهنا لم يكن الاصطفاء على اساس جنس الانسان، فالذكورة او الانوثة سواء، وعمر الامام الجواد (عليه السلام) كان ثمان سنوات عندما تولى الامامة ، وكان عمر الامام الحسن (عليه السلام) سبع وثلاثين، والعمر هنا ليس عاملاً من عوامل النضوج العلمي، بل ان الاصل هو العصمة والنص، ولم يخلّف علي (عليه السلام) مالاً للحسنين (عليهما السلام)، وهكذا كان حال بقية الائمة (عليهم السلام).فالمال ليس له دور في الصفوة الدينية على عكس النخبة الاجتماعية حيث يكون المال اهم قوامها وقوتها الضاربة.
والاهم في كل ما ذكرناه، ان الصفوة الدينية لم تستثمر اي مكسب مادي لمصالحها الذاتية، بل ان آل البيت (عليه السلام) كانوا ينفقون كل شيء من اجل الفقراء والمستضعفين والمعذبين في الارض، وهذا الفارق بين النخبة الاجتماعية التي تستثمر الثروة الهائلة للمجتمع لمصالحها وشهواتها الخاصة، وبين الصفوة الدينية التي تحرم نفسها من المباحات، اعظم دليل على ارتباط تلك الصفوة الطاهرة بالله سبحانه وتعالى، فلم تكن ملذات الدنيا دافعاً لاداء مسؤولياتها الاجتماعية والدينية، ولم تكن المكافأة الاجتماعية دافعاً لها لتحمل الاذى، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد تحملت تلك الصفوة بسبب موقعها الديني محناً والآماً عظيمة، ولم يثنها ذلك من اداء واجباتها الشرعية السماوية.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة لجامعة سومر للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|