المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

علاقة الإيمان بالعلم في الروايات الإسلامية
8-12-2015
foot (n.) (Ft)
2023-09-01
Nonribosomal Biosynthesis
14-5-2019
الهدفية في الحياة
18-4-2016
معنى الظهار في القرآن
2023-05-20
عقول الناس لا تغنيهم عن دين اللَّه
9-11-2014


قضاء الإمام علي في حياة رسول الله (صلوات الله عليهما)  
  
15526   06:56 مساءً   التاريخ: 2024-02-12
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص32-36
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

روى الحاكم النيشابوري باسناده عن زيد بن أرقم ، قال : " بينما نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أتاه رجل من أهل اليمن وعلي بها ، فجعل يحدث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ويخبره قال : يا رسول الله أتى علياً ثلاثة نفر فاختصموا في ولد ، كلهم زعم أنه ابنه ، وقعوا على امرأة في طهر واحد ، فقال علي : إنكم شركاء متشاكسون وإني مقرع بينكم ، فمن قرع فله الولد ، وعليه ثلثاً الدية لصاحبيه ، فأقرع بينهم فقرع أحدهم ، فدفع اليه الولد وجعل عليه ثلثي الدية ، فضحك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى بدت نواجذه أو أضراسه "[1].

لما هاجر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وترك الودائع عند علي بن أبي طالب ، أمره إن يردّها إلى أهلها .

روى المجلسي عن ابن شهرآشوب عن الواقدي وإسحاق الطبري أن عمير ابن وائل الثقفي أمره حنظلة بن أبي سفيان أن يدّعي على علي عليه السّلام ثمانين مثقالا من الذهب وديعة عند محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وانه هرب من مكة وأنت وكيله ، فان طلب بينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه ، وأعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب ، منها قلادة عشرة مثاقيل لهند . فجاء وادعى على علي عليه السّلام فاعتبر الودائع كلها ، ورأى عليها أسامي أصحابها ، ولم يكن لما ذكره عمير خبر ، فنصح له نصحاً كثيراً ، فقال : إن لي من يشهد بذلك ، وهو أبو جهل وعكرمة وعقبة بن أبي معيط وأبو سفيان وحنظلة ، فقال عليه السّلام : مكيدة تعود إلى من دبرها ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة ، ثم قال لعمير : يا أخا ثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أي الأوقات كان ؟ قال : ضحوة نهار ، فأخذها بيده ودفعها إلى عبده ثم استدعى بأبي جهل وسأله عن ذلك قال : ما يلزمني ذلك ثم استدعى بأبي سفيان وسأله ، فقال : دفعها عند غروب الشمس وأخذها من يده وتركها في كمه ، ثم استدعى حنظلة وسأله عن ذلك ، فقال : كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء وتركها بين يديه إلى وقت انصرافه ، ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك ، فقال : تسلمها بيده وأنفذها في الحال إلى داره ، وكان وقت العصر ، ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك ، فقال : كان بزوغ الشمس أخذها ، فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة ، ثم أقبل على عمير ، وقال له : أراك قد اصفر لونك وتغيرت أحوالك ، قال : أقول الحق ، ولا يفلح غادر وبيت الله ، ما كان لي عند محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وديعة وإنهما حملاني على ذلك ، وهذه دنانيرهم وعقد هند عليه اسمها مكتوب ، ثم قال علي : ائتوني بالسيف الذي في زاوية الدار فاخذه وقال : أتعرفون هذا السيف ؟ فقالوا : هذا لحنظلة ، فقال أبو سفيان : هذا مسروق ، فقال عليه السّلام : إن كنت صادقاً في قولك فما فعل عبدك مهلع الأسود ؟ قال : مضى إلى الطائف في حاجة لنا ، فقال : هيهات أن يعود وتراه ، ابعث اليه أحضره إن كنت صادقاً ، فسكت أبو سفيان ، ثم قام في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها ، فإذا فيها العبد مهلع الأسود ، فأمرهم باخراجه فأخرجوه وحملوه إلى الكعبة ، فسأله الناس عن سبب قتله ، فقال : إن أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثاه على قتلي ، فكمن لي في الطريق ، وثب علي ليقتلني فضربت رأسه وأخذت سيفه ، فلما بطلت حيلتهم أرادوا الحيلة الثانية بعمير ، فقال عمير : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأن محمّداً رسول الله "[2].

وروى الشنقيطي عن علي عليه السّلام : " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعثه إلى اليمن ، فوجد أربعة وقعوا في حفرة حفرت ليصطاد فيها الأسد ، سقط أولا رجل ، فتعلق بآخر ، وتعلق آخر بآخر حتى تساقط الأربعة فجرحهم الأسد وماتوا من جراحته ، فتنازع أولياؤهم حتى كادوا يقتتلون ، فقال علي : أنا أقضي بينكم فان رضيتم فهو القضاء ، وإلا حجزت بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليقضي بينكم ، إجمعوا من القبائل الذين حفروا البئر : ربع الدية ، وثلثها ، ونصفها ، ودية كاملة ، فللأول ربع الدية لأنه أهلك من فوقه ، وللذي يليه ثلثها ، لأنه أهلك من فوقه ، وللثالث النصف لأنه أهلك من فوقه والرابع الدية كاملة . فأبوا أن يرضوا فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلقوه عند مقام إبراهيم ، فقصوا عليه القصة فقال : أنا أقضي بينكم واحتبى ببردة ، فقال رجل من القوم : إن علياً قضى بيننا ، فلما قصوا عليه القصة أجازه "[3].

وروي عن جميل بن عبد الله بن يزيد المدني قال : " ذكر عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قضاء قضى به علي فأعجب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت "[4].

قال ابن حجر الهيتمي : " وسبب قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أقضاكم علي ، السابق في أحاديث أبي بكر ، أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان جالساً مع جماعة من أصحابه فجاء خصمان فقال أحدهما : يا رسول الله إن لي حماراً وإنّ لهذا بقرة وإنّ بقرته قتلت حماري فبدأ رجل من الحاضرين فقال : لا ضمان على البهائم ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : اقض بينهما يا علي ، فقال علي لهما : أكانا مرسلين أم مشدودين ؟ أم أحدهما مشدود والآخر مرسلا ؟ فقالا : كان الحمار مشدوداً والبقرة مرسلة ، وصاحبها معها ، فقال : على صاحب البقرة ضمان الحمار ، فأقر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حكمه وأمضى قضاءه "[5].

وروى أسعد بن إبراهيم الأربلي باسناده عن الإمام علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن آبائه عن الحسين بن علي عليهما السّلام قال : " من قضايا أمير المؤمنين عليه السّلام إن ثوراً قتل حماراً في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وطالب صاحب الحمار بقيمته ، وتحاكما إلى جميع الصحابة ، فلم يفصل بينهم أحد ، وجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والصحابة حوله فجعل يقول لواحد واحد : ما تقول ؟ فمنهم من قال : يؤخذ الثور ومنهم من قال غير ذلك فقال : قولوا لعلي ، فلما حضر شرحوا له القضية ، فقال : إن كان الثور هجم على الحمار وهو عاقل ، لزم أصحاب الثور قيمة الحمار ، وإنّ كان الحمار دخل على الثور فلا ضمان عليه ، فرفع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يده إلى السماء وقال : الحمد لله الذي منّ علي بمن يقضي بقضاء النبيين "[6].

قال السيد الشهيد نور الله التستري : " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اختصم اليه رجلان في بقرة قتلت حماراً فقال أحدهما : يا رسول الله بقرة هذا قتال حماري ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : اذهبا إلى أبي بكر واسألاه عن ذلك ، فجاءا إلى أبي بكر وقصّا عليه قصتهما ، فقال : كيف تركتما رسول الله وجئتموني ؟ قالا : هو أمرنا بذلك فقال لهما ; بهيمة قتلت بهيمة لا شيء على ربّها ، فعادا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبراه بذلك فقال لهما : امضيا إلى عمر واسألاه القضاء في ذلك ، فذهبا إليه وقصّا عليه قصتهما فقال لهما : كيف تركتما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجئتموني ؟ فقالا هو أمرنا بذلك ، قال : فكيف لم يأمركما بالمصير إلى أبي بكر ؟ فقالا : قد أمرنا بذلك فصرنا اليه ، فقال : ما الذي قال لكما في هذه القصة ؟ قالا له : قال : كيت وكيت قال : ما أرى فيها إلا ما رآه أبو بكر ، فعادا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبراه بالخبر ، فقال : اذهبا إلى علي بن أبي طالب ليقضي بينكما فذهبا اليه فقصّا عليه قصتهَما قال عليه السّلام : إن كانت البقرة دخلت على الحمار في منامه ، فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه ، وإنّ كان الحمار دخل على البقرة في منامها فقتلته فلا غرم على صاحبها ، فعادا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبراه بقضيته بينهما فقال : لقد قضى بينكما بقضاء الله عزّوجلّ .

ثم قال : الحمد لله الذي جعل فينا آل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء "[7].

 

[1] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 135 ، ورواه المتقي في كنز العمال ج 5 ص 503 طبع حيدر آباد .

[2] بحار الأنوار ج 9 ص 476 الطبعة القديمة وج 40 ص 218 ، الطبعة الحديثة .

[3] كفاية الطالب ص 55 ، ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 84 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 44 ، والحضرمي في وسيلة المآل ص 249 والوصابي في أسنى المطالب الباب التاسع ص 59 .

[4] كفاية الطالب ص 56 .

[5] الصواعق المحرقة ص 73 ، ورواه محمّد بن طلحة في مطالب السؤل ص 77 .

[6] الأربعين ص 40 .

[7] إحقاق الحق ص 320 مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.