المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4897 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الـفرق بيـن البيانـات والمـعـلومات والمعـرفـة
2024-12-30
تـطـور مـراحـل مـفاهـيـم المـعرفـة
2024-12-30
المـناهـج التـي تـناولـت مـفهـوم المعـرفـة
2024-12-30
النظريات والافتراضات التـي تـناولـت مفـهـوم المعرفـة
2024-12-30
مفاهيـم المعرفـة وتـطبـيقاتها
2024-12-30
المكاتبة
2024-12-30

وزراء ملكة فكتوريا (لورد روزبري)
2023-09-23
المدن الصناعية – مدن الصناعة التحويلية
25-2-2022
تفسير الآيات [76-77] من سورة آل‏ عمران
12-06-2015
قياس الطرد
24/9/2022
Dietary Reference Intakes (DRI)
4-12-2021
Proportional
29-10-2019


خلاصة عقائد الشيعة (وهل هذه الاعتقادات توجب الخروج عن الاسلام؟)  
  
2585   09:56 صباحاً   التاريخ: 5-5-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج3 ، 173- 185
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / الشيعة الاثنا عشرية /

ليس فيما تؤمن به الشيعة الإمامية الاثني عشرية من الاعتقادات ما يخرجها من حضيرة الإسلام ويستوجب الطعن عليها وتكفيرها، وها نحن نعرض عليك خلاصتها :

عقيدتنا في اللّه تعالى :

تعتقد الامامية الاثنا عشرية أنّ اللّه تعالى واحد احد ليس كمثله شي‏ء قديم ازلي لم يزل ولا يزال هو الأول والآخر عليم حكيم عادل حيّ قادر غني سميع بصير ولا يوصف بما توصف به المخلوقات فليس هو بجسم ولا صورة وليس جوهرا ولا عرضا وليس له ثقل أو خفة ولا حركة او سكون ومكان ولا زمان ولا يشار إليه كما لا ندّ له ولا شبه ولا ضد ولا صاحبة له ولا ولد ولا شريك ولم يكن له كفؤا أحد لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.

ومن قال بالتشبيه في خلقه بأن صوّر له وجها ويدا وعينا أو أنه ينزل الى السماء الدنيا او أنه يظهر الى أهل الجنة كالقمر أو نحو ذلك فإنه بمنزلة الكافرين جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص .

وقال إمامنا الخامس محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن ابي طالب (عليهم السلام) كلّما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع لكم وهو أجلّ من ذلك، وكذلك يلحق بالكافرين من قال أنه يتراءى لخلقه يوم القيامة.

عقيدة الشيعة الإمامية في [مراتب التوحيد] :

ويعتقدون بأنه يجب توحيد اللّه تعالى من جميع الجهات فكما يجب توحيده في الذات باعتقاد أنه واحد في ذاته ووجوده .

كذلك يجب ثانيا توحيده في الصفات وذلك بالاعتقاد بأن صفاته عين ذاته ... وبالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته الذاتية فهو في العلم والقدرة لا نظير له وفي الخلق والرزق لا شريك له وفي كل كمال لا ندّ له.

وكذلك يجب ثالثا توحيده في العبادة فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه وكذا اشراكه في العبادة في أي نوع من أنواع العبادة واجبة أو غير واجبة في الصلوات وغيرها من العبادة ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك كمن يرائي في عبادته ويتقرب إلى غير اللّه تعالى وحكمه حكم من يعبد الأصنام والأوثان لا فرق بينهما.

أمّا زيارة القبور وإقامة المآتم فليست هي من نوع التقرب إلى اللّه تعالى في العبادة كما توهّمه بعض من يريد الطعن في الطريقة الامامية الاثني عشرية وذكرنا ذلك في الجزء الأول من كتابنا عقائد الامامية مفصلا فراجعه.

عقيدة الشيعة الامامية في صفات اللّه تعالى :

ونعتقد أن من صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات الجمال والكمال كالعلم والقدرة والإرادة والحياة هي كلها عين ذاته تعالى ليست هي صفات زائدة عليها وليس وجودها إلا وجود الذات فقدرته من حيث الوجود حياته وحياته قدرته بل هو قادر من حيث هو حيّ وحيّ من حيث هو قادر لا اثنينية في صفاته تعالى وهكذا الحال في سائر صفاته الكمالية نعم هي مختلفة في معانيها ومفاهيمها لا في حقائقها وموجوداتها لأنه لو كانت مختلفة في الوجود وهي بحسب الفرض قديمة وواجبة كالذات للزم‏ تعدد واجب الوجود وللزم تعدد القدماء ولانثلمت الوحدة الحقيقية وهذا ينافي عقيدة التوحيد.

وأما الصفات الثبوتية كالخالقية والرازقية والقدم والعالمية فهي ترجع في حقيقتها إلى صفة واحدة حقيقية وهي القيمومية لمخلوقاته تعالى وهي صفة واحدة تنزع منها صفات باعتبار اختلاف الآثار والملاحظات.

وأمّا الصفات السلبية التي تسمى بصفات الجلال فهي ترجع جميعها إلى سلب واحد هو سلب الامكان عنه

ولا ينقضي العجب من قول من يذهب الى زيادة صفاته الثبوتية على ذاته تعالى فقال بتعدد القدماء ووجود الشركاء لواجب الوجود او قال بتركبه تعالى عن ذلك .

قال مولانا أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين عليه السلام (و كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه بشهادة كل صفة أنّها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصفه سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزّاه ومن جزّاه فقد جهله.

عقيدة الشيعة الامامية الاثني عشرية بالعدل :

تعتقد الامامية أن من صفاته تعالى الثبوتية الكمالية أنه عادل غير ظالم فلا يجور في قضائه ولا يحيف في حكمه يثيب المطيعين وله أن يجازي العاصين ولا يكلف عباده ما لا يطيقون ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون .

و تعتقد أنه سبحانه لا يترك الحسن عند عدم المزاحمة ولا يفعل القبيح لأنه تعالى قادر على فعل الحسن وترك القبيح مع فرض علمه بحسن الحسن وقبح القبيح وغناه عن ترك الحسن وعن فعل القبيح فلا الحسن يتضرر بفعله حتى يحتاج الى تركه ولا القبيح يفتقر إليه حتى يفعله وهو مع كل ذلك حكيم لا بدّ ان يكون فعله للحكمة وعلى حسب النظام الاكمل كما قال الفيلسوف السبزواري:

فالكل من نظامه الكياني‏            ينشأ من نظامه الربّاني‏   

غير أن بعض المسلمين جوّز عليه تعالى فعل القبيح تقدّست اسماؤه فجوّز بعض من لا تحصيل له من المعارف من المسلمين أن يعاقب المطيعين ويدخل الجنّة العاصين بل الكافرين وجوّز أن يكلّف العباد فوق طاقتهم وما لا يقدرون ومع ذلك يعاقبهم على تركه وجوّز ان يصدر منه تعالى الظلم والجور والكذب والخداع وأن يفعل الفعل بلا حكمة وغرض ولا مصلحة وفائدة بحجّة أنه لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون .

فربّ امثال هؤلاء الذين صوّروه على عقيدتهم الفاسدة ظالم جائر سفيه لاعب كاذب مخادع يفعل القبيح ويترك الحسن الجميل تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا وهذا هو الكفر بعينه بل من أشدّ سخافات الكفر وقد قال اللّه تعالى في كتابه‏ {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31] وقال تعالى‏ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الدخان: 38] وقال تعالى‏ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56] إلى غير ذلك من الآيات الكريمة سبحانك ما خلقت هذا باطلا.

عقيدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية في القضاء والقدر:

ذهب قوم وهم المجبّرة إلى أنه تعالى هو الفاعل لأفعال المخلوقين فيكون قد اجبر الناس على فعل المعاصي وهو مع ذلك يعذبهم عليها، وأجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم عليها لأنّهم يقولون إنّ أفعالهم في الحقيقة أفعاله تعالى وانّما تنسب إليهم على سبيل التجوّز لأنّهم محلّها ويرجع ذلك الى انكار السببية الطبيعية بين الاشياء وأنه تعالى هو السبب الحقيقي لا سبب سواه .

وقد أنكروا السببية الطبيعية بين الأشياء إذ ظنّوا أنّ ذلك هو مقتضى كونه تعالى هو الخالق الذي لا شريك له. ومن يقول بهذه المقالة فقد نسب الظلم إليه تعالى عن ذلك.

وأبى اللّه أن تجري الأشياء الا بأسبابها .

وذهب قوم آخرون وهم المفوّضة إلى أنه تعالى فوّض الأفعال إلى المخلوقين ورفع قدرته‏ وقضاءه وتقديره عنها باعتبار أنّ نسبة الأفعال إليه تعالى تستلزم نسبة النقص إليه وأن الموجودات اسبابها الخاصة وإن انتهت كلّها إلى سبب الأسباب والسبب الأول وهو اللّه تعالى ومن يقول بهذه المقالة فقد أخرج اللّه تعالى من سلطانه واشرك غيره معه في الخلق .

والحق ما قاله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) من أنه لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين فراجع الجزء الأول من كتابنا العقائد.

عقيدة الإمامية الاثني عشرية في النبوة والامامة :

[الحاجة الى الحجة] :

تعتقد الشيعة الامامية الاثني عشرية أن النبوّة سفارة إلهية ووظيفة ربّانية يجعلها اللّه تعالى لمن ينتخبه ويختاره من عباده الصالحين وأوليائه في انسانيتهم فيرسلهم الى سائر الناس لغاية ارشادهم الى ما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والآخرة ولغرض تنزيههم وتزكيتهم من درن فساد الأخلاق ومفاسد العادات وتعلمهم الحكمة والمعرفة وبيان طرق السعادة والخير لتبلغ الانسانية كمالها اللائق بها فترتفع الى درجاتها الرفيعة في الدارين دار الدنيا ودار الآخرة.

عقيدة الإمامية الاثني عشرية في عصمة الأنبياء :

ونعتقد أن الأنبياء معصومون قاطبة وكذلك الأئمة الاثني عشر عليهم جميعا التحيات الزاكيات وخالفنا في ذلك بعض المسلمين فلم يوجبوا العصمة في الأنبياء فضلا عن الأئمة والعصمة والتنزه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها وعن الخطأ والنسيان  بل النبي يجب ان يكون منزّها حتى عما ينافي المروة كالتبذل بين الناس من اكل في الطريق أو ضحك عال وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام.

عقيدة الإمامية الاثني عشرية في صفات النبي :

ونعتقد أن النبي كما يجب ان يكون معصوما يجب ان يكون‏ متّصفا بأكمل الصفات الخلقية والعقلية وأفضلها من نحو الشجاعة والسياسة والتدبير والصبر والفطنة والذكاء ويجب أيضا ان يكون طاهر المولد امينا صادقا منزّها عن الرذائل قبل بعثته لكي تطمئن إليه القلوب وتركن إليه النفوس بل لكي يستحق هذا المقام الإلهي العظيم.

عقيدة الشيعة في الأنبياء وكتبهم :

نؤمن على الإجمال بأن جميع الأنبياء والمرسلين على حق كما نؤمن بعصمتهم وطهارتهم وامّا انكار نبوتهم أو سبّهم او الاستهزاء بهم فهو من الكفر والزندقة لأنّ ذلك يستلزم تكذيب نبيّنا الذي اخبر عنهم وصدقهم  وكذلك يجب الإيمان بكتبهم وما نزل عليهم .

وامّا التوراة والإنجيل الموجودان الآن بين أيدي الناس فقد ثبت أنهما محرّفان عمّا أنزل بسبب ما حدث فيهما من التغيير والتبديل والزيادات والإضافات بعد زماني موسى وعيسى عليهما السلام بتلاعب ذوي الاهواء والاطماع بل الموجود منهما اكثره او كله موضوع بعد زمانهما من الأتباع والأشياع.

عقيدة الشيعة في شرع الإسلام :

تعتقد الشيعة الامامية الاثنا عشرية أنّ الدين عند اللّه الإسلام وهو الشريعة الإلهية خاتمة الشرائع وأكملها وأوفقها في سعادة البشر وأجمعها بمصالحهم في دنياهم وآخرتهم وصالحة للبقاء مدى الدهور والعصور لا تتغيّر ولا تتبدل وجامعة لجميع ما يحتاجه البشر من النظم الفرديّة والاجتماعية والسياسية ولمّا كانت خاتمة الشرائع ولا نترقّب شريعة أخرى تصلح لهذا البشر المنغمس بالظلم والفساد فلا بدّ أن يأتي يوم يقوى فيه الدين الإسلامي فيشمل المعمورة بعدله وقوانينه ولو طبقت الشريعة الإسلامية بقوانينها في الارض تطبيقا كاملا صحيحا لعمّ الإسلام بين البشر وتمت السعادة لهم فلم يبق في العالم عابد للأوثان والمذاهب الباطلة ابدا.

عقيدة الشيعة في الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله):

تعتقد الامامية أن صاحب الرسالة الاسلامية هو محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهو خاتم النبيين وسيّد المرسلين وأفضلهم على الإطلاق .

كما أنه سيد البشر جميعا لا يوازيه فاضل في فضل ولا يدانيه أحد في مكرمة ولا يقاربه عاقل في عقل ولا يشبهه شخص في خلق وأنه لعلى خلق عظيم ذلك من أول نشأة البشر الى يوم القيامة.

عقيدة الشيعة في القرآن الكريم :

نعتقد أن القرآن، هو الوحي الإلهي المنزل من اللّه تعالى على لسان نبيّه الأكرم محمّد بن عبد اللّه صلوات اللّه عليه وأن فيه تبيان كل شي‏ء .

و هو معجزته الخالدة التي اعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ولا زيادة ولا نقصان .

وعلى عدم التحريف والزيادة والنقصان اجماع علماء الامامية الاثني عشرية بل هو ضروري عندهم ومن نسب إليهم التحريف والزيادة والنقصان فهو مفتر وكذّاب.

وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي (صلى الله عليه واله) ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخرف او مغالط او مشبّه وكلهم على غير هدى فإنه كلام اللّه الذي ‏ {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] .

عقيدة الشيعة في الامامة وعدد الائمة الاثني عشر وانّه لا يخلو عصر من الامام:

وتعتقد الشيعة الامامية الاثنا عشرية أن الامامة منصب إلهي ووظيفة ربّانية يختارها اللّه بسابق علمه ويأمر النبي بأن يدل عليه وهي اصل من اصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربّين مهما عظموا وكبروا بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة.

وبعبارة اخرى نقول: الامامة استمرار للنبوة والدليل الذي يوجب ارسال الرسل وبعث الأنبياء هو نفسه يوجب أيضا نصب الامام بعد الرسول فلذلك نقول:

إن الامامة لا تكون إلّا بالنصّ من اللّه تعالى على لسان النبي او لسان الامام الذي قبله وليست هي بالاختيار والانتخاب من الناس كما فعل العامة بالنسبة الى ابي بكر فليس لهم اذا شاءوا ان يعينوا إماما لهم عيّنوه ومتى شاءوا أن يتركوا تعيينه تركوه ليصحّ لهم البقاء بلا امام بل من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهليّة على ما ثبت ذلك عن الرسول الأعظم بالحديث المستفيض.

وعليه لا يجوز ان يخلو عصر من العصور من امام مفروض الطاعة منصوب من اللّه تعالى سواء ابى البشر أم لم يأبوا وسواء ناصروه أم لم يناصروه أطاعوه أم لم يطيعوه وسواء كان حاضرا أم غائبا عن أعين الناس إذ كما يصح أن يغيب النبي كغيبته في الغار والشعب صحّ ان يغيب الامام ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها.

عقيدة الامامية في عصمة الائمة الاثني عشر:

ونعتقد أن الامام كالنبي يجب ان يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سنّ الطفولة إلى الموت عمدا وسهوا كما يجب ان يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا ان نعتقد بعصمة الأئمة بلا فرق.

عقيدة الشيعة الاثني عشرية في عدد الائمة :

تعتقد الامامية أن الأئمة اثنا عشر شخصا أوّلهم علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وآخرهم الحجة المهدي بن الحسن (عليهما السلام) كما في صحيح مسلم‏ ومسند احمد بن حنبل عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في كتاب الامارة روى مسلم عن جابر بن حمزة قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .

وأن الأئمة الذين لهم صفة الامامة الحقّة هم مرجعنا في الأحكام الشرعية المنصوص عليهم من النبي (صلى الله عليه واله) جميعا بأسمائهم :

1- ابو الحسن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) المتولّد بعد عام الفيل بثلاثين سنة قبل الهجرة في الكعبة المكرمة المقتول سنة 40 بعدها.

2- ابو محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) الزكي 2- 50.

3- ابو عبد اللّه الحسين بن عليّ (عليهما السلام) سيّد الشهداء 3- 60.

4- ابو محمّد عليّ بن الحسين (عليهما السلام) زين العابدين 38- 95.

5- ابو جعفر محمّد بن عليّ (عليهما السلام) الباقر 57- 114.

6- ابو عبد اللّه جعفر بن محمّد (عليهما السلام) الصادق 83- 148.

7- ابو ابراهيم موسى بن جعفر (عليهما السلام) الكاظم 128- 183.

8- ابو الحسن عليّ بن موسى (عليهما السلام) الرضا 148- 203

9- ابو جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) الجواد 195- 220

10- ابو الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) الهادي 212- 254.

11- ابو محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) العسكري 232- 260.

12- ابو القاسم محمّد بن الحسن (عليهما السلام) المهدي 255- ...

وهو ابن الحسن الحجّة في عصرنا الغائب المنتظر .

عقيدة الشيعة الامامية في المهدي :

إنّ البشارة بظهور المهدي من ولد فاطمة عليهما السلام في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ثابتة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) بالتواتر وسجّلها المسلمون وألف علماء الشيعة الكتب القيمة من زمان غيبته 260 هـ الى زماننا هذا 1392 هـ .

عقيدة الشيعة الإمامية في حب آل البيت :

قال اللّه تعالى‏ : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23].

تعتقد الامامية أن زيادة على وجوب التمسك بآل البيت يجب على كل مسلم أن يدين بحبّهم ومودتهم لأنه تعالى في هذه الآية المذكورة حصر المسئول عنه الناس في المودة في القربى.

وقد تواتر عن النبي (صلى الله عليه واله) أن حبهم علامة الايمان وأن بغضهم علامة النفاق وأن من أحبّهم أحبّ اللّه ورسوله ومن أبغضهم ابغض اللّه ورسوله بل حبّهم فرض من ضروريات الدين الإسلامي التي لا تقبل الجدل والشك وقد اتفق عليه جميع المسلمين على اختلاف نحلهم وآرائهم عدا فئة قليلة اعتبروا من أعداء آل محمّد (صلى الله عليه واله) وهم (النواصب) أي من نصبوا العداوة لآل بيت محمّد وبهذا يعدّون من المنكرين لضرورة اسلامية ثابتة بالقطع ...

عقيدة الشيعة الإمامية في الأئمة :

لا نعتقد في الأئمة ما يعتقده الغلاة والحلوليون كبرت كلمة تخرج من أفواههم بلى عقيدتنا الخالصة أنهم بشر مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا وإنما هم عباد مكرمون اختصهم اللّه تعالى بكرامته وحباهم بولايته إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة بالبشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفة وجميع الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة لا يدانيهم أحد من البشر وبهذا استحقوا أن يكونوا أئمة وهداة ومرجعا بعد النبي (صلى الله عليه واله) في كل ما يعود للناس من الأحكام وتفسير القرآن وغير ذلك من الأحكام.

عقيدة الشيعة في أن الإمامة بالنصّ :

وتعتقد الامامية أن الامامة كالنبوة لا تكون إلا بالنص من اللّه تعالى على‏ لسان رسوله او لسان الامام المنصوب بالنصّ إذا أراد أن ينصّ على الامام من بعده وحكمها في ذلك حكم النبوة بلا فرق فليس للناس ان يتحكموا فيمن يعيّنه اللّه هاديا ومرشدا لعامة البشر كما ليس لهم حق تعيينه او ترشيحه او انتخابه لأن الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمّل أعباء الامامة العامة قاطبة يجب ألا يعرف إلا بتعريف اللّه تعالى.

ونعتقد أن النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم نصّ على خليفته والامام في البرية من بعده فعيّن رسول اللّه ابن عمّه علي بن ابي طالب اميرا للمؤمنين وأمينا للوصي وإماما للخلق في عدة مواطن ونصبه وأخذ البيعة له بامرة المؤمنين يوم الغدير فقال (ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه) كما ذكرنا فيما مرّ [من هذا الكتاب] مجموعة من النصوص تيمنا بالآيات القرآنية والروايات المتواترة مفصّلا.

عقيدة الشيعة في الجور والظلم:

من اكبر ما كان يعظّمه الائمة عليهم السلام على الانسان من الذنوب العدوان على الغير والظلم للناس وذلك اتباعا لما جاء في القرآن الكريم من تهويل الظلم واستنكاره مثل قوله تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42].

وقد جاء في كلام امير المؤمنين عليه السلام ما يبلغ الغاية في شناعة الظلم والتنفير منه كقوله وهو الصادق المصدق من كلامه في نهج البلاغة :

واللّه لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت .

وهذا غاية ما يمكن أن يتصوّره الانسان في التعفّف عن الظلم والحذر من الجور واستنكار عمله أنه لا يظلم نملة في قشرة شعيرة وإن اعطي الأقاليم السبعة فكيف حال من بلغ من دماء المسلمين ونهب اموال الناس والاستهانة بأعراضهم وكرامتهم كيف يكون قياسه الى فعل امير المؤمنين (عليه السلام) وكيف تكون منزلته عنده صلوات اللّه عليه إن هذا هو الأدب الإلهي الرفيع الذي يتطلبه الدين من البشر.

التعاون مع الظالمين :

عقيدة الشيعة في التعاون مع الظالمين وعظم خطر الظلم وسوء مغبّته أن نهى اللّه تعالى عن معاونة الظالمين والركون إليهم‏ {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } [هود: 113] هذا أدب القرآن الكريم وهو أدب آل البيت عليهم السلام وقد ورد منهم ما يبلغ الغاية من التنفير عن الركون إلى الظالمين والاتصال بهم ومشاركتهم في اي عمل كان ومعاونتهم ولو بشق تمرة وقضية صفوان الجمال مع الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) مشهورة فراجع الوسائل.

الوظيفة في الدولة الظالمة :

عقيدة الشيعة في الوظيفة في الدولة الظالمة إذا كان معاونة الظالمين ولو بشق تمرة بل حبّ بقائهم من أشدّ ما حذّر عنه الائمة عليهم السلام فما حال الاشتراك معهم في الحكم والدخول في وظائفهم وولاياتهم بل ما حال من يكون من جملة المؤسّسين لدولتهم .

وذلك أن ولاية الجائر دروس الحق كله واحياء الباطل كلّه واظهار الظلم والجور والفساد كما في حديث تحف العقول عن الصادق (عليه السلام) .

جواز الدخول في الوظائف الحكومية :

إلا انه ورد عنهم عليهم السلام جواز ولاية الجائر إذا كان فيها صيانة للعدل واقامة حدود اللّه والإحسان الى المؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (إنّ للّه في أبواب الظلمة من نوّر اللّه به البرهان ومكّن له في البلاد فيدفع بهم عن أوليائه ويصلح بهم امور المسلمين اولئك هم المؤمنون حقا اولئك منار اللّه في ارضه اولئك نور اللّه في رعيته) كما جاء في الحديث عن موسى بن جعفر (عليهما السلام).

عقيدة الشيعة في المعاد والبعث:

تعتقد الشيعة الامامية الاثنا عشرية انّ اللّه تعالى يبعث الناس بعد الموت في خلق جديد في اليوم الموعود به عباده فيثيب المطيعين ويعذب العاصين .

وبعبارة واضحة المعاد هو الركن الخامس من اصول الدين وهو ان يعتقد المؤمن الشيعي المسلم بأن اللّه يبعث النفوس ويعيد لها الحياة من جديد في يوم القيامة متجسّدة بنفس جسدها ليحاسب كل نفس بما عملت فليس من العدل أن يساوى المجرم وغير المجرم والمسي‏ء والمحسن في الحياة .

وقد أيّد الاعتقاد بالمعاد جميع الشرائع الالهية والأديان السماوية وعدوّا الاعتراف بعودة الانسان إلى الحياة ركنا اساسيا في أديانهم وامّا ما تنص من الآيات في القرآن على المعاد فكثيرة فراجع الجزء الأول من كتابنا عقائد الامامية.

عقيدة الامامية في فروع الدين وفرائض الإسلام :

وأما فروع الدين عند الشيعة كثيرة اشهرها :

1- الصلاة (17) ركعة .

2 - الزكاة .

3 - الصوم شهرا واحدا في السنة وهو شهر رمضان .

4 - الحج الى بيت اللّه الحرام في العمر مرّة واحدة بعنوان الوجوب وامّا لأجل الاستحباب في كلّ سنة .

5 - الخمس في كل ما يغنم الانسان .

6 - الجهاد في مقابل أعداء الإسلام اذا هجم الكفّار والمشركون على مقدسات الاسلام فيجب على كل شخص الدفاع عن حوزة الإسلام .

7 - الأمر بالمعروف .

8 - النهي عن المنكر .

9 – الولاية .

10 – البراءة .

وعقيدتنا في كل ما جاء به النبي (صلى الله عليه واله) من الأحكام حق لا شك فيه يجب الاعتقاد به وامتثاله وتفاصيل كل هذا في الفقه الجعفري وكتب الفقه الجعفري من أول الطهارة إلى الديات مشحونة معروفة في الدنيا .

وأمّا اختلاف الشيعة مع ابناء السنة في الفروع فكاختلاف بعض المذاهب الأربعة مع بعضهم الآخر.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.