سبب نزول الآية (114) من سورة البقرة
المؤلف:
امين الاسلام الفضل ابن الحسن الطبرسي
المصدر:
تفسير مجمع البيان
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص355.
9-11-2014
4515
قال تعالى : {مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة : 114] .
اختلفوا في المعني بهذه الآية ، فقال ابن عباس ومجاهد : أنهم الروم غزوا بيت المقدس وسعوا في خرابه حتى كانت أيام عمر فأظهر الله المسلمين عليهم وصاروا لا يدخلونه إلا خائفين . وقال الحسن ، وقتادة : هو بخت نصر خرب بيت المقدس وأعانه عليه النصارى . وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنهم قريش حين منعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) دخول مكة والمسجد الحرام وبه قال البلخي والرماني والجبائي . وضعف هذا الوجه الطبري بأن قال : إن مشركي قريش لم يسعوا في تخريب المسجد الحرام وقوله يفسد بأن عمارة المساجد إنما تكون بالصلاة فيها وخرابها بالمنع من الصلاة فيها . وقد وردت الرواية بأنهم هدموا مساجد كان أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يصلون فيها بمكة لما هاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة قال : وهو أيضا لا يتعلق بما قبله من ذم أهل الكتاب كما يتعلق به إذا عني به النصارى وبيت المقدس . وجوابه أنه قد جرى أيضا ذكر غير أهل الكتاب في قوله : {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة : 113] وهذا أقرب ، لأن الكلام خرج مخرج الذم ، فمرة توجه الذم إلى اليهود ومرة إلى النصارى ومرة إلى عبدة الأصنام والمشركين .
الاكثر قراءة في أسباب النزول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة