سبب نزول الآية 122 من سورة الانعام
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص305-306.
2025-11-12
43
سبب نزول الآية 122 من سورة الانعام
قال تعالى : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].
1 - سبب النزول : روي : إنّ أبا جهل الذي كان من ألد أعداء الإسلام ونبي الإسلام صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أذى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إيذاء شديدا ، وكان « حمزة » عم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ذاك الرجل الشجاع - لم يسلم بعد بل كان ما يزال يقلب الأمر في ذهنه ، وكان في ذلك اليوم قد خرج كعادته للصيد في الصحراء ، وعند عودته سمع بما جرى بين أبي جهل وابن أخيه ، فغضب غضبا شديدا ، وذهب إلى أبي جهل وصفعه صفعة أسالت الدم من أنفه ، وعلى الرغم من مكانة أبي جهل ونفوذه في عشيرته ، فإنّه لم يرد عليه لما يعرفه عن شجاعة حمزة.
وعاد حمزة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأعلن إسلامه ، ومنذ ذلك اليوم أصبح جنديا من جنود الإسلام ، ودافع عنه حتى استشهد بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
وتفيد بعض الروايات الأخرى أنّ الآية نزلت بشأن إسلام عمار بن ياسر وإصرار أبي جهل على الكفر. ومهما يكن ، فإنّ هذه الآية - مثل الآيات الأخرى - لا تختص بواقعة نزولها ، بل هي ذات مفهوم واسع يصدق على كل مؤمن صادق وكل معاند لجوج « 1 ».
2 - التفسير : قال أبو جعفر عليه السّلام لبريد العجلي : أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ : « الميت : الذي لا يعرف هذا الشأن - قال - أتدري ما يعني مَيْتاً ؟ » قال : قلت : جعلت فداك ، لا.
قال : « الميت : الذي لا يعرف شيئا فَأَحْيَيْناهُ بهذا الأمر وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ - قال - إماما يأتمّ به » قال : كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها قال : « كمثل هذا الخلق الذين لا يعرفون الإمام » « 2 ».
_____________
( 1 ) الأمثل : ج 8 ، ص 418.
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 375 ، ح 89.
الاكثر قراءة في أسباب النزول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة