المال الحرام
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 270 ــ 271
2025-10-23
34
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قال الله: من لم يبالِ من أي باب اكتسب الدينار والدرهم، لم أبالِ يوم القيامة من أي أبواب النار ادخلته) (1).
وقال (صلى الله عليه وآله): (من كسب مالاً من غير حلّه أفقره الله).
وعنه (صلى الله عليه وآله): (من اكتسب مالاً من غير حله كان زاده إلى النار).
ان الأموال التي لا تخمس ولا تزكى ولا يؤدى منها حق السائل والمحروم وسائر الحقوق الشرعية انما هي بحكم الحلال المختلط بالحرام، وهي مما لا يجوز التصرف به، واطعام العيال من الحرام أو ما اختلط به يعتبر بحد ذاته معصية غير المعصية التي ترتكب في كسب الحرام أو منع الحقوق الشرعية.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (شر الأموال يخرج منه حق الله سبحانه) (2).
وقال الامام الباقر (عليه السلام): (ان الله تبارك وتعالى يبعث يوم القيامة ناساً من قبورهم مشدودة ايديهم الى اعناقهم، لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيس أنملة، معهم ملائكة يعيرونهم تعييراً شديداً، يقولون: هؤلاء الذين منعوا خيراً قليلاً من خير كثير، هؤلاء الذين اعطاهم الله فمنعوا حق الله في أموالهم) (3).
وقال الامام المجتبى (عليه السلام): فيا اخوتي، يا من تتحملون اليوم مسؤولية توفير الجوانب المادية والتربية الروحية لزوجاتكم واولادكم، ويا من تزمعون بناء الحياة الزوجية في المستقبل! ان لعيالكم حقاً عليكم، وهو الحق الذي عبر عنه في الكتب الفقهية بالنفقة وهم ليسوا مسؤولين عن عملكم وتجارتكم، وفي المحشر اذ لا خير لديهم عن ما يحيط بكم لا يتحملون ما اكتسبه رب الأسرة من حرام، فنيران الحرام لا تحيق الا بمن كسب الحرام، إذاً عليه ان يتجرع ضعفين من العذاب، عذاب نتيجة کسبه للحرام، آخر لإطعامه الآخرين منه، فعليكم التزام جانب الحذر فيما يردكم من دخل وعليكم التزام القناعة بما أحل الله لكم، واجتناب ما حرم الله، وعليكم اداء ما على الأموال من حقوق شرعية كي تعمر دنياكم وآخرتكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار: ج 103، ص 11.
2ـ ميزان الحكمة: ج 9، ص 308.
3ـ البحار: ج 7، ص 197.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
