طـرق الإفـصاح عـن رأس المـال البـشـري
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص214 - 216
2025-09-24
154
2- طرق الإفصاح عن رأس المال البشري
عرفت جمعية المحاسبة الأمريكية (1973 ,AAA) محاسبة رأس المال البشري من قبل لجنة محاسبة المورد البشري (HRAC)، أنه تحديد رأس المال البشري وتمييزه، وقياسه بغرض توفير أية معلومات للمستفيدين تكون مرجعاً مهماً للإثبات والتقييم. ويصب الغرض من استعمال المحاسبة عادة، في تحسين نوعية الكشوفات المالية، ودمج متغير رأس المال البشري فيها، يصب في اتخاذ قرارات إدارية صائبة. ولعل من المفيد ذكره، أن أسلوب الإنتاج في أمريكا واليابان، منذ ثمانينيات القرن الماضي، قد تطور بحيث تحول من معامل تصنيعية بحتة، إلى نمط يدار بالتكنولوجيا المتطورة فائقة المستوى والخدمات العالية المرتبطة بها، حيث أصبح التوكيد هنا، بشكل أكثر ، على الإنتاجية وقيمة العاملين عليها. وعليه، أن مثل هذا الوضع، قد أضاف أهمية كبيرة لمحاسبة رأس المال البشري، وأخذت تنال مكاناً متميزاً في اهتمامات الباحثين والمهتمين والمختصين.
إن الغرض من محاسبة رأس المال البشري، ينصب بتزويد المستفيدين بالبيانات والمعلومات المفيدة والموجودة في الكشوفات المالية. وفي ضوء ذلك، أن الشركات بدورها من خلال ذلك تتمكن من رسملة الاستثمارات في الموارد البشرية، بدلاً من التعامل معه كعنصر سلبي (نفقات فقط) عند حساب صافي الدخل. وهذا بطبيعة الحال ما يسهل قياسه وحسابه. وبعبارة أخرى، إن معلومات محاسبة رأس المال البشري، يمكن أن تزيد من كفاءة إدارة العاملين من خلال المساعدة في اتخاذ قرارات سليمة في مجال الاستقطاب، الاختيار والتعيين التطوير النقل، الترقية الاستخدام، التقويم، والمكافآت المتصلة بهم. فضلاً عن ذلك، إن الكشوفات المالية تعتمد على محاسبة رأس المال البشري، بحيث يصب غرضها الرئيسي في الإفصاح عنه وتحديد الفقرات المرتبطة به وبحقيقة الأمر، إن ذلك يعتمد على ظروف الشركة ومرونة أنظمتها المحاسبية في تحديد استخدام رأس المال البشري ووضعها على شكل قيم مالية. ولقد عدا (1999 ,Lepak & Snell) رأس المال البشري مكوناً أساسياً من مكونات موارد الشركة البشرية، وإن قضية تفرده يمكن مناقشتها على وفق الوظائف المختلفة لإدارته. وهنا تتبنى الدراسة الحالية، فكرة محاسبة رأس المال البشري، وتفصح عنه عبر قياسين، أحدهما مالي والآخر غير مالي، فالمالي منه لأغراض التحليل يقسم إلى جانبين هما المدخلات والمخرجات. وأما القياس غير المالي (Non-Monetary Measurement) الذي يمكن تسميته بالنوعي، عادة ما يحدد بقياس إدراكي مبسط، تطرح من خلاله عبارات وفقرات للآخرين ليجيبوا عنها ، ويتم تحليل البيانات والحصول على نتائج وصفية واستدلالية ذات مؤشرات مفيدة تكشف عن رأس المال البشري، وبيان متغيراته الأساسية، التي تحسب أقيامها الكمية للحصول على مؤشرات مفيدة لإعداد موازنة الشركة وتنفيذها وتقييمها وقياس انحرافاتها وإجراء التصحيحات اللازمة عليها إن استدعى الأمر. وبخصوص القياس المالي، إذ يتم التعبير عنه، من خلال تحديد قيمة رأس المال البشري، بأرقام مالية مع إجراء تحليلات إضافية وتصورات حقيقية عن كلفة المدخلات وقيمة المخرجات.
إن طرق القياس المالي لكلفة المدخلات تتمثل بـ:

إن طريقتي الاكتساب والاستبدال يقدمان كشفاً موضوعياً عن الموارد المستقبلية، تفيد أرقامه أن تكون مرجعاً للمديرين عند اتخاذ قرارات المدخلات التي يتم عرضها أو الإفصاح عنها في الكشوفات المالية.
وتتطلب طريقة القيمة الحالية لتدفق الموضوعات المستقبلية، تقدير الرواتب والتعويضات المختلفة التي ستدفع للعاملين مستقبلاً، وتنزيلها أو طرحها كنفقات للمبلغ المحدد في الميزانية، وهذا قد يجعل بالتالي، إمكانية تطبيقها محدوداً للغاية.
وأما طرق القياس المالي لقيمة المخرجات، فتتمثل بـ:

إن طريقة العطاءات أكثر موضوعية في عملية المزاد العلني (Auction Process)، وأكبر فائدة للمنظمات الأخرى، عندما يتم طرح قيم المخرجات ببدائل عديدة ، ومن ثم يستقر الرأي للاستثمار في رأس المال البشري، من خلال مداولات ومناقشات مع جميع الأطراف المعنية في هيكل المنظمة، وبالتالي الوصول إلى البديل الذي يكون الإجماع عليه عالياً كرقم مالي يوضع في الميزانية. وأما مدخل القيمة الاقتصادية المضافة، وهو أقل أهمية في التطبيق، لأن الجدل مازال جارياً حول إذا ما كانت هذه القيمة تساوي رأس المال البشري، أم لا. وعليه، إن الطريقة الحالية للإفصاح عن رأس المال البشري في الكشوفات المالية، تؤكد على تسجيل وقياس فقرات كلفة المدخلات فيه، والتي يتم تحويلها إلى مصروفات رواتب وتعويضات. وأكثر من ذلك، إن المناقشات حول فقرات محاسبة رأس المال البشري المنبثقة عن أساليب الإفصاح الممكنة، والتي تتبناها الشركات وسبل التأثير في اتخاذ القرارات، والتي باعتقادنا أن الأمر هنا، ما يزال قاصراً في الأدبيات الإدارية والمحاسبية. وعليه إن الفصل الحالي، سنسعى جاهدين لإثارة المناقشات وتحليل النقاط المذكورة في أعلاه، من خلال تبني المدخلات المالية كقياس لرأس المال البشري، وصولاً لتوضيح طرق الاستثمار فيه، والإفصاح عنه.
الاكثر قراءة في استراتيجية ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة