الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التكبر من خصال ابليس
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 112 ــ 114
2025-09-21
209
اليوم حيث اصبح البلوغ هماً مضافاً إلى هموم الناس، وغدا الغزو الثقافي الذي يشنه الاجانب معاناة اخرى تضاف إلى مسلسل العناء، وتحتل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية التي تهيمن عليها قوى الكفر العالمي أرواح وعقول الناس لا سيما الشباب، وانتشرت الافلام المبتذلة في جميع أرجاء المعمورة، وكل ذلك لا طائل منه سوى هياج الشهوات وتأجج أوار الغرائز، يصبح من الواجب الشرعي والأخلاقي على الآباء والأمهات والأقارب والأغنياء والدولة الاسلامية بل الامة بكاملها العمل بكل ما أوتوا من قوة لتذليل الصعاب امام زواج الشباب وتجاوز العادات والتقاليد الخاطئة، ونبذ المناهج الغربية والكف عن فرض الشروط المرهقة من أجل المحافظة على ما لدى الشباب ذكوراً وإناثاً من إیمان واخلاق وسلوك انساني، وتصان هذه الزهور من الذبول والوقوع في وحل الرذيلة.
فلا تتكبروا عن تطبيق الأوامر الالهية وتعاليم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام).
ومما يبعث على الاسف ان البعض من الآباء والأمهات - كما يشاهدون في مجالس الخطوبة - يتصرفون وكأنهم ملوكاً وابنهم ولي العهد، ويمارسون افعالاً فرعونية، ويطرحون شروطاً وقيوداً تعجز الطرف المقابل وتؤدي إلى انصراف ابنائهم عن التفكير بالزواج وبناء بيت الزوجية، مما يدفعهم بالتالي إلى ممارسة العلاقات غير المشروعة والانغماس بشتى الرذائل الجنسية ارضاء لشهواتهم!! يقول تعالى واصفاً التكبر بأنه من صفات ابليس: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [ص: 73، 74].
وقال تعالى: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [الأعراف: 13].
وقال علي (عليه السلام): (إياك والكبر فإنه أعظم الذنوب والأمُ العيوب وهو حلية ابليس) (1).
وعنه (عليه السلام) أيضاً: (احذر الكبر فإنه رأس الطغيان ومعصية الرحمن) (2).
(أقبح الخلق التكبر) (3).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اجتنبوا الكبر فإن العبد لا يزال يتكبر حتى يقول الله عز وجل اكتبوا عبدي هذا في الجبارين) (4).
وقال (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: (يا أبا ذر من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة الا ان يتوب قبل ذلك) (5).
أني للمخلوق من نطفة ولا حول له ولا قوة ويعجز عن الوقوف ازاء مختلف الاحداث ولا قدرة له على ادارة أدنى شيء في هذا الكون، أن يتكبر على بارئه وعلى ابناء جلدته، ويرى لنفسه التفوق على الآخرين؟
ورد في رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: وقع بين سلمان الفارسي (رحمه الله) وبين رجل كلام وخصومة فقال الرجل: من أنت يا سلمان؟ فقال سلمان: أما أولاي وأولاك فنطفة قذرة، وأما أخراي وأخراك فجيفة نتنة، فاذا كن يوم القيامة وضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو الكريم ومن خفت ميزانه فهو اللئيم (6).
يقول العلامة المجلسي (رحمه الله) بشأن علاج هذا المرض الخطير: وأما معالجة الكبر واكتساب التواضع فهو علمي وعملي، أما العلمي فهو ان يعرف نفسه وربه ويكفيه ذلك في ازالته، فإنه مهما عرف نفسه حق المعرفة علم انه اذل من كل ذليل، وأقل من كل قليل بذاته، وأنه لا يليق به الا التواضع والذلة والمهانة، وإذا عرف ربه علم انه لا يليق العظمة والكبرياء الا بالله.
اما العلاج العملي فهو التواضع بالفعل لله تعالى وسائر الخلق بالمواظبة على اخلاق المتواضعين وما وصل إليه من أحوال الصالحين ومن أحوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أنه كان يأكل على الأرض، ويقول: انما أنا عبد آكل كما يأكل العبد (7).
في ضوء هذه المفاهيم عليكم التواضع لأولادكم ذكوراً كانوا ام اناثاً، والتواضع يتمثل فقط بالنظر لهم وقد بلغوا ذروة تطلعاتهم وطموحاتهم ورغباتهم الطبيعية، وليس إلى ما درجتم عليه من عادات وتقاليد واعراف، والتسامح فيما تطرحونه من شروط، والقناعة بالحد الأدنى مما تطمحون به من الطرف المقابل كي يكون الزواج مباركاً مضمون الدوام ويتسنى لكل من الفتى والفتاة العيش معاً باطمئنان بعد الاقتران.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميزان الحكمة: ج 8، ص 298.
2ـ المصدر السابق: ص 300 ـ 302.
3ـ المصدر السابق.
4ـ المصدر السابق.
5ـ المصدر السابق.
6ـ البحار: ج 73، ص 231.
7ـ المصدر السابق، ص 201 ـ 205.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
