1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

مرحلة البلوغ والشباب / الحفل التكريمي للبالغين

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص183ــ184

2024-08-04

427

من أفضل المراحل وأروعها مرحلة البلوغ التي تبقى مخلّفاتها وذكرياتها عالقة بالأذهان، حيث يشعر الصبيان في هذه المرحلة بنشاط خاص كأنهم دخلوا عالماً جديداً، فهم وبسبب ما يجدونه في أجسامهم وأرواحهم من تغيّر وتحوّل يشعرون بنوع من اللجوء والتوجّه نحو الخالق المتعال الذي منّ عليهم بهذه المسؤولية، مسؤولية التكليف، وإعطائهم فرصة التكامل والحركة والتقرّب إلى ساحته المقدّسة.

إن لإقامة الحفل ومراسيم البلوغ والتكليف أثراً إيجابياً على نفوس الأشبال فإنّ ذلك يكون بمثابة العامل والسبب المعدّ لقبول المسؤوليّات الدينية والاجتماعية ويضاعف من هذا الحس لديهم.

ومن هنا فإنّ من الحريّ بالآباء والأمهات المحترمين أن يشكروا الله تعالى عـلـى هذا الإحسان والنعمة الإلهية، ويقيموا الحفل بهذه المناسبة، وأيضاً من الحري أن تكون تلك المجالس - عامة كانت أو خاصة - مجالس تليق بهذه المناسبة، وذلك بأن يتصدّى أحد كبار العائلة أو المعلمين أو أحد علماء الدين بالحديث عـن مـوضوع التكليف وما يتعلّق به من مسائل.

فما أحسن أن تساق الهدايا والورود التي تهدى للطفل في حفل التولد إلى مثل هذه الحفلات، وما أحسن أن تكون الهدايا من قبيل الكتاب وشريط الكاسيت النافع والمفيد، فإنه لو يبين للشاب البالغ بأنّ لله تعالى عناية خاصة به منذ هذه اللحظة - لحظة البلوغ ـ وأنه تعالى قد وضع على عاتقه هذه المسؤولية الثقيلة لكونه لائقاً بذلك، وأنه قد فتحت أبواب الكمال والرقي - وأخيراً أبواب الجنان ـ بوجهه لاهتدى واستقام.

وقد التفت إلى هذا الأمر واهتم به اهتماماً بالغاً السيد ابن طاووس الذي كان يعيش قبل ست مائة سنة، فإنّه لم يكتف بإعطاء الأهمية إلى اليوم الذي وصل فيه ولده سن البلوغ والتكليف بل كان يحاول أن يقيم لولده حفلاً بهذه المناسبة. وكان هذا السيد العظيم يأمل ـ كما في كتابه كشف المحجة - بأنه لو بقي حياً إلى يوم بلوغ ولده جعل ذلك اليوم عيداً وتصدق بمائة وخمسين ديناراً(1).

حدیث ابن طاووس لولده

قال السيد ابن طاووس: ثم تذكر يا ولدي محمد جلال مقامه (تعالى) وكمال إنعامه، بأن جعلك أهلاً لأن يبعث إليك رسلاً من ملائكته حفظة بما شرفك بـه مـن طاعته، وتجميلاً لذكرك بإظهار ما تتقرب به من خدمته بين الملأ الأعلى من خاصته.... ولمن شرّفه بما شرّفك من نعمته فوفّهم يوم بلوغك ورشادك حق قصدهم وخدمتك بغاية اجتهادك.

وابدأ بالتسليم عليهم، وصاحبهم أحسن مصاحبة في سائر الأوقات، ولا يسمعون منك إلا جميلاً، ولا يحضرون معك مجلساً إلا ويرونك عبداً لمولاك ومولاهم ذليلاً، ولا تكتب على أيديهم إلى سيّدك الذي أنت مفتقر إليه في أمرك كله إلا كتاباً يصلح أن يُعرض عليه منزّهاً ممّا يكرهه ويأباه مملوءً مما يحبه ويرضاه....(2).

______________________

(1) كشف المحجة، ص142.

(2) نفس المصدر، ص 147.