1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

الشباب ومشكلة القلق

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 157 ــ 159

2024-07-26

478

يعتبر القلق مرضاً من أخطر أمراض البشرية المعاصرة التي تهدد الإنسان وصحته النفسية والجسدية، وتدفع به إلى أنماط السلوك المنحرف.

والقلق كما عرف هو: (إنفعال مركب من الخوف، وتوقع الشر والخطر والعقاب) وهو من أخطر مشكلات الشباب، لاسيما في مرحلة المراهقة. خصوصاً لدى الشباب الذين نشؤوا في أجواء ثقافية تفتقد الإيمان بالله تعالى وقيم الأخلاق. وتصور الإحصائيات التي تسجلها البحوث والدراسات والمصحات النفسية هذه الظاهرة بشكل مفزع في جيل الشباب.

فالقلق كثيراً ما يتحول إلى ممارسات خطرة، وجرائم مأساوية أمثال الإنتحار واللجوء إلى المخدرات، والشعور باللامعنى للحياة، والإصابة بسرعة الإنفعال والأرق والأمراض العصبية والجسدية الخطيرة، واللجوء إلى التدخين، والتعبير المنحرف والشاذ. ومرحلة القلق الفكري هي واحدة من مظاهر القلق الخطرة في هذه المرحلة. وكذلك عدم الإستقرار العقيدي والانتماء الإجتماعي والسياسي. لذا كان من السهل إجتذاب الشباب نحو الآراء والنظريات التي تقدم كبدائل للمجتمع. ولعل أهم أسباب القلق لدى الشباب هو: الفراغ الفكري الذي يدفعهم إلى اعتناق الأفكار التي يتصورون صحتها، أو تراهم يركضون وراء بعض الوجوه اللامعة والعناوين البراقة ظناً منهم أنها مفاتيح الجنة.

ومن أسباب القلق أيضاً: الإحساس بالخوف على المستقبل، والاضطهاد السلطوي، والبطالة، وتردي الأوضاع المعاشية، وغياب الأمل في تحقيق الأهداف المنشودة، والخوف من الفشل الدراسي، وتلاشي الطموح المدرسي، والخوف من الإصابة بالأمراض، لاسيما الأمراض الوبائية كمرض الإيدز، أو مشاكل اخرى، أو الخوف على مستقبل الحياة الزوجية.

وتفيد الدراسات والإحصاءات العلمية أن ظاهرة القلق تزداد إتساعاً في صفوف الشباب في البلدان والمناطق التي يضعف فيها الإيمان بالله سبحانه وتعالى، أو لا يكون للدين الحق تأثير في سلوك الإنسان فيها كأمريكا وبعض الدول الأوربية والآسيوية.

إن عقيدة الإيمان بالله وتفويض الأمر إليه، والرضا بقضائه وقدره، وحكمته وعدله، وحبه لخلقه، ورحمته بهم كل ذلك أساس وقاعدة لحل مشكلة القلق واستئصال معظم مناشئه ودواعيه. قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51]، وهذه الآية الكريمة واحدة من معالجات القرآن لمشكلة القلق. وذلك بتوفير الأمن النفسي الناشئ عن الإيمان بالقضاء والقدر الإلهي العادل.

وقال أيضاً: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

وهناك وثيقة الحقوق المعاشية للنوع البشري التي خوطب بها آدم (عليه السلام) بتعبير القرآن الكريم: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 118، 119].

وقال - عز وجل - أيضاً: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 3، 4].

إن هذه الوثيقة هي من أهم الضمانات الموفرة للأمن النفسي للإنسان وإبعاد شبح القلق والخوف من أزمات الحياة المادية.