x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الهوايات والمتع المضرة
المؤلف: جماعة من العُلماء
المصدر: نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة: ص 226 ــ 228
2024-04-15
827
إن الفكر العميق الصادق للإنسان المعتز بالإنسانية هو أرفع من ان يسلم صاحبه لبعض المتع الجوفاء الطفولية... فالإنسان الحق لا يرضى أن يخدش مقامه الإنساني السامي ويقلل من قيمته الحقيقية.
فمن الضروري لكل انسان واعٍ لكي يصل إلى أهدافه السامية ويرتبط أكثر فأكثر بمبدأ العالم ويتكامل جوهر وجوده، ان يرفع كل العقبات التي تقف في سبيله ويتمسك بكل ما من شانه ان يرفده بالقوة للسير على طريقه المرسوم.
ولهذا الامر نجد أن القوانين الإلهية وشرائع الانبياء وخصوصاً الدين الاسلامي الحنيف يمنع ويكره أنماط المتع المضرة وكل العوامل التي تقعد بالإنسان عن التقدم المعنوي وتجره إلى السقوط والانحطاط الحضاري.
و(الموسيقى والغناء) من هذه العوامل الخطرة. فإن من المسلّم به أن هذه الألحان المهيجة والأغاني المخصوصة التي يقوم بأدائها المغنون أو من يسمون بـ (الفنانين) تحرك القوى الشهوانية والحيوانية لدى الانسان، وتقعد بالإنسان عن التوجه لله والآخرة. وهل هناك ضرر أكبر من ان يفقد الانسان حياته الواقعية التي يجب أن تتوفر في ظل العبودية والاهتمام بالجوانب المعنوية، يفقدها نتيجة لهذه المتع الرخيصة المضرة.
يقول القرآن الكريم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].
الاثر التخديري للموسيقى
يسعى المستعمرون بكل جهدهم لكي يجروا الشعوب التي تقع تحت نفوذهم إلى الغفلة والجهل لئلا يفكر أحد بالمسائل الحياتية وواقعيات الحياة، ولهذا كانت العوامل المخدرة للأفكار هي أكبر وسائله، وقد ساعد كل من الخمر والفحشاء والقمار والحرية الجنسية والتمتع الحرام والتحلل والرقص والموسيقى، ساعدت الاستعمار بشكل وآخر لتحقيق هدفه المشؤوم ... ومن الطبيعي أن هذه الأمور في نفس الوقت الذي تكون فيه مضرة بنفسها تفسح المجال لأنماط من التلوث بباقي الانحرافات، فمن يشرب الخمر لا مانع لديه من القمار، ومن يسلم نفسه للفحشاء يسلم نفسه للخمر، ومن يستمع بكل وجوده وأشواقه لصوت فلانة الفنانة لا يمتنع مطلقاً عن الزنا مع تلك المرأة لو امكنه ذلك فهو إذن يقبل الفحشاء ... ان مثل هؤلاء سوف لن يكونوا مصونين من الذنوب والانحرافات الأخرى، ولا ريب في ان الانحرافات تشكل عاملاً مساعداً لانتصار الغزو الاستعماري للشعوب فإن قوى الاستعمار بمعونة هذه البرامج التخديرية تلقي الشعوب في عالم الغفلة والضياع اكثر ليخلو لها الجو فتنهب ما تشاء بسهولة وتسرق وجودها بلا رادع. نعم انها أفضل معادلة استفاد منها العدو أحسن الاستفادة... تخلية الدماغ أولاً ثم تخلية الجيب !..
ومن العجيب حقاً ان يتصور البعض الموسيقى غذاء للروح فهم يلجأون إليها فراراً من الآلام ونسياناً للمصائب في حين أن الموسيقى - بالإضافة إلى انها ليست غذاءً للروح - سم قاتل لها فهي تقضي على روح الانسان المؤمن ووعيه. ان للموسيقى اثراً يشبه أثر الخمر والأفيون إذ انها بحالة الخفة والطرب التي توجدها في الأعصاب تجعل الانسان يغيب مؤقتاً عن واقعيات الحياة ... فإذا كانت هذه الخاصية تعني تغذية الروح فالخمر والهرويين يليقان أكثر منها بتغذية الروح!
إن للموسيقى لذة وتخديراً آنياً سريع الانقضاء ولكن لها مقابل ذلك مساوئ واضطرابات كثيرة، وأهم من جميع المضرات انها تبعد الانسان عن ربه وتجعله إنساناً غير مسؤول وهذا الضرر كبير جداً لمن يؤمن بالله والرسول واليوم الآخر.