x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الشباب ومشكلة التدخين
المؤلف: السيد مرتضى الحسيني الميلاني
المصدر: الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة: ص 160 ــ 163
2024-01-27
953
لابد أن يلتفت إخواننا الشباب إلى أن هناك شركات تجارية عالمية تبحث عن أسواق جديدة باستمرار لتصريف منتجاتها، والهدف هو تحقيق الربح الفاحش وأهداف أخرى. ومن هذه الشركات: شركات صنع السجائر على إختلاف أسمائها وأنواعها وطرق الدعاية المتبعة فيها.
وفي الوقت الذي تحارب فيه الدول الصناعية الإدمان على التدخين للمحافظة على سلامة شعوبها، نرى تلك الشركات تنشّط أسلوب الدعاية لمنتجاتها في الدول النامية، رغم ما أثبته العلم من مضار التدخين.
وإذا كانت هناك تحذيرات خجولة من هذه المضار تكتب على علب السجائر، فإن تأثيرها يكاد يكون معدوماً أمام الإعلانات في مختلف وسائل الإعلام، وأمام الاستراتيجيات التي تضعها كبريات الشركات المنتجة للتبغ لتسويق إنتاجها الواسع من هذه السلعة الضارة إلى الناس وخاصة المراهقين من الشباب الذين يجدون فيها فرصة للتعبير عن الرجولة.
إنظروا أعزاءنا الشباب إلى هذا الوهم الذي يشبه الخبال.
إن هذا الإستغلال السيء من قبل الشركات الكبرى وتماديها في خداع هذا الجيل، دفع ببعض المنظمات الدولية إلى توجيه إنتقادات مكثفة يعتقد إنها لا تنفعه كثيراً، اللهم إلا في نطاق ضيق لا يتجاوز حدود التنبيه إلى مضار هذا المخطط الذي ينفذ ضد جيل الشباب وهو في عنفوان غروره وبداية نهضته في البلدان النامية.
لقد جاء في دراسة نشرتها مجلة (ذي لانست) العلمية البريطانية: أن تدني إستهلاك التبغ في الدول الصناعية قابله إزدياد بنسبة 3 % سنوياً في الدول النامية. وهذا يعود إلى تهاون تلك الدول وضعف قوانينها. الأمر الذي تستغله هذه الشركات. وقال (نوربرت هيشورن) وهو بروفيسور في الجامعة الأميركية في نيويورك: (إن شركات التبغ تستمر في التركيز على الشباب بطريقة فاضحة).
إن وثائق شركات صنع السجائر حتى أواخر القرن الماضي تطرح صراحة ضرورة تجنيد شباب قاصرين لتحويلهم إلى مدخنين. وهذه جريمة لا تغتفر تقوم بها هذه الشركات ضد الجيل الناشئ الذي يفترض أن يعد لتحمل مسؤولياته المستقبلية، لا أن يساق إلى الموت البطيء. حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات الناجم عن الإدمان على التدخين في العالم سيرتفع من (4,000,000) في العام 1998 إلى (000 ,000 ,10) في العام 2030 منها 70 % في الدول النامية. واعتبرت المديرية العامة لمنظمة الصحة العالمية التدخين أشبه ما يكون بمرض الإيدز على صعيد الصحة العامة.
ولم تذعن شركات صناعة السجائر أمام هذه الحقائق، ولم ترحم الانسانية ولم ترفق بالمراهقين، وانما عمدت لاتخاذ أساليب تضليلية للإيقاع بالشباب، وطلاب المدارس على الخصوص، واعتمدت ستراتيجيات جديدة لتحقيق أرقام قياسية في مبيعاتها.
وفي هذا الصدد قالت المديرية: إن الإعلانات في محيط المدارس، والتوزيع المجاني للسجائر، وفي رعاية الأنشطة الرياضية والحفلات هي بعض وسائل الترغيب التي تستخدمها الشركات الدولية لترويج سلعها.
وأضافت المديرة: إن هذه الشركات تعرف أن من الضروري غزو قلوب الشباب إذا ما أرادت دخول سوق ما والاستحواذ عليها.
وقد أجرت منظمة الصحة العالمية تحقيقاً وكذلك فعل مركز مراقبة الأمراض المعدية والوقاية منها في أطلنطا بجورجيا، أفاد أن 24 % من فتيان الدول النامية الذين تتراوح أعمارهم بين 13 ـ 15سنة جربوا تدخين سيجارة على الأقل. وأن 9 % باتوا الآن مدخنين مدمنين. وقال: إن 25 % منهم بدأوا التدخين في سن الحادية عشرة. ولا شك في أن الدعاية كان لها الأثر الكبير في تقريب السيجارة من فم الشاب في المرة الأولى قبل أن تصير ملازمة له طيلة حياته.
كما أن تساهل أنظمة تلك الدول وضعف العامل التربوي في البيت والمدرسة مضافاً إلى الدعاية المشجعة حققت نتائجها في جر الشباب إلى هذا المستنقع الذي لا يقل خطورة عن مرض الإيدز.
أعزاءنا الشباب:
إن التدخين محرقة للأموال، وتضييع لنظارة الشباب، وهدر للصحة وانبعاث للروائح الكريهة. إنكم دائماً في دائرة الهدف، وضمن مخطط يتجاوز مسألة الربح المادي. إن الأمر أكبر من هذا بكثير. إن المطلوب هو الإبقاء على حالة التخلف والفقر والضياع حتى وإن كان التبغ هو الوسيلة. واعلموا ان التدخين ظاهرة غير حضارية، وقد حاربتها بعض الدول المجاورة لنا حيث تنبهت إلى مخلفات ومخاطر التدخين فمنعته في دوائرها الرسمية كمرحلة أولى، وهي ماضية في حملتها ضد المدخنين، حفظاً للسلامة العامة وصوناً لملايين الدولارات التي ينفقها المدخنون كل عام.
ولو افترضنا وجود (2,000,000) مدخن في العراق يدخن كل واحد منهم علبة سجائر واحدة يومياً، وأن سعر العلبة 250 دينار فمعنى ذلك أن هؤلاء المدخنين ينفقون يومياً (500,000,000) دينار وهو ما يعادل (18,000,000,000) دينار سنوياً.
وكم نتمنى أن يصرف نصف هذا المبلغ من المال على التعليم وتطويره والصحة أو البلديات وتوفير الخدمات وتعبيد الطرق وإنشاء الجسور وغيرها.
ثم إن المدخن هل إلتفت إلى هذه الأموال التي ينفقها على التدخين؟ هل أنفق ما يساوي ربعها على تثقيف نفسه وتعليمها؟
إن هذه الظاهرة غير الصحية لا تحتاج منا إلى جهد جهيد لمحاربتها والقضاء عليها، وإنما تحتاج إلى يقظة ووعي وبصيرة، وتكاتف جهود كل المؤسسات التربوية والتعليمية والصحية والبيئية لكي تصبح السيجارة خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه.