1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

عوامل الانحراف لدى الأطفال

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الأسرة والطفل المشاكس

الجزء والصفحة:  ص98ــ105

12/12/2022

1375

يرى علماء النفس ولا سيما المختصين بعلم النفس الاجتماعي وجود علاقة بين الانحراف وغيره من العوامل الاخرى، ويلخصونها في النقاط التالية:

١ -السن: الانحراف اكثر تفشياً بين فئات صغار السن بالقياس الى كبار السن ويعزى ذلك الى غلبة المشاعر وقلة التجارب. صحيح اننا لم نلاحظ أية جريمة في اوساط الصبيان الذين تقل اعمارهم عن اثني عشر عاما، الا ان الشذوذ الجنسي ينتشر بينهم بنسبة كبيرة ما بين سن ١٢ - ١٦ عاماً فهنالك مخالفات صغرى، وانحرافات جنسية كبيرة، وتبلغ الجريمة ذروتها في المرحلة السنية بين ١٦-٢٠عاماً.

٢ -الجنس: الجرائم والانحرافات اكثر انتشاراً بين الفتيان مقارنة بالفتيات وحالات العدوان والتجاوز عند الفتيان اكثر، اما عند الفتيات فتقابلها صفة الاستسلام والمتاجرة بالشرف وخلاصة القول ان مظاهر الانحراف اكثر شيوعاً بين الفتيان.

٣ -العنصر: تبين من احدى الدراسات ان الانحرافات اكثر شيوعاً بين ابناء العنصر الاسود وسبب ذلك لا يعود طبعاً الى نفس العنصر وانما الى الفقر وانخفاض المستوى الثقافي الذي يطبع الغالبية العظمى من السود. الانحرافات في الجنس الابيض اكبر لكن نسبتها أدنى. فللعامل الثقافي تأثير لا يستهان به، والا فليس هناك من يولد وهو مجرم.

٤ -العامل الاقتصادي: اكثر ما تشيع الانحرافات في ظروف الفقر والعوز، وتتفاقم عند الازمات الاقتصادية، وتتسع الدوافع المؤدية اليها في فترات الركود الاقتصادي. تلاحظ انعكاسات هذه الظروف على الاطفال، اما عند الكبار فهي اشد واكثر.

٥ - النظام الانضباطي: كلما كانت حالة الانفلات في المجتمع اشد واوسع ازدادت فيه نسبة الانحراف والجريمة، واذا كانت القوانين اكثر تساهلاً انعكست النتيجة على زيادة الانحراف فالناس بحاجة الى القوانين الرادعة في جميع مراحل حياتهم.

٦- نسبة ذكاء الاشخاص: اظهرت الدراسات التي اجراها عالم النفس الانجليزي «برت» بان الانحراف يتناسب عكسياً مع نسبة الذكاء، وغالبية المجرمين هم من قليلي الذكاء. الا اننا ننظر الى هذا الرأي بشيء من الريبة والتأمل حيث ان الاذكياء يمارسون الاجرام ويتصفون بالانحراف لكنهم لا يخلفون وراءهم اثراً دالا يساعد على كشفهم والقبض عليهم.

٧ -التطور الحضاري: اظهرت الدراسات ان الانحراف اضحى امراً سهلاً في ظل التطور الحضاري والتقدم الصناعي بسبب سهولة الحصول على الادوات والوسائل اللازمة، وصار الكثير من الناس يمارسون الانحراف، والاطفال غير مستثنين من هذه القاعدة؛ اذ تؤثر فيهم النظرة واللمسة وما شابههما.

٨ -الاضطرابات الجسمية: ومن جملة العوامل الأخرى التي تساهم في تفاقم الانحراف الامراض العضوية والاضطرابات الجسمية كالاصابة بمرض السفلس، وكثرة الأرق وما شابه ذلك. ولا يستبعد ان تكون بعض الانحرافات والجرائم ناتجة عن هذه الامراض. فالارق مثلاً يدفع بالانسان الى ارتكاب جرائم كبيرة.

تعدد الأسباب والعوامل

لا تقتصر الانحرافات الاجتماعية على سبب او عامل واحد؛ اي ان الانحرافات والجرائم ليس لها سبب واحد بل لها عدة اسباب او حتى سلسلة من العلل أحيانا. ففي موضوع الانتحار مثلاً يمكن الاشارة الى عدم الاستقرار العائلي، وتفكك الرواط الأسرية، والفقر، والثقافة السيئة وامثال ذلك. وتدخل عوامل أخرى في مسألة كمسألة الاعتياد من قبيل الفقر، والحالة التربوية، والوضع العائلي، ونوعية الاصدقاء، وتدهور العلاقات الاجتماعية والأسرية البناءة.

أ - التوجه نحو وضع خطة صحيحة:

ان اصلاح الانحرافات الاجتماعية يستدعي ان نضع في الحسبان نقطتين وهما:

١ -التقييم والشخيص: وهو ما يتطلب الالتفات الى ما يلي:

معرفة السبب او الأسباب القائمة وراء تلك الظاهرة، ودرجة شدتها، وهل هي منتظمة الحدوث ام مجرد حالة اعتباطية او طارئة، وتأثيرها على المجتمع، واحتمالاتها المستقبلية، وكيفية المواجهة وهل تكون بشكل تدريجي ام فوري؟

٢ -القيام بوضع الخطة اللازمة: وغرضها اجتناب الاجراءات العاجلة وغير المدروسة، لتكون بين ايدينا خطة واضحة وقطعية، وبرنامج مدروس قائم على اسس علمية، تتضمن مراحل التنفيذ والفواصل الزمنية المطلوبه في ما بينها‘ وان تأخذ بنظر الاعتبار الضوابط التنفيذية والامكانات اللازمة التي يجب توفيرها مسبقاً.

ب – التطبيق العملي:

ثمة نقاط جديرة بالاهتمام في مجال التطبيق، اليك ثلاث منها:

١ -التطبيق الرسمي او غير الرسمي: من الواضح ان بعض هذه الاحراءات تتطلب تطبيقاً رسمياً للضوابط والقوانين كالسجن والاخضاع للفحص والعلاج السريري. وهذه الاجراءات يجب اتخاذها من بعد استنفاد تأثير الاساليب الاصلاحية الاخرى اما الجانب غير الرسمي فيركز على دور الوالدين والتربويين الذين ينتهجون خطة قائمة على مبدأ الاقناع واللين بعيداً عن اسلوب العنف والتعسف سعياً وراء القيام بالاصلاح المطلوب.

٢ -الاتجاه الفوري او التدريجي: فالاتجاه الاول يقتضي السرعة في التنفيذ، اي ان تكون هناك سرعة في اتخاذ القرار مع السرعة والحزم في التطبيق وهذه الطريقة مفيدة طبعاً في اجتثاث الانحراف بسرعة، لان تأثيرها لا يتسم بالجذرية.

وقد تتأخر النتائج الى حد ما في الاصلاح التدريجي الا ان الاصلاح يتخذ صفة الثبات والاستمرارية، ويظل احتمال عودة الانحراف ضعيفاً.

٣ -طول المدة وقصرها: وهذه المسألة تقف الى جانب المسألة السابقة. ففي الاجراء قصير المدة تتخذ التدابير بشكل متتابع وسريع من غير الاهتمام بالابعاد والجوانب الاخرى، في حين يهتم البرنامج طويل المدة بالجوانب الثانوية، ويتناول القضية بما يناسبها من الاهتمام. ويمكن في كل مرحلة الالتفات الى المراحل السابقة وتقييم نتائجها، لتكون الخطوات اللاحقة دقيقة ومحسوبة.

موضوع الرقابة

من الضروري أولاً وقبل كل شيء معرفة الشخص المنحرف عن طريق المراقبة والمتابعة، وهذه العملية لا تتحقق بالطرق الرسمية لأن الكثير من الانحرافات تحصل بعيدا عن اعين الشرطة وبعض المنحرفين لا يطالهم القانون والسجن، ثم ان الشرطي هو احد افراد المجتمع. ومن البديهي ان السجن لا يعطي النتائج المتوخاة. والسجون تتحول في بعض الحالات الى مراكز لتبادل المعلومات الجنائية. وكثيراً ما يكون السجنان سبباً لايجاد عقدة الانتقام عند السجين، وليس ثمة علاقة بين تكرار الجريمة وشدة العقاب. وكثير ممن أعفي عن زلاتهم يعاودون ارتكاب جرائم أخرى.

اذن سبل المراقبة غير الرسمية اكثر نجاحاً في معرفة المنحرفين ومعالجتهم لأنها تنطلق من العائلة ومن المدرسة وترافقها عوامل العطف والالتزام وحسن النية وتنسجم والميول الفطرية والرغبات الباطنية، ولا تخلف في النفوس عقدة او حساسية.

سبيل الاصلاح في رأي الاسلام

عند اتباع الخطة ذات المدى القصير لابد أولاً من ابداء حسن النية، والعطف، والمحبة، والتلقين، والاشارة، والتوعية، والحث على التأمل والتفكير، والنقد باسلوب لطيف، والانذار، واللوم، ومن بعد ذلك يمكن اللجوء الى اساليب العنف والعقاب.

في البرنامج الطويل المدى يمكن القيام بعملية الاصلاح من خلال الطرق التالية:

١- عن طريق الأسرة وتوجيهها؛ فهي قادرة على الاصلاح من خلال اسلوب المحبة والتوعية وكذا من خلال تقوية ايمان الشخص.

٢ -عن طريق المدرسة وذلك في اعقاب اعادة صياغة الشخصية، والقيام  باصلاحها عن طريق التوجيه، والتوعية، وترسيخ البناء العقائدي، وتقوية جانب الالتزام بالواجب، وتوسيع آفاق النظر عند ذلك الشخص.

٣- عن طريق البيئة الاجتماعية، وذلك بعد ازالة معوقات التكامل، وايجاد مقومات الحفاظ على سلامة المجتمع.

المسؤولون في البلد ملزمون - بطبيعة الحال - بتشديد الرقابة على الثقافة الدخيلة والمستوردة، وتوفير فرص العمل، واماكن التسلية، وتسهيل امر الزواج، وسد الحاجات المادية والثقافية للناس ضمن الحدود المتعارفة.

الوسائل المساعدة

يمكن الاستعانة بالكثير من الوسائل المساعدة في اصلاح الاشخاص وأكثرها اهمية هي:

وسائل الاعلام لغرض الارشاد والتوعية، كالصحف والمجلات والاذاعة والتلفزيون، أضف الى ذلك ايمان الانسان واخلاقه المغروسة في فطرته، النظام الاجتماعي المؤثر، الفن الذي ينمي العواطف ويوجه الاحاسيس، الرقابة الاجتماعية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

مستقبل الانحراف

ولكن متى يستمر وجود الانحراف؟ والجواب هو: مادامت الغرائز حية وتستثار بسهولة مع انعدام اساليب التهذيب والردع، ومادام الوالدان يتصرفون باساليب بدائية، ومادام الجور والتمييز شائعين في المجتمع، ومادامت الانظمة التربوية تعاني الفوضى، ومادام الشعور بالمسؤولية مفقوداً بين كبار المسؤولين، ومادام المجتمع يسوده التناقض، وبسبب ضعف الاسس الدينية والاخلاقية و..الخ، فظاهرة الانحراف تبقى موجودة في المجتمع.

لذا من الضروري ان تتواصل عملية الاصلاح لأن الانحرافات ربما تعاود الظهور لأن النفس الأمارة ما ان تجد لنفسها منفذاً حتى تعود الى سابق عهدها. فالضمير بحاجة الى الايحاء المتواصل لكيلا تقع النفس تحت تاثير الظواهر السلبية والانعكاسادت الاجتماعية المغلوطة. ومن الضروري أيضاً وجود الرقابة الاجتماعية في جميع الاحوال لصيانة البيئة الاجتماعية وحماية الناس من الشرور والمكائد