كشف عضو مجلس إدارة العتبة العباسية والمتحدث الرسمي باسمها خلال شهر محرّم الحرام، الدكتور عباس الدده الموسوي، عن آلية تنظيم عمل المواكب الحسينية الخدمية والعزائية ووسائل الإعلام في زيارة العاشر من المحرّم. وقال الدده في مقابلة خاصّة مع المركز الخبري ستنشر تفاصيلها لاحقًا، إنّ هنالك آليات محددة اتخذتها العتبة المقدسة، حول آلية تنظيم عمل المواكب الحسينية ووسائل الاعلام خلال زيارة العاشر. س/ للمحافظة على النظام وانسيابيّة نزول المواكب الحسينية في الأيام العشرة الأولى من شهر المحرّم دور كبير في إنجاح مراسيم زيارة عاشوراء.. ما الخطوات المتّخذة لذلك؟
وأجاب الموسوي/ فضلًا عن استعداداتهم جميعًا لاستقبال عزاء ركضة طويريج الشعيرة الأضخم في هذا التجمع المليوني، فقد قام منتسبو قسم المواكب والشعائر الحسينية التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، بإصدار الموافقات والتصاريح القانونية للمواكب، إضافة إلى الهيئات الخدمية، للمشاركة بإحياء مراسيم عاشوراء خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، وقد أنهى القسم أعماله المتعلقة بمنح (الباجات) التعريفية المخصّصة لأصحاب الموكب قبل شهر؛ بهدف إدخالهم ضمن قاعدة بيانات متكاملة لتحديث المعلومات ضمن الموافقات القانونية، وبدوره أرسل القسم البيانات إلى الجهات المعنية في قيادة الشرطة وفوج حماية الحرمين الشريفين، ليتم بعدها منح صاحب الموكب التصريح النهائي بنزول الموكب. كذلك فإنّ ثمّة مسؤولية رئيسة تقع على عاتق القسم، وهي تحديد أوقات مخصّصة بنزول المواكب والأطراف الحسينية والهيئات، لتسهيل انسيابية حركة المواكب أثناء دخولها إلى مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، مرورًا بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين. س/ لهذا الشهر خصوصية كبيرة عند المسلمين وبعضهم يسكن في بلدان بعيدة، يأتي هنا دور الإعلام في إيصال الرسائل الحسينية والمشاهد التي يحبّون رؤيتها، ما الخدمات التي تُقدّم لوسائل الإعلام الساعية لتغطية الحدث؟. الجواب/ بدءًا، نؤمن في العتبة العباسية المقدسة أنّ الله سبحانه وتعالى أوكل للقضية الحسينية من يديم ذكرها، ويحييها، وأنّها باقية ببقاء الدنيا، وأنّ أدوار نشرها وإدامتها قُسّمت بين الأفراد والمؤسسات سواء بدافع الموالاة أو بدافع التوثيق الإنساني للفعل البشري أو بدافع الفضول المعرفي الغربي للوقوف على أخبارها، وفي كل حال نجد أنّ هذه القضية تجوب على مدى الأعوام والأيام آفاق الأرض مشارقها ومغاربها، وتنتشر إراديًا... لكننا نعول على الإعلام الحر، أن ييمم نحوها كون موسمها حجًا من كل حدب وصوب، إلى قبلة الأحرار في العالم الحسين (عليه السلام)، وهو محيي الإسلام، فهو إن كان محمديّ الوجود، فهو حسينيّ البقاء كما قيل. نؤمن أنّ القضية الحسينية هي نقطة ارتكاز كونية، تتآخى فيها الأكثريات والأقليات، ويجتمع حولها الشتات، وتهفو لجرسها أسماع من في آذانهم وقر، وتلتقي فيها الديانات والمذاهب أجمع، وترنو لها أنظار الأعمار كلها، والأجناس كلها. إنّ الحسين مبدأ عالمي لافتته الكبرى (هيهات منا الذلة)؛ لذلك نعول عليه في نقلها كما هي من أجل إدامة زخمها الرسالي. نؤمن أنّه لا بد من توثيق مفاصل هذه الحشود المليونية، ونقل صورها الناصعة، كما نسعى إلى تفعيل عالمية قضية الإمام الحسين (عليه السلام)، من خلال التركيز على عظمتها ومبادئها الإنسانية، والغوص في أعماق هذا الحب الإلهي. ونعول على الإعلام لأنّه القوة الضاغطة الأقوى على الشعوب، وأنّ عليه التعويل في إيصال هدفها الإنساني في ظل ما تبثه شبكات التواصل الاجتماعي من تشويهات وسموم وحملات إعلامية تستهدف القضية الحسينية وتحاربها. نريد من الإعلام أن يصور القضية الحسينية كما هي وبنسقها الثقافي والشعبي والرسالي، أن يستثمر وهجه في إنارة عتمة النفوس، وتحقيق عطاءاتها الإنسانية وآثارها القيمية في شعوب الأرض التي تتعاور عليها أزمات فكرية وأخلاقية وقيمية وعقائدية، من أجل سلوك دروب الخير ولعل من ممهدات ذلك هو التركيز على أبعادها النفسية والاجتماعية وتأثيراته الفكرية والسلوكية. كما أنّ لنا طموحا آخر هو تصحيح المسار، والنظرة الناقصة، أو المغلوطة، ولا يتطلب ذلك من الإعلام سوى أن يحمل أخلاقيات المهنة وصدقها وموضوعيتها. وأعود إلى سؤالكم فأقول مادامت هناك أرضية مشتركة نقف عليها مع وسائل الإعلام تلك، فنحن نقدم لها كل ما تحتاج إليه، لأننا متفقون في الرؤية والأهداف والقيم والرسالة، ودون الحرم الشريف والصحن الشريف وما حولهما تجد أنّ جموع الإعلاميين تكاد تغطي كل مشهد وزاوية، ومتاح لها أنّ تنقل الحدث من صميمه. فضلًا أنّ جميع ملاكاتنا الإعلامية ووسائلنا وتقنياتنا، وما نقوم به من تغطية مباشرة للحدث تحت تصرف الفضائيات تأخذ منه ما تشاء من دون مقابل.