المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأنشطة السياحية - امثلة من السياحة العلاجية
28-11-2017
أهم أنواع الزهد
2-4-2016
العفة
25-7-2018
معنى كلمة زجر
4-06-2015
الاراميون في بلاد الشام
4-10-2016
ضرورة مرح الأم وسرورها
11-1-2016


صراع علماء العربية مع دلالة الألفاظ  
  
920   01:22 مساءً   التاريخ: 21-4-2018
المؤلف : د. ابراهيم انيس
الكتاب أو المصدر : دلالة الألفاظ
الجزء والصفحة : ص172- 176
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

صراع علماء العربية مع دلالة الألفاظ

شهدنا آنفا أن بعض هؤلاء العلماء قد أسرفوا في الاعتزاز بالألفاظ المترادفة ظنا منهم أنها مفخرة اللغة العربية.

وهم لحرصهم على تجميع الألفاظ المترادفة قد تجاهلوا تطور الدلالة فيها، وخلطوا بين عصور اللغة. ولذا جمعوا بين لفظ عرفت له دلالة جاهلية قديمة وآخر اشتهر بدلالة إسلامية حديثة، وجعلوا من اللفظين صنوين وقرينين.

هذا هو ابو الحسن الرماني (1) في كتابها لمسي «الألفاظ المترادفة» قد عقد نحو 142 فصلا، وخصص كل فعل لإحدى الدلالات، ثم سود في كل فصل الألفاظ التي تعبر عن دلالته. فتراوحت تلك الألفاظ بين ثلاث كلمات مترادفة في فصل، ونحو إحدى وعشرين كلمة مترادفة في فصل آخر. ومع اعتدال أبي الحسن في حصر تلك المترادفات، لايكاد الدارس يستعرض ألفاظ الكتاب حتى يتبين أن كثيرا منها لا يمت الى الترادف بصلة، وحتى يتضح له أن معظم كلمات الكتاب من ذوات المعاني المجردة كالأفعال والأحداث والصفات، ويندر أن تشتمل على الدلالات المحسوسة أو أسماء الأشياء.

ولعل من خير ما جمعه من مترادفات قوله:

طرفي، مقلتي، عيني، ناظري (بمعنى واحد).

المجلس، والحقل، والندى، والمجتمع، والموسم (بمعنى واحد).

السرور: الحبور، الجذل، النبطة، الفرح (بمعنى واحد).

ومع ذلك فليس من اليسير أن تحمل كثيرا من الدارسين على الاقتناع بما في هذه الكلمات من ترادف.

فإذا استعرضنا أمثلة أخرى من الكتاب رأينا الشطط والمغالاة في عدها من المترادفات مثل:

ص172

1- وصلته، رفدته، حبوته، أعطيته ثم أخيرا وهذا هو الغريب المضحك [رشيته]!! فكلها في رأي الزماني تعبر عن الصلة والعطية.

2- أقلقني، كربني، ضعضعني !!.

3- أهانني، أشجاني !!

4- البؤس، المسكنة، العسر، الخصاصة، والفاقة !!

5- حصني، ملجأي، ملاذي، كهفي !!

6- سالت، ذرفت، هطلت.

7- الكذب، المين، الزور، الإفك، الانتحال.

8- مريض، عليل، عميد.

9- غريزتي، طبيعتي، عادتي، شيمتي، ديدني، سليقتي.

10- بعد، شط، نزح، تراخى، عزب.

11- الشجاع، البطل، الغشمشم!!

12- الخراج، الإتاوة، الفيء، الجزية، الضريبة.

13- القبر، الجدث، الرمس، الحفرة، الضريح، اللحد.

14- تاب، أقلع، كف، أمسك، صدف، أعرض.

15- أظهر، أعلن، جهر، أشاع، أذاع، بث.

لا أظن أننا بحاجة الى التعليق على هذه الأمثلة، فمجرد النظر اليها يبين بوضوح مقدار مغالاة أصحاب الترادف، وتجاهلهم لتطور الدلالات في الأجيال المختلفة وخلطهم بين دلالات جاهلية وأخرى إسلامية.

وقد سلكوا نفس المسلك حين تحدثوا عما سموه بالمشترك اللفظي، وجعلوا للفظ الواحد أكثر من دلالة واحدة. فأبو عبيد (2) في كتابه المسمى (كتاب الأجناس من كلام العرب وما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى) ، قد جمع نحو 300 كلمة من هذا النوع، ويستطيع الدارس أن يستبعد منها قدراً كبيراً، لأنها لا تعدو أن تكون من أمثلة التطور الدلالي، تجمع بين دلالة حقيقية شائعة وأخرى مجازية. فهو مثلا

ص173

بعد كلمة (الجنان) من المشترك اللفظي، لأنها تعبر من دلالات أربع هي: الليل، والفؤاد، والترس، والثوب الأعلى على الثياب! ومن الغريب أن يعقب أبو عبيد على قوله هذا بأن يلتمس السبب أو السر في هذه الدلالات المختلفة فيقول (إن الجنان سمي بالليل لأنه يج كل شيء بظلمته، وبالفؤاد لأنه يجن السر، وبالترس لأنه جنة من السيف والقلم. وبالثوب الأعلى لأنه بستر ما تحته !! فهو إذن يتجاهل النسب المتخلفة في شيوع الدلالات و يتجاهل فوق هذا أن المشترك اللفظي في صورته الصحيحة لا يتصور إلا حيث تنقطع الصلة بين الدلالتين، كالحال حين يعبر عن الشامة في الوجه، وعن أخي الأم مثلا.

وبينما نري بعض هؤلاء العلماء يجمعون الألفاظ ويربطون بينها، نرى آخرين يفرقون ويفصلون حتى بين مالا يصلح فيه الفصل والتفريق. فأبو هلال العسكري (3) في كتابه (الفروق اللغوية) يحاول أن يلتمس فروقا بين الدلالات المتشابهة أو المتماثلة، نقتبس منها بعض الأمثلة فيما بلي:

1- [الفرق بين القديم والعتيق أن العتيق هو الذي يدرك حديث جنسه فيسكون بالنسبة اليه عتيقا، أو يكون شيئاً يطول مكثه، ويبقى أكثر مما يبقى أمثاله مع تأثير الزمان فيه فيسمى عتيقا ... ولهذا لا يقال إن السماء عتيقة وإن طال مكثها لأن الزمان لا يؤثر فيها، ولا يوجد من جنسها ما تكون بالنسبة اليه عتيقا (4) !!]

2- الفرق بين السخاء والجود أن السخاء هو أن يلين الإنسان عند السؤال، ولهذا لا يقال لله تعالى سخي، أما الجود فكثرة العطاء من غير سؤال (5) ].

3- [الفرق بين الغنى والجدة واليسار أن الجدة كثرة المال فقط يقال رجل واجد أي كثير المال، والغني يكون بالمال وغيره من القوة والمعونة وكل ما ينافي الحاجة. وأما اليسار فهو المقدار الذي تيسر معه المطلوب من المعاش فليس ينبئ عن الكثرة ألا ترى أنك تقول فلان تاجر موسر ولا تقول ملك موسر، لأن أكثر ما يملكه التاجر قليل في جنب ما يملكه الملك (6) ].

ثم جاء بعد أبي هلال بعدة قرون عالم آخر هو علي بن محمد الجرجاني (7)،

ص174

ووجه كل عنايته الى تلك الفروق بين الدلالات في كتاب سماء (التعريفات)، حاول فيه التحديد الدقيق لبعض الدلالات مثل قوله:

1- [البخل هو المنع من مال نفسه، والشح هو بخل الرجل من مال غيره قال (عليه السلام) : (اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم)، وقيل البخل ترك الإيثار عند الحاجة، قال حكيم: البخل محو صفات الإنسانية وإثبات عادات الحيوانية].

2- [الإغماء هو فتور غير أصلي لا بمخدر يزيل عمل القوي، وقوله غير أصلي يخرج النوم، وقوله لا بمخدر يخرج الفتور بالمخدرات، وقوله يزيل عمل القوي يخرج العته].

3- [الأبد هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل، كما أن الأزل استمرار الوجود في أزمنة غير متناهية في جانب الماضي].

4- [السكر هو الذي من ماء التمر أي الرطب إذا غلي واشتد وقذف بالزبد].

فهل ما يستخرج من القصب لا يسمى سكراً!؟!.

5- [الوجيه من فيه خصال حميدة من شأنه أن يعرف ولا ينكر].

وهكذا نرى أن القدماء من علماء العربية في صراع مع دلالة الألفاظ طورا يوسعون دائرتها ويتجاهلون الفروق بينها بحيث تتسع لكثير من الكلمات المترادفة أو المشترك اللفظي، وأخرى يحددون تلك الدلالات ويغالون في تحديدها مما قد يترتب عليه أن نتشكك في كثير من النصوص، ونأبى المشهور الشائع من استعمالات كثيرة. وكل هذا لغموض الدلالات في بعض الألفاظ، وورودهم في النصوص مائعة غير محكمة، تحتمل معنى كما تحتمل آخر شبيهاً به.

انظر مثلا الى معجم المخصص لابن سيده (8) حين يصف رأس الإنسان بعدة ألفاظ لا تكاد نخلص منها بصورة واضحة إذ يقول:

رأس أكبس : مستدبر ضخم، والرأس المؤوم: الضخم المستدير.

ورجل أقبص الرأس: ضخم مدور، وقندل الرأس: عظيمه.

والدرواس: العظيم الرأس، والجهضم: الضخم الهامة المستدبر الوجه.

ثم انظر إني غموص الدلالات في تلك الألفاظ المترادفة التي وردت في

ص175

كتاب تهذيب الألفاظ لابن السكيت المتوفي 244 هـ إذ يقول (9) :[ ليلة مدلهمة أي مظلمة، وديجور، وديجوج ... واطرمس الليل أظلم، والغيهب نحوه، والعلجوم الظلمة ... والمسحنكك الأسود، والمطلخم مثله .. واطلخمت علينا الظلمة فما تبصر شيئا؛ وليلة بهيم لا يبصر فيها شيء. والحندس: الليل الشديد الظلمة، ويقال ليله طرمساء لايبصر فيها].

وفي كتاب الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن الهمداني المتوفي 327 هـ (10) .

(أظلم الليل ودجي وأدجي وتغضف وعتم وأعتم، وعبس وأغبس، ودمس وعسعس؛ واعتكر واطلخم وادلهم وأسدف وعطش وأغطش، واسحنلك واحلو لك، وسجا وأسجي، وجن وأحن وارجحن ... الخ).

وفي كتاب جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر المتوفى سنة 337 هـ (11) .

(أشبهه، وضارعه، وضاهاه، وشاكله، وماثله، وشابهه، وشاكهه.. الخ)!!

(لئيم، حسيس، زنيم، مهين، وتح، وضيع، ضعيف، رضيع (12) . خامل، ساقط، رذل) كلها بمعني الدلالة !؟

ص176

__________

(1) المتوفى 384 هـ.

(2) المتوفى 224 هـ

(3) المتوفى 395 هـ.

(4) ص 24.

(5) ص 142.

(6) ص 124.

(7) المتوفى 816 هـ.

(8) المخصص لابن سيدة المتوفى 457 هـ ج 1 ص 63.

(9) ص 416.

(11) ص 289.

(12) ص 12.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.