أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-9-2017
1092
التاريخ: 10-7-2017
1574
التاريخ: 9-7-2017
1118
التاريخ: 30-6-2017
1488
|
روى الصدوق عن الصادق (عليه السلام) انّه قال : حدثني أبي عن أبيه (عليهما السّلام) انّ الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السّلام) كان أعبد الناس في زمانه و أزهدهم و أفضلهم ، و كان اذا حجّ حج ماشيا و ربما مشى حافيا ، و كان اذا ذكر الموت بكى ، و اذا ذكر القبر بكى ، و اذا ذكر البعث و النشور بكى ، و اذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ، و اذا ذكر العرض على اللّه (تعالى ذكره) شهق شهقة يغشى عليه منها.
و كان اذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عز و جل ، و كان اذا ذكر الجنّة و النار اضطرب اضطراب السليم و يسأل اللّه الجنّة و يعوذ به من النار، و كان (عليه السلام) لا يقرأ من كتاب اللّه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة : 104] الّا قال : «لبيك اللهم لبيك» و لم ير في شيء من أحواله الّا ذاكرا للّه سبحانه ، و كان أصدق الناس لهجة و أفصحهم منطقا ...
و روي في كتاب المناقب لابن شهرآشوب و روضة الواعظين : انّ الحسن بن عليّ (عليه السلام) كان اذا توضّأ ارتعدت مفاصله ، و اصفرّ لونه ، فقيل له في ذلك ، فقال : حق على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفر لونه و ترتعد مفاصله .
و كان (عليه السلام) اذا بلغ باب المسجد رفع رأسه و قال : «الهي ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم».
و روي أيضا عن الصادق (عليه السلام): انّ الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) حجّ خمسا و عشرين حجّة ماشيا ، و قاسم اللّه تعالى (ماله) مرتين و في خبر قاسم ربّه ثلاث مرّات.
و من حلمه ما روي عن الكامل للمبرد و غيره أنّ شاميّا رآه راكبا فجعل يلعنه و الحسن لا يردّ ، فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلّم عليه و ضحك فقال : أيها الشيخ أظنّك غريبا و لعلّك شبّهت ، فلو استعتبتنا أعتبناك ، و لو سألتنا أعطيناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، و ان كنت جائعا أشبعناك ، و ان كنت عريانا كسوناك ، و ان كنت محتاجا أغنيناك ، و ان كنت طريدا آويناك ، و ان كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حرّكت رحلك إلينا و كنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان أعود عليك لانّ لنا موضعا رحبا و جاها عريضا و مالا كثيرا.
فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ، ثم قال : أشهد انّك خليفة اللّه في أرضه ، اللّه أعلم حيث يجعل رسالته ، و كنت أنت و أبوك أبغض خلق اللّه إليّ و الآن أنت أحبّ خلق اللّه إليّ ، و حوّل رحله إليه و كان ضيفه الى ان ارتحل و صار معتقدا لمحبّتهم .
و روى الشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف بن مطهر الحلّي انّه : وقف رجل على الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) : فقال : يا ابن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه ، بل انعاما منه عليك الّا ما أنصفتني من خصمي فانّه غشوم ظلوم ، لا يوقّر الشيخ الكبير و لا يرحم الطفل الصغير.
و كان (عليه السلام) متكئا فاستوى جالسا و قال له : من خصمك حتى أنتصف لك منه؟ فقال له :
الفقر ، فأطرق رأسه ساعة ثم رفع رأسه الى خادمه و قال له : احضر ما عندك من موجود ، فأحضر خمسة آلاف درهم ، فقال: ادفعها إليه ، ثم قال له : بحقّ هذه الأقسام التي أقسمت بها عليّ متى أتاك خصمك جائرا الّا ما أتيتني منه متظلّما .
و حكي أنّ رجلا جاء الى الامام الحسن (عليه السلام) فشكى حاله و عسره و أنشد :
لم يبق لي شيء يباع بدرهم يكفيك منظر حالتي عن مخبري
الّا بقايا ماء وجه صنته الا يباع و قد وجدتك مشتري
الامام (عليه السلام) خازنه و قال له : كم عندك من المال؟ قال: اثنا عشر الف درهم فأمره بدفعها الى الفقير و انّه يستحي منه فقال الخازن: اذا لم يبق شيء عندنا للنفقة فأمره مرّة ثانية باعطائها إليه و حسن الظنّ باللّه، فدفع المال إليه و اعتذر الامام (عليه السلام) منه و قال: انّا لم نوف حقّك لكن بذلنا لك ما كان عندنا ثم أنشد:
عاجلتنا فأتاك وابل برّنا طلّا و لو امهلتنا لم تمطر
فخذ القليل و كن كأنّك لم تبع ما صنته و كأننا لم نشتر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|