أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015
3511
التاريخ: 15-3-2016
3544
التاريخ: 14-10-2015
5300
التاريخ: 10-4-2016
3761
|
* هل يعيد التاريخ نفسه؟
من البديهي أنّ التّاريخ لا يعود مرّة أخرى إلى ساحة الحاضر أو المستقبل، إذا أردنا من هذه القضيّة عودة تفاصيله وجزئيّات أحداثه، فالأحداث ليست أشياء مجرّدة تقع في الفراغ دون أنْ تكون لها صِلَة بالبشر، وإنّما الأحداث بما هي صُنْع البشر تحمل السّمات الشخصيّة الخاصّة لصانعيها، تحمل طابع مصالحهم الآنيّة، وأَمْزِجَتهم وعواطفهم، وأخلاقيّاتهم وطريقة فَهْمهم للحياة... وقد تنعدم هذه السمات الشخصيّة المميّزة مع أصحابها، ولنْ تعودَ على الإطلاق. وإذن، فالتاريخ بهذا المعنى لا يعود ولا يتكرّر.
إنّ ما حدث في الماضي قد حدث مرّة واحدة، ولنْ يحدث مرّة أُخرى، لنْ يتكرّر على الإطلاق.
أمّا إذا أردنا من هذه القضيّة عودة نمط الحركة التّاريخيّة ومظاهره العامّة وآثارها النّفسيّة والاجتماعيّة في المجتمع، فإنّ التاريخ يعود بالتأكيد حين تتوفّر في الحاضر... في نسيجه الاجتماعي وعلاقاته الإنسانيّة الأسباب الموضوعيّة الّتي أدّت إلى نشوء نمط الحركة التاريخيّة في الماضي.
إنّ الإنسان هو الإنسان في كلّ زمان إنّه يتحرّك في الزّمان والمكان مدفوعاً - فرداً، وجماعةً، ومجتمعاً - بمصالحه وعلاقاته وعواطفه، والعقائد والشرائع والمُثُل والقِيَم الأخلاقيّة والرّوحيّة إذا تأصّلت فيه وتعمّقت في وجدانه وكيّفتْ نظرته إلى الكون والحياة والإنسان فإنها تكون قادرة على أنْ تُدْخِل تغييراً عميقاً على عواطفه ومصالحه وعلاقاته في المجتمع والعالم، ومِن ثمّ فإنّها تكون قادرة على تغيير تاريخه ونَقْله إلى مسار جديد، ما دامت لا تواجه عقبات تشلّ فاعليّتها وتأثيرها.
أمّا إذا فشلتْ العقائد والشرائع والمُثُل والقِيَم الأخلاقيّة والرّوحيّة في إدخال التغيير المناسب لها على تكوين الإنسان النفسي وعلى تقديره لمصالحه؛ لأنّها لم تتأصّل في أعماقه ولم تُغيّر نظرته إلى الكون والحياة والإنسان، فإنّ تاريخه في هذه الحالة سيتكرّر.
إنّ هذا التاريخ الجديد لنْ يحمل نفس السّمات والخصائص الماضية في الغالب، ولكنّه يحمل نفس الروح، ويخلّف في المجتمع نفس الآثار الّتي كانت في الماضي تحمل أسماء جديدة، وتقدّم نفسها بمبرّرات جديدة لا تعدو أنْ تكون مجرّد قشرة خادعة يستطيع المؤرّخ الباحث أنْ يكتشف ما وراءها، فيتجاوزها إلى العمق ليجد الواقع القديم تحت الأشكال الجديدة(1).
في أوّل خطبة خطبها أمير المؤمنين عليّ بعد أنْ بُويِع بالخلافة في المدينة، نرى أنّه قد لاحظ عودة الأشكال القديمة للانقسامات القبليّة والفئويّة داخل المجتمع العربي الجاهلي إلى المجتمع الإسلامي في عهد عثمان وبعد مقتله، بكلّ ما كانت تحتويه هذه الأشكال من روح قبليّة وعنصريّة، وأخلاقيّات جاهليّة رجعيّة.
وقد كانت عودة هذه الأشكال القديمة حاملة مضمونها الرجعي؛ نتيجةً لضمور المُثُل العليا والقِيَم المؤثِّرة في حركة التاريخ الإسلامي، ونتيجةً لضعف مؤسّسة الخلافة في عهد عثمان، هذا الضعف الّذي مكّن القوى القديمة والقِيَم القديمة - الّتي لم تكن قد ماتت بعد، وإنّما كانت تعاني من حالة خمود وضمور - مكّنها من أنْ تستعيد فاعليّتها، وتعود إلى التأثير في حركة التاريخ تحت شعارات مناسبة تنسجم مع الإسلام في الشكل الخارجي.
لقد عادت إلى الظهور والفاعليّة تلك القِيَم والمُثُل الجاهليّة القديمة، الّتي كانت تقود حركة التاريخ في المجتمع العربي، وترسم ملامح هذا المجتمع وتُوَجِّه خُطاه قبل بعثة الرّسول الأكرم وانتصار الإسلام.
وقد رأى أمير المؤمنين عليّ هذه القِيَم البائدة العائدة من خلال رصْده للظواهر الجديدة الّتي تبدو في حركة الجماعات داخل المجتمع الإسلامي، وحركة القيادات الّتي توجّه هذه الجماعات سرّاً وعلانيةً.
وقد رأى مع ذلك الأفاعيل التي ستنجم عن هذه الحركة الرجعيّة للتاريخ في الإسلام، والمآسي الكبرى الّتي ستنزل بالمسلم فرداً، وجماعةً، ومجتمعاً، ودولةً، ومؤسّساتٍ؛ نتيجةً لانبعاث هذه الرّوح الشّريرة من جديد.
قال عليه السلام: ذِمَّتِي بِما أقُولُ رهِينة(2) وأنا بِهِ زعِيم(3) إنَّ من صرَّحت لهُ العِبرُ عمّا بين يديهِ مِن المثُلاتِ(4) حجزتْهُ التّقوى عن تقحُّمِ الشُّبُهاتِ(5)، أَلاَ وإنّ بلِيَّتكُم قد عادت كهيئتِها(6) يوم بعثَ اللهُ نبِيَّهُ صلَّى اللهُ عليهِ واله وسلَّم، والّذي بعثهُ بِالحقِّ لتُبلبلُنَّ(7) بلبلةً، ولتُغربلُنَّ(8) غربلةً، ولتُساطُنَّ سوط القِدرِ(9) حتّى يعُودَ أسفلُكُم أعلاكُم، وأعلاكُم أسفلكُم...(10).
يقول لهم: إنّ البليّة (الفساد الاجتماعي، والانحطاط الأخلاقي والحضاري) الّتي كانت تَسِم الحياة العربيّة في الجاهليّة؛ نتيجةً لسيادة قِيَم الجاهليّة ونظرة الجاهليّة إلى الكون والحياة والإنسان، هذه البليّة قد عادت كما كانت عشيّة بعثة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)؛ لأنّ القِيَم الّتي ولّدت هذه البليّة في الماضي الجاهلي قد دبّت فيها الحياة من جديد على حساب القِيَم الجديدة الّتي جاء بها الإسلام، هذه القِيَم الّتي تقلّص نفوذها وتأثيرها، بسبب عوامل متنوّعة، على الإنسان المسلم، وأدّى ذلك إلى حدوث ثغرات نفذت منها القِيَم القديمة فعادت من جديد.
ثمّ أنذر الإمام علي مجتمعه بأنّ هذه البليّة الّتي عادت ستكون لها آثار مأساوية على المجتمع الإسلامي.
ستنجم عن هذه البليّة الأزمات الاجتماعيّة والثورات الّتي ستلقي بالمجتمع في غِمَار حروب أهليّة مدمِّرة، ولا بدّ أنْ تكون هذه الأزمات والحروب الأهليّة أضرس، وأعم شراً، وأشدّ فَتْكاً مِمّا كان يحدث في الجاهليّة.
ستكون في المجتمع؛ نتيجةً لعودة هذه البليّة بلبلة (اختلاط وتداخل) وشد وجذب، ينتج عن الأزمات والثورات ويولّدها.
وسيكون حال المجتمع - نتيجة لهذه البليّة العائدة - حال القِدْر التي تغلي على النار وتختلط فيها المواد، ولا يستقر على حال، ولا ينعم بالطمأنينة، وإنّما هو في قلق دائم، واضطراب مستمرّ.
سيؤدّي ذلك إلى الغربلة، وتمييز مواقف الرجال والجماعات؛ لأنّ المحن والأزمات تفرز الفئات الاجتماعيّة، وتحدّد سماتها.
ولكن كلّ ما سيحدث لنْ يتضمّن شيئاً من الخير، بل سيعود على المجتمع بالشّرور، وسيؤدّي بالمجتمع إلى التمزق الّذي يشلّ الفاعليّة، ويعطّل الطاقات الإيجابيّة، بل يهدِّدها، ويعوق حركة التقدّم.
ستكون جاهليّة تتغشّى بشعارات الإسلام، جاهليّة بعثتْها القِيَم الجاهليّة الّتي عادت إلى الحياة، فكانت هي - بدل القِيَم الإسلاميّة الجديدة - الأسباب الموضوعيّة لتحريك الإنسان المسلم في الزّمان والمكان.
هكذا يصوّر الإمام عودة التّاريخ.
وفي خطبة أخرى خطبها الإمام بذي قار(11) وهو في طريقه من المدينة إلى البصرة بعد أنْ خرج عليه (الزبير بن العوام، وطلحة بن خويلد، وأمّ المؤمنين عائشة) فاتحين بخروجهم أبواب الفتنة الّتي عصفتْ بالمسلمين، والحرب الأهليّة الّتي مزّقت وحدتهم... هذه الفتنة الّتي ولّدتْها القِيَم الجاهليّة الّتي تَنَبّأ الإمام بها في خطبته الأولى... في هذه الخطبة بيّن الإمام (عليه السّلام) أنّ مسيره لمواجهة المظهر الأوّل للفتْنة هو كمسيره مع رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) لمواجهة قوى الجاهلية، وأنّ الروح المحرِّكة واحدة في الحالَين رغم اختلاف المظهر الخارجي الّذي قد يوحي للساذجين بخلاف ذلك، ولكنّه لا يخدع الخبير.
قال عليه السلام: ... أَمَا واللّه إنْ كُنتُ لفِي ساقتِها(12) حتّى تولَّت بِحذافيرِها(13) ما عجزتُ ولا جبُنتُ. وإنَّ مسيرِي هذا لِمِثلِها، فلأَنقُبنَّ(14) الباطِل حتَّى يخرُج الحقُّ مِن جنبِهِ. مالي ولِقُريش!! واللّه لقد قاتلتُهم كافرِين، ولأُقاتِلنَّهُم مفتُونين، وإنّي لصاحِبُهُم بِالأمسِ كما أنا صاحِبُهُمُ اليومَ)(15).
كان الإمام يتحدّث عن شأن الجاهلية في مواجهة الإسلام، وعن كفاحه مع رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) ضد الجاهلية.
ثمّ بيّن أنّ مسيره هذا إلى البصرة لمثل ما كان يكافحه من مظاهر عناد الجاهليّة في حياة رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله).
إنّ التاريخ قد عاد، ولكن تحت شعارات جديدة.
قال ابن أبي الحديد في شرح هذا النص: وشبّه - عليه السّلام - أمر الجاهليّة إمّا بعجاجة ثائرة، أو بكتيبة مُقْبِلَة للحرب، فقال: إني طردتُها، فولّت بين يديّ، ولم أزل فِي ساقتِها أنا أطردها وهي تنطرد أمامي، حتَّى تولَّت بِأسرِها، ولم يبق مِنها شيء، ما عجزتُ عنها، ولا جبُنتُ مِنها.
ثمّ قال: وإنّ مسيري هذا لِمِثلِها، فلأنقُبنّ الباطِل: كأنّه قد جعل الباطل كشيء قد اشتمل على الحق واحتوى عليه، وصار الحق في طيّه، كالشيء الكامن المستتر فيه، فأقْسَمَ لينقُبنّ ذلك الباطل إلى أنْ يخرج الحق من جنبِه)(16).
وهكذا يصوّر الإمام عودة التاريخ حين تنشط الأسباب القديمة الّتي أَنْتَجَتْ الأحداث والمواقف القديمة، فتؤدّي إلى تكرار المواقف والاتّجاهات ولكن تحت شعارات جديدة تتناسب مع الثقافة السائدة في المجتمع.
وثمّة نصوص أُخرى - غير ما ذكرنا - منثورة في نهج البلاغة، تتضمّن الدّلالة على هذه الحقيقة.
ولكنّ الإمام عليّاً كان ينطلق في ممارسته السّياسيّة من قاعدة أخرى، فأجابهم قائلاً: أتأمُرُونِّي أنْ أطلُب النَّصر بِالجَورِ فِيمَنْ ولّيتُ عليهِ؟!! واللهِ لا أطُورُ(17) بهِ ما سمر سمِير(18)، وما أمَّ نجم فِي السَّماء نجم (19).
وتشتمل الخطبة (القاصعة) على عدّة شواهد، تدلّ على أنّ ما كان يُثير في نفس الإمام قلقاً عميقاً ليس الصّراع القبلي المستفحِل وحده، بل الصّراع العنصري أيضاً.
هذا الصراع بوجهيه - القَبَلِيّ والعنصريّ - كان، بالإضافة إلى أنّه آفة في ذاته، يؤدّي إلى توليد آفات أخرى:
1 - يعمّق ويرسّخ الواقع الاجتماعي القبلي، والتكوين الاجتماعي القبلي للمجتمع في الثقافة العامّة، والبُنْيَة النّفسيّة للفرد، وبذلك يحول دون تطوّر التركيب الاجتماعي من طور القبليّة الّتي تقسم المجتمع إلى وحدات تقوم على علاقة الدّم إلى طور التوحّد على أساس العقيدة والشّريعة والمؤسّسات والمصالح المشتركة، وهو يؤدّي بالتّالي إلى أنْ يكون معوّقاً حضاريّاً أيضاً يجمّد المجتمع في حالة التخلّف على صعيد المؤسّسات والإنجازات التنظيميّة.
2 - يزيد ويعزّز سلطة رؤساء القبائل على قواعدهم القبليّة، فيؤثِّر ذلك على فاعليّة أجهزة السّلطة المركزيّة ويُضْعِفُهَا.
3 - يؤثِّر على تلاحم المجتمع، وهو في حالة حرب مع القوى الخارجة على الشّرعية في الشام، ومع الخوارج.
____________________
1 - من الظواهر الهامّة الّتي نقدّر أنّها تستحقّ من المفكِّرين والمؤرِّخين بحثاً معمّقاً، ظاهرة الانقسامات الإقليميّة في العالم العربي، فإنّنا نقدّر أنّها تعبير جديد عن القبليّة، تحت أسماء جديدة وبمبرّرات تلائم المناخ الثقافي الحاضر والوعي السياسي السائد. ونقدّر أنّ فشل فكرة الوحدة العربيّة لا يرجع فقط إلى عمل الاستعمار التخريبي، وإنّما نشأ من وجود استعداد للتَشَرْذُم، أعان الاستعمار على رسم سياساته وإنجاحها في هذا المجال، ولولا ذلك لَمَا وُفِّق الاستعمار إلى بلوغ غايته.
2 - رهينة: من الرهن. جعل ذمّته رهناً على ما يقول.
3 - زعيم: كفيل، بصدق ما يقول.
4 - العبر: ما أصاب النّاس من مثلات: (عقوبات) إذا دعاها الإنسان على سبيل الاعتبار، فيتّعظ بتجربة الّذين أصابتْهم العقوبات من قبله.
5 - الشّبهات: الأفعال والمواقف الغامضة، الّتي لم يبت في الشرع الرخصة في فعلها. يريد أنّ العبرة بالماضين تحجر الإنسان عن الوقوع فيما وقعوا فيه من أخطاء.
6 - رجعت البلية كما كانت في الماضي الجاهلي.
7 - البلبلة: الاختلاط، كنايةً عن الأزمات الاجتماعيّة والثّورات.
8 - الغربلة: من الغربال: يريد أنّ التجارب الآتية ستميّز المواقف، وتكشف الأشخاص على حقيقتهم.
9 - السوط: الخلط. سوط القدر: كما تمزج مواد الطبخ في القدر، وتختلط وتغلي سيكون المجتمع نتيجة للثّورات والأزمات الاجتماعيّة.
10 - نهج البلاغة: رقم الخطبة:1 -6.
11 - ذو قار: موضع قريب من (البصرة). اشتهر في التاريخ باعتباره الميدان الّذي جَرَتْ فيه، أوّل ظهور الإسلام، في سنة (610 م) معركة بين الفرس والعرب، حيث هاجم ثلاثة آلاف عربي من قبيلة (بكر بن وائل) المنطقة الفراتيّة، وهزموا الفرس هزيمة حاسمة في ذي قار.
12 - السّاقة: مؤخّرة الجيش الّتي تسوقه. شبّه الجاهلية بجيش مهزوم يطرده ويلاحقه.
13 - ولّت بحذافيرها: ذهبتْ وطُردت بأسرها (الجاهليّة).
14 - النقب: الثقب.
15 - نهج البلاغة: رقم الخطبة 33.
16 - (ابن أبي الحديد): شرح نهج البلاغة بتحقيق (محمّد أبو الفضل إبراهيم) / دار إحياء الكتب العربيّة / القاهرة / الطبعة الأولى:1 -378 هجري =1 -959 م / ج 2 / ص1 -85 -1 -86.
17 - أطور به: من طار يطور، بمعنى: حام حول الشّيء، وقاربه، يعني لا أقارب الجور فيمَن ولّيت عليه.
18 - ما سمر سمير: يعني مدى الدّهر.
19 - نهج البلاغة: رقم النص1 -26. ما أمّ نجم فِي السماء.. يعني مدى الدّهر. في هذا الموضوع راجع كتابنا (دراسات في نهج البلاغة) الطبعة الثانية، فصل (المجتمعات والطبقات الاجتماعيّة) وكتابنا (ثورة الحسين)، الطبعة الخامسة / ص1 -01 -1 -72.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|