المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Glottal
9-6-2022
من ظلم هارون إلى ظلاّم السجن
27-7-2017
الرقابة القضائية على اعمال الإدارة
4-4-2017
الزواج المنهي
2024-03-14
الخوارج في عهد المهدي
12-3-2018
NITROGEN  LASER  STRUCTURE
24-3-2016


أبو الحَزم جَهْوَر  
  
2834   11:54 صباحاً   التاريخ: 8-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص473-475
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 

هو أبو الحزم جهور بن محمّد بن جهور بن عبيد اللّه بن محمّد بن أبي الغمر بن يحيى كان جدّه الأعلى فارسيا مولى لعبد الملك بن مروان. ثمّ إنّ جدّا له-يسمّونه يوسف بن بخت-دخل الأندلس قبل مجيء عبد الرحمن الداخل.

ولد أبو الحزم جهور في أول المحرّم سنة 364(٢١/٩/974 م) في قرطبة، في أسرة وجيهة غنية. و قد روى عن أبي بكر عباس بن أصبغ الهمدانيّ و أبي محمّد الأصيليّ و القاضي أبي عبد اللّه بن مفرّج و سواهم.

كان أبو الحزم جهور مشهورا بالتقوى و الفضل و العقل و من ذوي المكانة مسموع الكلمة. و كان من وزراء الدولة العامرية، فلمّا حدثت الفتنة على هشام الثالث المعتدّ و ثارت العامّة و خلع هشام، في ١٢ من ذي الحجّة من سنة 4٢٢(٢/١٢/١٠٣١ م) اجتمع الوزراء و طلبوا منه تهدئة الناس فهتف بهم فهدئوا. و طلب الناس إخراج بني أميّة (أمراء البيت المالك) من قرطبة فأخرجهم أبو الحزم جهور و معهم هشام نفسه من غير أن يحدث شغب.

بعدئذ أجمع الناس على أن يتولى أبو الحزم جهور أمر قرطبة.

و كانت وفاة أبي الحزم جهور في السادس من المحرّم من سنة 4٣5(الذخيرة ١: 6٠4) الواقع فيه 15/٨/1043 م.

كان في أبي الحزم بن جهور مزايا نادرة. كان يصرّف الأمور بحكمة و عدل و تجرّد، فما كان يقضي في مسألة إلاّ إذا استشار أهل الحلّ و العقد. و لم يتسمّ بلقب فوق لقب «وزير» و هو اللقب الذي كان له قبل أن يتولى أمور قرطبة. و قد حرّم الخمر و أمر بكسر أوانيها في قرطبة. ثمّ إنّه ساعد على هدوء الفتنة التي كانت ثائرة في أعقاب الخلافة المروانية في الأندلس، فما كان زعيمان في صقع من أصقاع الأندلس يتنازعان على حكم بلد أو في أمر عامّ إلاّ سعى إلى الإصلاح بينهما. و لم تغيّره الدنيا و لا الثروة، و لا غرّته الدولة و المكانة حتّى إنّه ظلّ يؤذّن بنفسه على باب مسجده كما كان يفعل من قبل.

و كذلك كان أبو الحزم جهور فقيها من الشيوخ الأكابر و أديبا مترسّلا و شاعرا ليس من الطبقة الأولى. و شعره يدور على الوصف و الحكمة و الزهد في الأكثر. و كانت بينه و بين أبي عامر بن شهيد (ت 4٢6 ه‍) مكاتبات.

مختارات من شعره:

- قال أبو الحزم جهور في العتاب (الحلّة السيراء 1:248-249) :

أسأت-لعمري-إذا أسأت بي الظنّا... و ألزمتني ذنبا شغلت به الذّهنا

تجنّيت في عذلي كأنّي مذنبٌ... رويدك، إن العذل قد يوجب الشّحنا (1)

فلا تتجنّ الذنب من غير علّةٍ... فربّ تجنّ يورث الحقد و الضّغنا (2)

و إنّي امرؤ محض المودّة مخلصٌ... أصافي خليلي بالذي هو بي أسنى

و إن زلّ يوما في ودادي أقلته... و قارضته في ذاك بالصحبة الحسنا (3)

و هل لي-فدتك النفس-دونك راحة... و أنت شقيق النفس و الأقرب الأدنى

فثق بي و لا تعجل عليّ فإنّني... أدين بما ترضى و أعنى بما تعنى (4)

و لا ذنب لي-فيما علمت-و لم أكن... لأصغي إلى الواشين في قيلهم أذنا

- و قال في الزّهد:

قلت يوما لدار قوم تفانوا... أين سكّانك العزاز علينا

فأجابت: هنا أقاموا قليلا... ثمّ ساروا، و لست أعلم أينا

- و له في العتاب و التقريع:

يا عاتبا لي بالصدو... د، أ لا ذكرت قبيح غدرك

أخليت من قلبي مكا... نا كان معمورا بذكرك

و أنا أحبّك لو وثق‍ـ...ـت و أستديم بقاء عمرك

________________________

١) تجنّى فلان عليك ذنبا: نسب إليك الذنب ظلما. العذل: اللوم. الشحناء: الحقد و العداوة.

٢) الضغن: الحقد الشديد.

3) أقلته (عفوت عن ذنبه) . قارضتّه: بادلته. الحسنا: الحسناء.

4) أعنى: اهتمّ.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.