المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وسائل تأمين المعلمين الصاحين  
  
2162   03:28 مساءً   التاريخ: 3-2-2018
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص297-298
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

أهم الوسائل اللازمة ما يلي (1)

1ـ حسن اختيار الطلاب لمعاهد اعداد المعلمين : لا تودي الأموال الطائلة والجهود الجبارة التي تبذل على اعداد المعلمين إلى النتائج المرجوة إلا إذا أحسن اختيار الطلبة الذين يتقدمون لمهنة التربية والتعليم : فليست الرغبة وحدها كافية لنجاح المعلم في مهنته مستقلاً. ولذا يجب أن نحبب التلاميذ بمهنة التعليم في المدارس الإعدادية والثانوية , وأن نثير حماس ذوي الاستعداد لهذه المهنة, وأن نرغبهم فيها , ويجب أن نتثبت قبل قبول الطلاب لمهنة التعليم, من صحة أجسادهم وحسن أخلاقهم , مقدرتهم العقلية , واستعداداتهم العلمية وصفاتهم الشخصية والاجتماعية , وأيضاً مراقبة المقبولين منهم في المعاهد , ولا سيما في الفترة الأولى للتأكد من صلاحيتهم لهذه المهنة وملاءمتهم لها, وإلا يجب أن يوجهوا وجهة أخرى تلائم ميولهم .

2ـ حسن اختيار الأساتذة لمعاهد إعداد المعلمين: مما يشجع على اجتذاب الطلاب الصالحين للمعاهد وإعدادهم للتعليم بصورة جيدة, أن يكون المعلمون في هذه المعاهد من خيرة أهل الاختصاص, ولا يجوز التساهل بتاتاً. ولعل أفضل مقياس لمستوى المعلمين الذين يتخرجون من هذه المعاهد هو المستوى العلمي والثقافي والمسلكي الذي يتمتع به أساتذتها , فالمعاهد بحاجة إلى اساتذة ناهضين نامين يمتلكون نظرات حصيفة وتفكير ثاقباً , ذوي مكانة علمية عالية, وخبرة تعليمية غريرة ومعرفة بأحوال التدريس وقدرة على بث الأفكار السامية والمثل العليا, غيورين على إصلاح المجتمع , متعاونين على تحقيق أهداف مؤسستهم ونجاحها .

3ـ بث الطمأنينة في نفوس المعلمين : من واجب الدولة والمجتمع أن تتيح للخريجين العاملين في هذه المهنة الحياة العزيزة , لحفظ كرامتهم وانصرافهم كلياً إلى أعمالهم. والمعلم بحكم مهنته محتاج إلى ضرورات عقلية ونفسية ومادية. فهو يحتاج إلى شيء من الفراغ والسعة ويحتاج إلى اقتناء الكتب والمجلات وإلى حضور المؤتمرات, والاشتراك في الجمعيات ومعاشرة المثقفين من المواطنين, وإلى الأسفار من حين لآخر توسيعاً لمعارفه وخبراته. كل ذلك لا يمكنه أن يتم إذا ما ضيق المجتمع عليه سبل معيشته. كما أن المعلم يهمه مستقبله كما يهمه حاضره, ويزداد ذلك كلما تقدم به العمر, وازدادت مسؤولياته العائلية. فإذا لم يكن مرتاح البال مطمئناً على مستقبله ومستقبل عائلته , داخله القلق والخوف المستمران , وهيهات له أن يتفرغ لواجباته المرهقة. يقول طه حسين (يجب أن نطالب بالكرامة والطمأنينة للذين نأملهم على تحقيق العدل بين الناس, حينئذ نستطيع أن نطالب المعلم بأن يخلص لمهمته وينصح تلاميذه, ويحتمل في سبيل ذلك المشقة والجهد والعناء, وحينئذ نقترب من الإيمان بمهمة التعليم . ولعل ذلك يقربنا من إصلاح التعليم شيئاً فشيئاً, ويقربنا من تحقيق الغاية من التعليم)(2) .

4ـ إحلال المعلمين منزلة اجتماعية رفيعة : لم يعد المعلم في المجتمعات المتقدمة مزيلاً للأمية فقط أو مدرساً للعلوم والمعارف , بل هو مكون للشخصيات البشرية وصانع للأمم والشعوب. ولذا لا بد من أن يحتل المكانة الاجتماعية التي تليق به كغيره من التخصصات الأخرى, وأن يحترم رأيه في الشؤون الثقافية والتربوية. وهذه المنزلة تتوقف على المعلم بالدرجة الأولى  فعليه أن يحترم نفسه, وأن يحافظ على شرف مهنته, وأن يكون ذا ثقافة عالية محباً للمجتمع غيوراً على إصلاحه, حتى يحتل مكانه بجدارة.

_____________

1ـ جورج شهلا وآخرون , الوعي التربوي ومستقبل البلاد العربية , بيروت , 1972 , ص365 – 369 .

2ـ طه حسين , مستقبل الثقافة في مصر, الجزء الثاني , دار المعارف بمصر القاهرة , 1966,

ص250 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.