المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الاختبارات والتهيئة النفسية مسؤولية من؟!  
  
2444   03:40 مساءً   التاريخ: 11-12-2021
المؤلف : نادية الحسني
الكتاب أو المصدر : دليل الأسرة السعيدة
الجزء والصفحة : ص202ـ217
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 2860
التاريخ: 16-8-2022 1531
التاريخ: 7-3-2022 1721
التاريخ: 15476

إن للتعليم أهمية كبيرة لما له من مردود إيجابي على كل فرد، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله بطلب العلم قد وضح لنا أهميته كفريضة على كل مسلم ومسلمة، وقيل ((اطلبوا العلم ولو في الصين))، وفي عصرنا هذا المليء بمختلف العلوم والتقنيات والاكتشافات الحديثة أصبح على كل فرد أن يزيد من معلوماته ويتعلم كل ما هو جديد ليواكب العصر الحديث ولكي لا يصبح متخلفاً عن الآخرين، ولذلك اكتسبت هذه السطور أهميتها حيث نسلط الضوء على الاختبارات والتهيئة النفسية مسؤولية من؟!

لا يخفى على أحد تزايد حجم القلق وكثرة التفكير في الفترة التي تسبق الامتحانات حيث هي المرحلة التي تكون فيها التهيئة النفسية للطالب على أشدها وقد تكون هذه التهيئة سلبية وقد تكون إيجابية.

ويمكننا أن نتعامل مع قلق الامتحانات بإيجابية والتخفيف من أعراضه وتوظيفه بشكل يؤدي إلى النجاح لأن وجود القلق في هذه الفترات يعتبر أمراً طبيعياً ولكن الغير طبيعي هو أن يصل الأمر إلى حالة الاكتئاب أو نوبات من البكاء والفزع والامتناع عن تناول الطعام والشراب وقلة النوم وما شابه.

ولكي نستطيع أن نتجاوز هذه المرحلة بسلام يجب على الجميع تحمل مسؤولياته.

ونستطيع تقسيم مسؤولية التهيئة النفسية على الجوانب التالية:

ـ الأسرة.

ـ المدرسة.

ـ الإعلام.

ـ الأصدقاء.

ـ الطالب ذاته.

أولاً ـ الأسرة

كثيراً ما تصاب البيوت بالارتباك والقلق وإعلان حالة الطوارئ قبيل الامتحانات وإن التصرفات التي قد تصدر من الوالدين كمنع الزيارات وإغلاق جهاز التلفاز وأخذ الجوال هي مؤشرات تجعل الأولاد يرتعبون من الاختبارات ويتسلل القلق إلى نفوسهم..

دور الأسرة يجب أن يكون أكبر من كل هذه التصرفات فلا بد من التركيز على النواحي الإيجابية والتحفيزات المطمئنة أكبر من التركيز على قائمة ممنوعات تظهر أيام الامتحانات أو قبلها، والأم خاصة لها مسؤولية مميزة إزاء أبنائها ودراستهم؛ حيث يبرز دور الأم مبكراً في زرع الأسلوب الأمثل للتفكير لدى الأولاد تجاه الدراسة وتحصيل العلم، وإذا تم ذلك فإن دور الأسرة يصبح ثانوياً حينما يكبر الأبناء وتصبح المسؤولية الأساسية ملقاة على عاتق الأولاد.

وبغض النظر إذا تم ذلك أم لم يتم فإن على الأم أن تشعر أولادها بقربها منهم فترة الامتحانات، وألا تنشغل بأمور ثانوية أخرى، وأن تشجعهم دوماً، خاصة إذا كان ثمة تقصير لأحد الأولاد في دراسته خلال السنة فعليها أن تعوض النقص وتشعره أنه بإمكانه أن يتابع، وتذكيره بأن مذكراته هذه هي لإرضاء الله تعالى ولإثبات ذاته وليس من أجل الجامعة أو الشهادة فقط.

كما يقع على الأسرة واجب ضروري في فترات الامتحانات المقبلة وهو عدم إسماع الأولاد أي مشاكل قد تضعف تركيزهم وأن يرفع البيت شعار ((الهدوء والإيجابية)) والحرص على توفير الراحة النفسية لكل أفراد البيت طوال العام، وفي هذا الوقت بالذات، كما يقع على عاتق الوالدين أيضاً توفير الجو المناسب للمذاكرة والغذاء الصحي وإسماع أبنائهم الكلمات التحفيزية والتي تبعث روح التفاؤل في نفوسهم بين الفينة والأخرى.

ثانياً ـ المدرسة

تعتبر المدرسة البيت الثاني بالنسبة للطالب وعليه فإن الإدارة والمعلمين يشكلون عماد المدرسة الأساسي فبهم تستكمل التربية التي بدئت من المنزل لذلك يجب أن يتصف كل من المعلم والإدارة بمواصفات خاصة وعصرية حتى يستطيعوا أن يتفهموا نفسية الطلاب بل يجب أن يتمتعوا بمهارات متجددة تساند المعلم ليستطيع تغيير السلوك الغير صحيح في الاتجاهات المنشودة وتعويد الطلاب على التعليم الذاتي ولن يأتي كل هذا إلا بالخبرة والممارسة الصحيحة، وبالتطوير سواء عن طريق الالتحاق بدورات تثقيفية تقيمها إدارة التعليم أو في المراكز المتخصصة في هذا المجال حتى يكون التطوير ليس على مستوى شرح الدروس فحسب بل إلى صقل الشخصية وكيفية التعامل وفن الاتصال بالآخرين.

يقع على المعلم مسؤولية كبيرة أثناء الامتحانات فبه يحصل الاطمئنان وبه يعم الفزع داخل نفوس الطلاب.

يعمد المعلمون أحياناً لإثارة قلق الامتحانات وذلك عند تهويل قيمة الامتحان واعتباره مرحلة مصيرية في حياة الطالب، وتحدي الطلاب عن طريق وضع أسئلة صعبة ومعقدة والتهديد بترسيب البعض، إضافة إلى الجو العام الذي يخلقه المعلمون في قاعة الامتحانات كعدم السماح بالحديث أو السؤال أو النظر إلا في ورقة الامتحان، ومعالم الوجه العابسة، والتشكيك بحركات الطالب أثناء الامتحان وما إلى هنالك من قيود صارمة تثير القلق والتوتر. ولكي تلعب المدرسة دوراً إيجابياً في التخفيف من قلق الامتحان لا بد أن يتبع المعلمون مجموعة من السلوكيات أهمها:

ـ توجيه الطلاب نحو العادات الدراسية السليمة، ومساعدتهم على تقسيم المادة المطلوبة وفق برنامج زمني معين، يضمن عدم تراكم المادة المطلوبة على الطالب، بل أن تكون عملية المراجعة والدراسة أولاً بأول.

ـ رفع ثقة الطالب بذاته وقدراته، وتدعيمه بين وقت وآخر، وتوجيهه نحو التخصصات العلمية التي يرغب بها والتي تتناسب مع ميوله وقدراته.

ـ تدريب الطلاب على تمارين التنفس والتحكم بالذات والاسترخاء البدني قبل وأثناء الدخول في الامتحان، وشرب الماء مثلاً أو الذهاب إلى دورات المياه.

ـ تدريب الطالب على أداء بعض الامتحانات التجريبية لكسر الحاجز النفسي بينهم وبينها، وخلق بيئة آمنة غير مهددة من قبل المعلمين أثناء تأدية الامتحان.

ـ زرع التفكير الإيجابي عن الامتحان في نفس الطالب ومساعدته على التخلص من الأفكار السلبية عن الامتحانات، وضرب قصص وأمثلة إيجابية عمن تخطوا هذه الامتحانات بجدارة واعتبارهم نموذجاً له، وأن الامتحان هو مجرد وسيلة لقياس أداء الطالب وليس هو الغاية في حد ذاتها.

ثالثاً ـ الإعلام

يعتبر الإعلام بكافة أشكاله المسموع والمقروء والمرئي وسيلة تأثير كبيرة على طالب المدرسة وقد يؤثر الإعلام سلباً أو إيجاباً على الطالب وطريقة تفكيره وهناك برامج تنمية وتوعية مفيدة وهناك برامج لا همَّ لها سوى بث روح اليأس والخنوع والشهوات في النفوس، فيجب على الوالدين أن يعلموا أولادهم كيف يختاروا ما يشاهدونه لا أن يفرضوا عليهم ذلك.

قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] فإجبار الوالدين أبناءهم مشاهدة قناة ما أو برنامج ما دون أن تكون لهم الرغبة في ذلك لن يجلب النتيجة المرجوة بل قد تكون النتيجة عكسية وحدوث نفور وعناد وإصرار على ارتكاب الأخطاء خصوصاً إذا كانت البنت أو الولد في سن المراهقة.

ولأيام الامتحانات وضعية خاصة حيث هي أيام قلائل تتطلب تركيز أكبر من الأيام السابقة حتى ينجح الجميع ويستمتعون بالإجازة.

تنتشر في القنوات الفضائية المختلفة الحديث عن الاختبارات وأهميتها وطرق المذاكرة الصحيحة وكيف يصل الطالب للتفوق والنجاح ووسائل التذكر وغيرها مثل هذه البرامج مفيدة جداً وننصح بمتابعتها لما فيه من تنمية وتطوير خصوصاً إذا جاءت من المختصين، بل يستفيد الطالب من التجارب التي تعرض وأسئلة الاختبارات السابقة وبث روح الطمأنينة والتفاؤل حيث يحتاج الدارس إلى جرعات كبيرة منها في هذه الأيام بالذات.

وتعمد بعض القنوات على إغواء الطلاب ولا يكون همها إلا شغل المشاهد بالكلام الهابط وإثارة الغرائز والتشتيت بل تعمد إلى مخاطبة اللاوعي لدى المشاهد حتى يصبح التأثير أكبر، كما أن هناك قنوات تعرض مباريات كرة القدم الذي يهتم بها فئة الشباب على وجه الخصوص وبالتالي يترك الطالب مذكراته ويتجه لتشجيع الفريق القريب من نفسه ويضيع الوقت دون فائدة.

ـ عزيزي الطالب عزيزتي الطالبة:

اختاري ما تشاهدين بعناية بل واستمتعي وأنت تشاهدين ما يناسب عقيدتك الإسلامية وما يرجع عليك بالنفع والفائدة ولا تشغلي نفسك بما هو دون المستوى، فلإعلام سلاح ذو حدين به الغث والسمين وبكائك وحرصك على نفسك تستطيعين أن تختاري ما يناسبك كفتاة، وأنت أيها الشاب تستطيع أن تشبع عيناك وأذنك وأحاسيسك بما يرجع عليك وعلى مستقبلك بالفائدة.

رابعاً ـ الأصدقاء

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))، الإنسان بطبعه كائن اجتماعي هكذا خلقه الله سبحانه وتعالى لا يقدر على العيش بمفرده بل يتفاعل مع من حوله إيجابياً ليشكل المجتمع المتكامل، والصداقة تعطي الدفء والشعور بالمحبة والراحة في حياة المرء وخاصة إذا أحسنا اختيارهم لأن أشباه الصديق والصداقة السيئة تنتهي بسرعة وكأنها فقاعة صابون.

فالصداقة تجعل الحياة جميلة لأنها تخدم الروح والجسد والعقل.

علينا اكتساب الأصدقاء والعمل على المحافظة عليهم كما قال الإمام علي عليه السلام في حديث له: ((عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء)).

والمعروف أن افتقاد الصداقات والعلاقات مع الناس والأصدقاء يولد الاكتئاب والمرض والتوتر النفسي والكثير من المشاكل الصحية والنفسية. والجلوس منفرداً عقوبة جسمية ونفسية قاسية. لذلك من الخطأ أن يحرم الأهل أبناءهم من تكوين صداقات بل يعلمونهم كيف يختارون الصديق الصدوق ويختبرون ذلك الشخص الذي اختاره ابنهم صديقاً أو ابنتهم زميلة أو صديقة مقربة لها دون أن يشعروا حتى لا تتزعزع الثقة وتصبح هناك فجوة بين الأهل والأبناء.

من هذا المنطلق نكتشف أهمية صديق الخير لأن تأثيره سوف يكون كطبعه، وإذا اقتربنا من أصدقاء السوء فسوف تحل علينا نقمتهم وسوء تصرفاتهم فالإنسان مرآة صديقه.

والصديق يتأثر في صديقه في مجال الدراسة أيضاً كما هي شؤون الحياة الأخرى ((قل لي من صديقك أقل لك من أنت)) فغالباً ما نجد المتفوقين دراسياً مع بعضهم والخافقين مع بعضهم في ناحية أخرى.

فاختر أيها القارئ إلى أي الأطراف تريد أن تنتمي الخافقين أو الناجحين المتفوقين!

ففي أيام الامتحانات على وجه الخصوص يجب الابتعاد عن زيارات الأصدقاء لأنها لن تصب في صالحك بل ستكون مضيعة لوقتك، أمامك إجازة طويلة سوف تستمتع بالأحاديث، أما أيام الامتحانات فهي لك ولمستقبلك فحافظ عليها وانتهز الفرصة فيها فالفرص لا تأتي مرتين. بل وابتعد عن المكالمات التلفونية ذات الأحاديث الجانبية ولا بأس بالاتصال بصديق لتستفهم منه عن أمر ما استعصى عليك، ولكن انتبه لوقتك وحذار أن تضيعه.

وتأكد أن المذاكرة الجماعية مع الأصدقاء لن تعطيك النتائج التي تتمناها لأنه وبلا شك سوف يدخل بها المزاج والنكات والتعليقات وهذا هدر لوقتك المحدود.

خامساً ـ الطالب ذاته

إن مسؤولية الأهل، في مجال توفير أفضل الأجواء لأولادهم يقابلها واجبات الأولاد، وإلا ذهبت الجهود هباءً! ففي المنزل على الأولاد التقيد بموجبات احترام الأهل والتجاوب معهم، والثقة المطلقة بهم ومصارحتهم، وعدم التسبب بالمشاكل غير المبررة في المنزل، بل السعي إلى توفير أجواء مريحة للجميع، عن طريق تفهّم حاجات الإخوة أيضاً ومصادقتهم خصوصاً أثناء الامتحانات المدرسية. ولا بد من التصرف داخل المنزل بكل انضباط ومسؤولية والتقيّد بتعليمات الأهل ونصائحهم، والتعامل مع الواجبات المدرسية بكل جدية والسعي الصادق للنجاح.

وبما أن النجاح بتفوق بيدك عزيزي الطالب عليك باتباع ما يلي:

قبل الامتحان:

ـ عدم التوتر أو القلق أو الخوف، لأن الامتحان ليس مهمة مستحيلة، فما شُرح في الصف وعُولج في الكتاب هو الذي سيُطرح أثناء الامتحان.

ـ استخدام الأقلام الفسفورية أثناء المذاكرة فهي تساعد على التركيز خصوصاً اللون الأصفر فهو يشد الانتباه.

ـ المذاكرة بطريقة عمل الخرائط الذهنية.

ـ الثقة بالنفس، والتفكير بأن النجاح يُعزز الشخصية، ويجعل الإنسان فخوراً بنفسه، ويُسعد الأهل والأحباء، ويُمهد لبناء مستقبل مشرق.

ـ وضع برنامج زمني واضح للدرس، على أن يتم ذلك بمساعدة الأهل والأساتذة، كي لا يضيع الوقت سدى.

ـ اختيار مكان ملائم للدرس، سواء من حيث الإضاءة والتهوية والابتعاد عن الضجيج.

ـ الجلوس بطريقة صحيحة أثناء الدرس، فالاستلقاء على السرير ليس وضعية جيدة للوصول إلى التركيز.

ـ التحضير جيداً للامتحان، وعدم ((الاستهتار)) بأي موضوع أو الاتفاق مع الزملاء على تجاوزه لعدم أهميته، فجميع المواضيع مهمة ومفيدة طالما شُرحت من قبل الأستاذ، ولا يمكن لأي شخص التكهن بما يمكن أن يطرح من أسئلة أثناء الامتحان، لذلك يجب عدم المجازفة على الإطلاق.

ـ قراءة المواضيع ((الصعبة)) أكثر من مرة، والطلب من الأستاذ أو الأهل إعادة شرحها إذا لزم الأمر للتركيز عليها كما يجب.

ـ عدم إرهاق النفس أثناء الدرس ((مواصلة الليل بالنهار)) وأخذ استراحة عند الشعور بعدم القدرة على التركيز جيداً على المواضيع التي تتم دراستها.

ـ عدم خلط المواد الدراسية ببعضها البعض واعتماد طريقة متسلسلة ومريحة للدرس.

ـ تناول وجبات غذائية بصورة منتظمة وعدم استبدالها بالسندويشات السريعة أو البطاطا أو القهوة، بل يُفضل تناول العصير الطبيعي والفواكه والمياه المعدنية.

ـ النوم جيداً والابتعاد عن السهر لمدة طويلة، لأن ذلك يُرهق الذهن ويؤثر على صفائه واستعداده لاستيعاب المعلومات العديدة.

أثناء الامتحان:

ـ تناول وجبة فطور قبل الذهاب إلى الامتحان، لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة وعدم التأخر في الوصول إلى مكان الامتحان.

ـ عدم التشويش على الزملاء، والحرص على الهدوء وعدم إثارة الضجة.

ـ قراءة الأسئلة أكثر من مرة وبكل هدوء وروية.

ـ عدم البدء بالإجابة، إلا بعد مرور خمس دقائق على الأقل، للتثبت من فهم السؤال المطروح وكيفية الإجابة عليه، لأن بعض الأسئلة تكون متشابهة ونتيجة التسرع ((تضيع)) الإجابة الصحيحة المطلوبة.

ـ عدم التوتر في حال انسحاب أو اضطراب بعض التلامذة، بل التركيز على ورقة الأسئلة السهلة في البداية وعدم إضاعة الوقت في حال ((مواجهة)) أي سؤال صعب!

ـ قراءة السؤال الصعب مرة أخرى، فأحيانا يعتقد البعض بأنه لا يعرف الجواب، ولكن سرعان ما يكشف بأنه درس السؤال جيداً.

ـ استغلال كامل الوقت المخصص للامتحان، لأن الأستاذ الذي وضع الأسئلة قد حدد الوقت اللازم للإجابة فلا يجوز الاعتقاد بأنها أسهل أو أصعب من اللزوم.

ـ قراءة الأجوبة جيداً ومراجعتها قبل تسليم الورقة، وكذلك التأكد من كتابة الاسم وغيره من المعلومات المدوّنة على ورقة الامتحان.

ـ عند العودة إلى المنزل فأول ما يجب التفكير به هو نسيان الامتحان الذي انتهى، والتركيز على ((اليوم الآخر)) من الامتحان.

وقبل الختام ابتعد كل البعد عن الايحاءات السلبية مثل:

ـ أنا فاشل في الدراسة.

ـ هذه المادة صعبة.

ـ مستحيل أحصل على امتياز.

ـ أنا ما لي غير تقدير مقبول.

ـ هذه المادة تسد نفسي.

ـ هذا الأستاذ كرهني في مادته.

بل يجب عليك الحديث مع ذاتك بإيحاءات إيجابية مثل:

ـ الأسئلة سهلة وواضحة وبسيطة.

ـ إن الله تعالى لا يضيع عمل عامل ولا يخيب أمل آمل.

ـ النجاح حليفي دائماً.

ـ أنا أستاهل امتياز.

ـ أنا قدها وقدود.

ـ أيام قليلة وأستمتع بالراحة.

ـ من يتعب في البداية يجني ثمار النهاية.

ـ أنا واثق من نفسي.

اكتب مثل هذه الجمل في ورقة وعلقها في مكان مذاكرتك أو مكان تراه عينيك دائماً بشعور وبلا شعور سوف تقرأ مثل هذه الكلمات وهنا سوف تحدث عملية برمجة للعقل اللاواعي وتأكد أن كل ما تفكر به تحصل عليه.

ـ وأخيراً:

يا طلابنا الأعزاء أنتم الأمل.. فكما أن الأم تهز المهد بيدها اليمنى تهز العالم بيدها الأخرى مكونة أسرة صالحة مبنية على أسس سليمة فمتى ما صلح العماد أقيم البيت ومتى ما رسخت جذور النبتة في تربة الحياة زاد جذعها متانة وكثرت أغصانها وباتت مقاومة للرياح مهما بلغت سرعتها وشدتها، لا تستغربون حديثي فتاريخكم يشهد لكم بالكثير، فها هي فرصة بناء جيل متماسك متعاون تشبثت بكم فلا تضيعها بإضاعة أوقاتكم في غير تحصيل علم نافع أو عمل صالح، ولا تسلمنا زمام أنفسكم لشهوات عابرة وتقليد أعمى مريض، فالإنسان بلا علم ولا دراية كالشجرة بلا ماء، وكلما زاد استيعابك لما تدرسه وحرصت على تطبيقه كلما كانت فرصتك في تكوين أسرة كريمة أكبر بل وتكون مبنية على أسس متينة.

يا أمل الأمة ويا حاملات لواء التقدم ويا حفيدات خديجة والزهراء وزينب، ويا أحفاد محمد وعلي والحسن والحسين أناديكم لأن تكونوا الباريين المتفوقين والصالحين، لم أكتب هذه الكلمات إلا لأستل من أنفسكم وحشة العام الدراسي والاختبارات المقبلة، ولأقرب في أنفسكم مسافات الطمأنينة بعطائكم ودعوتكم وحرصكم على الخير في كل مكان، ولأبصركم على ما أنتم مقبلون عليه من مشروع بناء ذواتكم الصالحة، ولا تنشغلون بالتقليد الأعمى، ولا تكونوا المتأثرين بل المؤثرين، ولا تكونوا المحركين بل المتحركين.. التزموا الأنظمة والأحكام الشرعية المستمدة من كتاب الله عز وجل وتراث ومنهج أهل البيت، ولتخلصوا النية لله في طلب العلم ولتتوكلوا عليه فمن توكل عليه كفاه وبالتوفيق لكم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.