المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التلقيح insemination والإخصاب fertilization في الابقار
2024-11-01
الحمل ونمو الجنين في الابقار Pregnancy and growth of the embryo
2024-11-01
Elision
2024-11-01
Assimilation
2024-11-01
Rhythm
2024-11-01
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31

Past Perfect
30-3-2021
Platyhelminthes
28-10-2015
توزيع الأمطار على سطح اليابس
1-1-2016
Bessel Function Neumann Series
24-3-2019
انحناء اﻟﻤﺠال curvature of field
25-7-2018
الوصف النباتي للسدر (النبق)
7-1-2016


ولادة الكاظم (عليه السلام) ‏و اسمه و كنيته و لقبه  
  
3372   02:15 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص239-241.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / الولادة والنشأة /

ولد (عليه السلام)  في يوم الأحد في السابع من شهر صفر سنة  128هـ في الابواء منزل بين مكة و المدينة اسمه الشريف موسى، و كنيته المشهورة أبو الحسن و أبو ابراهيم، و ألقابه الكاظم و الصابر و الصالح و الأمين، و لقبه المشهور الكاظم، و ذلك لكثرة كظمه الغيظ و عدم دعائه على أعدائه مع ما لقى منهم حتى ان الامام (عليه السلام)  حينما كان في السجن كانوا ينصتون إليه في الخفاء رجاء ان يسمعوا منه دعاء عليهم إلّا انهم لم يسمعوا ذلك منه قط .

قال ابن الاثير و هو من متعصبي أهل السنّة  : و كان يلقّب الكاظم لأنّه كان يحسن الى من يسي‏ء إليه، و كان هذا عادته ابدا .

قد قال له أصحابه تقية  : العبد الصالح أو الفقيه أو العالم و غير ذلك، و يعرف بباب الحوائج عند الناس، و التوسّل به لشفاء الامراض الظاهريّة و الباطنيّة سيّما وجع الاعضاء و العين نافع و مجرّب .

و كان نقش خاتمه (عليه السلام) : حسبي اللّه و على رواية  الملك للّه وحده ، و كانت أمّه حميدة المصفّاة ، من الأشراف الأعاظم و كان الامام الصادق (عليه السلام)  يقول  : حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتى أدّيت إليّ كرامة من اللّه لي و الحجّة من بعدي‏ .

روى الشيخ الكليني و القطب الراوندي و غيرهما  : انّه دخل ابن عكاشة بن محصن‏ الأسدي على أبي جعفر (عليه السلام) و كان أبو عبد اللّه (عليه السلام) قائما عنده فقدّم إليه عنبا، فقال : حبّة حبّة يأكله الشيخ الكبير و الصبي الصغير، و ثلاثة و أربعة من يظنّ أنّه لا يشبع و كله حبّتين حبّتين فإنّه يستحب .

فقال لأبي جعفر (عليه السلام) : لأيّ شي‏ء لا تزوّج أبا عبد اللّه (عليه السلام) فقد أدرك التزويج ؟ قال : و بين يديه صرّة مختومة، فقال : أما إنّه سيجي‏ء نخّاس من أهل بربر فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصرّة جارية ، قال : فأتى لذلك ما أتى، فدخلنا يوما على أبي جعفر (عليه السلام) فقال : ألا أخبركم عن النخّاس الذي ذكرته لكم؟ قد قدم فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرّة منه جارية .

قال : فأتينا النخّاس، فقال : قد بعت ما كان عندي الّا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأخرى ، قلنا : فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما ، فقلنا : بكم تبيعنا هذه الجارية المتماثلة ؟ قال : بسبعين دينارا، قلنا : أحسن، قال : لا أنقص من سبعين دينارا، قلنا له : نشتريها منك بهذه الصرّة ما بلغت و لا ندري ما فيها .

و كان عنده رجل أبيض الرأس و اللحية قال : فكّوا الخاتم وزنوا، فقال النخّاس : لا تفكّوا فانّها إن نقصت حبة من سبعين دينارا لم أبايعكم، فقال الشيخ : ادنوا، فدنونا و فككنا الخاتم و وزنّا الدنانير فإذا هي سبعون دينارا لا تزيد و لا تنقص، فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر (عليه السلام) و جعفر (عليه السلام) قائم عنده.

فأخبرنا أبا جعفر (عليه السلام) بما كان فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال لها : ما اسمك ؟ قالت : حميدة، فقال : حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة.

أخبريني عنك أبكر أم ثيّب ؟ قالت : بكر، قال: كيف و لا يقع في أيدي النخّاسين شي‏ء الّا أفسدوه، فقالت : قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلّط اللّه عليه رجلا أبيض الرأس و اللحية ، فلا يزال يلطمه حتى يقوم عنّي ، ففعل بي مرارا و فعل الشيخ به مرارا.

فقال : يا جعفر خذها إليك، فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر (عليه السلام) ‏ .

يقول المؤلف : الظاهر عندي من بعض الروايات انّها كانت في غاية العلم و الفقاهة و التبحر في أحكام الدين حتى ان الامام الصادق (عليه السلام) كان يأمر النساء بالرجوع إليها في أخذ الأحكام ؛ و روى الشيخ الكليني و الصفّار و غيرهما عن أبي بصير انّه قال : كنت مع أبي عبد اللّه (عليه السلام) في السّنة التي ولد فيها ابنه موسى (عليه السلام) فلمّا نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبد اللّه (عليه السلام) الغداء و لأصحابه، و اكثره و أطابه، فبينا نحن نتغدّى إذ أتاه رسول حميدة : أنّ الطلق قد ضربني، و قد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا .

فقام أبو عبد اللّه (عليه السلام) فرحا مسرورا فلم يلبث أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنّه، فقلنا : أضحك اللّه سنّك و أقرّ عينيك ما صنعت حميدة؟ فقال : وهب اللّه لي غلاما و هو خير من برأ اللّه و لقد خبّرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها.

قلت : جعلت فداك و ما خبّرتك عنه حميدة ؟ قال : ذكرت انّه لمّا وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء، فأخبرتها انّ تلك امارة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و امارة الامام من بعده .  

و روى الشيخ البرقي في المحاسن عن منهال القصاب قال :  رجت من مكة و أنا أريد المدينة، فمررت بالأبواء و قد ولد لأبي عبد اللّه (عليه السلام) ، فسبقته إلى المدينة و دخل بعدي بيوم فأطعم الناس ثلاثا ، فكنت آكل فيمن يأكل ، فما آكل شيئا إلى الغد حتى أعود فاكل ، فمكثت بذلك ثلاثا أطعم حتى أرتفق‏ ثم لا أطعم شيئا إلى الغد .

قيل للصادق (عليه السلام)  : ما بلغ بك من حبّك ابنك موسى ؟ قال : وددت أن ليس لي ولد غيره‏ حتى لا يشركه في حبّي له أحد .

و روى الشيخ المفيد عن يعقوب السرّاج انّه قال : دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) و هو واقف على رأس أبي الحسن موسى (عليه السلام) و هو في المهد، فجعل يسارّه طويلا، فجلست حتى فرغ ، فقمت إليه فقال : أدن إلى مولاك فسلّم عليه ، فدنوت فسلّمت عليه ، فردّ عليّ بلسان فصيح ، ثم قال لي : اذهب فغيّر اسم ابنتك التي سمّيتها أمس، فانّه اسم يبغضه اللّه.

و كانت ولدت لي بنت فسمّيتها بالحميراء ، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام)  : انته إلى أمره ترشد، فغيّرت اسمها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.