المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تورية في المذهب!
25-3-2018
The subjects on phonology
2024-02-09
أدلة مشروعية اللعان
8-5-2017
تفرع الساق Branching of stems
16-2-2017
الرفق في الاحاديث الشريفة
19-4-2016
رحلة البحث عن المحركات الأبدية عند محمد بن منكلي (القرن 8هـ/14م)
2023-05-23


شعر الحميري واقرار ابن ابي سفيان  
  
3298   02:41 صباحاً   التاريخ: 21-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج1,ص30-32.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

 أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين في شوّال سنة اثنتي عشر وخمسمئة ، قال : حدّثني أبو عبد الله محمد بن الحسن الخزاعي ، قال : حدّثنا أبو الطيب علي بن محمد بن بنان  ، قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكري  من كتابه ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق ببغداد من كتابه ، قال : حدّثنا محمد بن دينار الظبي .

قال : حدّثنا عبد الله بن الضحاك ، قال : حدّثنا هشام بن محمد ،عن أبيه قال : اجتمع الطرماح وهشام المرادي ومحمد بن عبد الله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان ، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه وقال  : يا معشر شعراء العرب قولوا قولكم في علي بن أبي طالب ولا تقولوا إلاّ الحقّ وأنا نفي من صخر بن حرب إن أعطيتُ هذه البدرة إلاّ مَن قال الحقّ في علي ، فقام الطرماح وتكلّم في علي (عليه السلام) ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلِس فقد عرف الله نيّتك ورأى مكانك ، ثمّ قام هشام المرادي .

فقال : أيضاً ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلِس مع صاحبك فقد عرف الله مكانكما .  

فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري وكان خاصاً به : تكلّم ولا تقل إلاّ الحقّ ، ثمّ قال : يا معاوية ، قد آليت أن لا تعطي هذه البدرة إلاّ لمن قال الحقّ في علي .

قال : نعم أنا نفي بن صخر بن حرب إن أعطيتها منهم إلاّ مَن قال الحقّ في علي .

فقام محمد بن عبد الله فتكلّم ثمّ قال :

بـحـقّ  مـحمد قـولوا بـحقّ            فـإنّ  الإفـك مـن شـيم اللئام

أبَـعـد  مـحمّد بـأبي وأُمّـي             رسـول الله ذي الـشرف الهمام

ألـيس  عـلي أفضل خلق ربّي         وأشـرف عـند تـحصيل الأنام

 

ولايـتـه هـي الإيـمان حـقاً             فـذرني  مـن أبـاطيل الـكلام  
وطـاعـة ربّـنا فـيها وفـيها            شـفـاء لـلقلوب من الـسقام

 

عـلـي  إمـامنا بـأبي وأُمّـي           أبـو الـحسن المطهَّر من حرام

 

إمــام هـدىً أتـاه الله عـلماً            بـه  عُـرِف الحلال من الحرام
ولـو أنّـي قـتلت الـنفس حبّاً          لـه مـا كـان فـيها مـــن آثام

 

عـليٌّ مـدمّر الأبـطال لمّا              رأوا في كفّه لمع الحسام

على آل الرسول صلاة ربّي          صـلاة  بـالكمال وبـالتمام

فقال معاوية : أنت أصدقهم قولاً ، فخذ هذه البدرة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.