المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



سبق أمير المؤمنين (عليه السلام) للإسلام  
  
3800   09:46 صباحاً   التاريخ: 8-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص80-81 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

الشيء الذي اتّفق عليه المؤرّخون والرواة أنّ الإمام (عليه‌ السلام) أوّل من آمن بالنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) واستجاب لدعوته عن وعي وإيمان وقد قال (عليه‌ السلام) : لقد عبدت الله تعالى قبل أن يعبده أحد من هذه الامّة ؛ وقال (عليه‌ السلام) : كنت أسمع الصّوت وابصر الضّوء سنين سبعا ورسول الله صامت ما اذن له في الإنذار والتّبليغ ؛ ومعنى هذا الحديث أنّه سلام الله عليه في سنّه المبكّر كان يسمع صوت جبرئيل ويبصر ضوءه قبل أن يبلّغ النبيّ رسالته ويشيعها بين الناس ؛ وقد أجمع الرواة أنّ الإمام (عليه‌ السلام) لم تدنّسه الجاهلية بأوثانها ولم تلبسه من مدلهمّات ثيابها فلم يسجد لصنم قطّ كما سجد غيره يقول المقريزي : أمّا عليّ ابن أبي طالب الهاشمي فلم يشرك بالله قطّ وذلك أنّ الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمّه سيّد المرسلين , وقد أسلم الإمام وأسلمت معه أمّ المؤمنين الصدّيقة الطاهرة خديجة فقد احتضنت الإسلام وآمنت بقيمه وأهدافه وقدّمت في سبيله جميع ما تملكه من الثراء العريض , وقد تحدّث الإمام (عليه‌ السلام) عن إيمانه وإيمان خديجة بالإسلام بقوله : ولم يجمع بيت يومئذ واحد في الإسلام غير رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وخديجة وأنا ثالثهما . وقال ابن عباس : كان عليّ أوّل من آمن من الناس بعد خديجة ؛ وقال  ابن إسحاق : كان عليّ أوّل من آمن بالله وبمحمّد رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) , إنّ سبق الإمام إلى اعتناق الإسلام ممّا اتّفق عليه الرواة والمؤرّخون وقد كان عمره الشريف حينما أسلم سبع سنين وقيل : تسع سنين إلاّ أنّ التأمّل في تربية النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) له يقضي بأنّه أسلم في وقت مبكّر من حياته وعلى أي حال فقد أعلن باعتزاز وفخر سبقه إلى الإسلام قائلا : أنا الصّدّيق الأكبر والفاروق الأوّل أسلمت قبل إسلام أبي بكر وصلّيت قبل صلاته .

ونسب إليه من الشعر بذلك قوله :

سبقتكم إلى الإسلام طرّا          غلاما ما بلغت أوان حلمي

وشاعت هذه الكرامة للإمام في جميع الأوساط الإسلامية وافتخر بها خيار صحابة الإمام يقول هاشم المرقال في صفّين :

مع ابن عمّ أحمد المعلّى          فيه الرّسول بالهدى استهلاّ

أوّل من صدّقه وصلّى            فجاهد الكفّار حتّى أبلى

وقال سعيد بن قيس وهو من أفاضل أصحاب الإمام :

وابن عمّ المصطفى                أوّل من أجاب لمّا أن دعا

وأعلن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أنّ الإمام (عليه‌ السلام) هو أوّل من آمن به فقد قال لأصحابه : أوّلكم واردا عليّ الحوض أوّلكم إسلاما عليّ بن أبي طالب , وعلى أي حال فسبق الإمام إلى الإسلام قد اتّفق عليه المسلمون وهو وسام شرف وفخر للإمام (عليه‌ السلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.