اتخذت السياحة في العصر الحديث ثلاث مراحل متميزة. اولاها تشمل عصر النهضة وفترة الكشوف الجغرافية الحديثة لأنحاء العالم. وثانيتهما تمثل الثورة الصناعية والإصلاح الديني وثورة النقل عوامل دفعت بالسياحة الى آفاق جديدة. وكانت المرحلتان مقومات مبدئية للنقلة الحديثة للسياحة من سياحة الطبقة الواحدة الى السياحة الجماعية.

وتميزت المرحلة بالتطورات والعوامل التي أدت بتبلور المنطقة الحضارية الرئيسية الحالية التي تميز السياحة. فان كانت الأراضي الرومانية في البحر المتوسط هي المنطقة الرئيسية للسياحة في العصر القديم، والمناطق العربية الإسلامية هي مناطقها في العصور الوسطى فان مناطق الحضارة الاوربية هي التي تهيمن على الحركة السياحية بأنواعها سواء في مناطق انتشار العناصر الاوربية وحضارتهم ونفوذهم او في المناطق الأخرى من العالم.

واتخذت السياحة مظهرا عالميا وليس بصورة إقليمية كما كان الحال من قبل. ولم يكن ليتسنى ذلك دون التعرف على انحاء العالم وانتشار الحضارة الاوربية اليه وثورة النقل التي قربت المسافات وربطت بين الانحاء المتباعدة من العالم.

بالإضافة الى العوامل الأخرى الرئيسية من الوفرة ووقت الفراغ والرغبة.

ويمكننا ان نقسم تطور السياحة في هذه الفترة الى ثلاثة مراحل متباينة هي:

أ- عصر النهضة.

ب- فترة الثورة الصناعية.

جـ- السياحة المعاصرة.

عصر النهضة:

وبالإضافة الى السياحة الدينية فقد كان طلب المعرفة المكانية احد المظاهر الرئيسية لهذه الفترة. وقد تم التعرف ابانها على المسطحات المائية والطرق الملاحية الرئيسية عبر العالم وكذلك الوصول الى داخلية الأراضي الامريكية. وقد شهدت حرصا على التعلم وازدهار الجامعات. وكان للحركات الدينية المسيحية اثرها في الحركة السياحية، اضف الى ذلك الاهتمام بالرحلة بغرض تحقيق المتعة والبهجة.