كانت الوفرة المادية والعقيدة الدينية من اكبر العوامل التي اثرت في اتجاهات السياحة والترويح في مصر. وكانت ضروب فنون الرقص والرياضة من الممارسات الترويحية المحببة للمصري، وارتحل المصري لزيارة قبور الموتى وتقديم القرابين, ومنذ الالف الثالث قبل الميلاد كانت مصر قبلة المرتحلين من العالم المعروف.

لقد جاؤوا لمشاهدة الاهرامات وغيرها من الغرائب التي تميزت بها هذه البلاد الغنية المتحضرة, وقدم الى مصر الرحالة والعلماء من الاغريق للمشاهدة والتعليم على ايدي العلماء والكهنة, فقد زارها (هيرودوت) أبو التاريخ, كما ان فلاسفة الاغريق بدءا من طاليس اول الحكماء السبعة حتى افلاطون ارتحلوا في مصر.

وقد كان للمصريين رحلاتهم الخارجية في معاملاتهم مع المناطق المحيطة. فكانت لهم اتصالاتهم بالحضارة المسينية في كريت وساحل فينيقيا وجنوب فلسطين وبلاد بونت وكذلك الحال مع بلاد كوش في جنوب مصر وبلاد يام في غرب السودان ويذكر هيرودوت متشككا قيام المصريين برحلة حول القارة الافريقية عام 600ق م. وقد ابحرت هذه الرحلة حول القارة من الشرق الى الغرب وعادت الى مصر بطريق أعمدة هرقل (جبل طارق) بعد ثلاث سنوات (راجع الكشوف الجغرافية للمؤلف).