أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2018
4185
التاريخ: 11-6-2022
1945
التاريخ: 4-6-2016
2100
التاريخ: 19-6-2017
2581
|
التصحر كمشكلة عالمية :
تعد ظاهرة التصحر من اخطر المشاكل البيئية التي اسهم الانسان في السنوات الاخيرة في ابرازها ، لسوء استغلاله للموارد الطبيعية في المناطق الجافة ، شبه الجافة وحتى الرطبة ، بحيث اصبحت هذه المشكلة لم تقتصر على منطقة دون اخرى ، مما دفع ذلك
بالأمم المتحدة الى عقد مؤتمرات عديدة حول هذه الظاهرة وكان اقدمها المؤتمر الذي عقد في نيروبي بكينيا عام (1977) لبحث هذه المشكلة ، وقد خرج هذا المؤتمر للجمعية العامة للأمم المتحدة بعدد من القرارات لمكافحة هذه المشكلة والقضاء عليها حتى عام 2000 م .
وقد اظهر تقرير الامم المتحدة بنيروبي ان حوالي (630) مليوناً من سكان العالم القاطنين في الاقاليم الجافة وشبه الجافة يتهددهم خطر التصحر.
كما دلت الابحاث كذلك على ان الصحراء تتسع رقعتها في العالم ألاف الكيلومترات سنوياً، وليس ادل على سرعة انتشار هذه الظاهرة الخطيرة من ان الحزام الجنوبي للصحراء الافريقية الكبرى قد شهد خلال الخمسين سنة الاخيرة تحول (650) الفاً من الكيلومترات المربعة من الاراضي المنتجة الى صحراء تامة وهذه مساحة تعادل ثلاثة اضعاف مساحة بريطانيا.
تغطي الاراضي الجافة جزءاً من سطح الارض يتراوح بين ( 36.33%) من سطح اليابس ويصل الى اكثر من(46) مليون كيلومتر مربع ، وتتوزع الاراضي الجافة على قارات العالم كافة.
كما يتوضح في الجدول (1) وتشكل لنا مظاهر التصحر مشاكل بيئية خطيرة اخذت تواجه جميع دول العالم وانها بدأت تزداد خطورة في جميع انحاء المعمورة وبمعدلات متسارعة .
تقدر مساحة الاراضي التي تخرج سنوياً من نطاق الاراضي الزراعية حوالي (50.000كم2) , كما تقدر نسبة الاراضي المعرضة للتصحر بـ(40%) من مساحة اليابس واغلب المناطق المعرضة للتصحر تقع في الدول النامية من افريقيا، اسيا وامريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
ويقدر برنامج الامم المتحدة للبيئة قيمة الانتاج الذي يفقد سنوياً من الدول النامية بسبب التصحر اكثر من(16) مليار دولار.
وقد كان الوطن العربي ضحية لهذه المشكلة وتعرضت دول كثيرة منه الى تدهور اراضيها بسبب وقوعها في ضمن مناطق شبه صحراوية متاخمة للصحراء الكبرى التي تشكل الغالبية العظمى من مساحة اراضيه بالإضافة الى صحراء الجزيرة , وبذلك نجد ان ما مقداره (31.66) مليون هكتار من ترب الوطن العربي تعرضت للتدهور و تعد هذه
المساحة كبيرة مقارنة بمساحة الاراضي الزراعية في الوطن العربي .
تشير الارقام الى ان حوالي (357000 كم2) من الاراضي الزراعية او الصالحة للزراعة، أي نحو حوالي ( 18%) من مساحته الكلية والبالغة 1.98 مليون كم2 اصبحت واقعة تحت تأثير مشكلة التصحر.
بدأت في الآونة الاخيرة وخاصة خلال مدة ما بعد الثمانينات ظاهرة التصحر بالتفاقم وتعاظمت اثارها السلبية على كافة الاصعدة البيئية، الاجتماعية والاقتصادية والسبب في ذلك يعود بشكل اساسي الى الزيادة الكبيرة لعدد السكان، وزيادة الطلب على الغذاء والتوسع العمراني على حساب الاراضي الزراعية، والتكثيف غير المرشد في استثمار الاراضي الى غير ذلك من جوانب الضغط على موارد الاراضي.
ويمكن ان نورد عدداً من الامثلة على مشكلة التصحر منها ما يحدث في المناطق الواقعة على اطراف الصحراء الكبرى في كل من مصر و ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والاقطار المجاورة والتي شهدت تحول (560.000 كم2) من اراضيها الى ارض متصحرة خلال (50 سنة) فقط، وفي السودان خطر جبهة التصحر تقدم بمعدل (90 – 100 كم) في السنة، خلال السنوات الاخيرة ، وان مساحة (1%) من الاراضي المروية في العراق تتملح سنوياً وتصبح ضمن نطاق الاراضي المتصحرة، وكذلك في سوريا فان نسبة الاراضي المتملحة تقارب (50%) من الاراضي الزراعية.
وتعد مخاطر التصحر كبيرة وواضحة ، اذ ان عملية التصحر تتزايد بسرعة مخيفة، وهي كالسرطان الذي ينتشر بسرعة في جسم الانسان، اذ ان الاراضي القابلة للتصحر تشبه الاجسام الضعيفة التي يتربص بها الداء اسرع من غيرها لملاءمة جميع الظروف لتصحرها, فالتصحر يقوض خصوبة الاراضي في العالم، مع حدوث خسائر في الانتاجية تصل نسبتها (50%) في عدد من المناطق، ويسهم التصحر في انعدام الامن الغذائي والمجاعة والفقر، ويمكن ان يتسبب في حدوث مشاكل اجتماعية و اقتصادية وسياسية، يمكنها ان تحدث صراعات ومزيداً من الفقر وتدهور الاراضي، وتشير التقديرات الراهنة الى ان ما يزيد على ما يقرب من المليون من البشر معرضون لمشكلة التصحر، وفي هذه الحالة فان حوالي (135) مليون شخص معرضون لخطر هذه المشكلة خاصة سكان المناطق الريفية في الدول النامية اولاً والتي تقع في ضمن الخصائص المناخية الجافة و شبه الجافة وحتى الرطبة ثانياً , وقد كان هذا احد العوامل الذي دفع بالأمم المتحدة والجمعية العامة فيها الى ان اعلنت ان تكون سنة (2006م) سنة دولية للصحارى والتصحر, لما تشكله هذه المشكلة من مخاطر على العالم مما يتطلب ذلك دراسة اسبابها ووضع الحلول لمعالجة الأثار التي ترافقها.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|