أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-01-2015
3329
التاريخ: 27-10-2015
4756
التاريخ: 15-3-2016
2810
التاريخ: 9-5-2016
3492
|
[عندما جيء بأبن ملجم الى أمير المؤمنين (عليه السلام)] قال له الحسن (عليه السلام) : هذا عدوّ اللّه و عدوّك ابن ملجم قد أمكننا اللّه منه و قد حضر بين يديك.
ففتح أمير المؤمنين (عليه السلام) عينيه و نظر إليه و قال له بضعف و انكسار صوت: يا هذا لقد جئت عظيما و ارتكبت أمرا عظيما و خطبا جسيما، أبئس الامام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟ ألم أكن شفيقا عليك و آثرتك على غيرك و أحسنت إليك و زدت في اعطائك؟ ألم يكن يقال لي فيك كذا و كذا فخلّيت لك السبيل و منحتك عطائي و قد كنت أعلم انّك قاتلي لا محالة؟ و لكن رجوت بذلك الاستظهار من اللّه تعالى عليك يا لكع و علّ ان ترجع عن غيّك، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقيّ الاشقياء.
فدمعت عينا ابن ملجم لعنه اللّه تعالى و قال : يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار؟.
قال له : صدقت، ثم التفت (عليه السلام) الى ولده الحسن (عليه السلام) و قال له : ارفق يا ولدي بأسيرك و ارحمه، و أحسن إليه و أشفق عليه، ألا ترى الى عينيه قد طارتا في أمّ رأسه و قلبه يرجف خوفا و رعبا و فزعا.
فقال له الحسن (عليه السلام): يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك و أنت تأمرنا بالرفق فيه؟.
فقال له : نعم يا بني! نحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا الّا كرما و عفوا، و الرحمة و الشفقة من شيمتنا لا من شيمته، بحقّي عليك أطعمه يا بنيّ مما تأكله، و اسقه مما تشرب، فان أنا متّ فاقتص منه ولا تحرقه بالنار، و لا تمثل بالرجل، فانّي سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول : «اياكم و المثلة و لو بالكلب العقور».
وان انا عشت فانا أولى بالعفو عنه، و أنا أعلم بما أفعل به، فان عفوت فنحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا الّا عفوا و كرما.
ثم حملوه (عليه السلام) الى البيت و هو في غاية الضعف و الناس حوله في البكاء و النحيب و قد اشرفوا على الهلاك من شدة البكاء، و أخذ ابن ملجم فأوثّق و حبس في البيت.
ثم التفت الى الحسين (عليه السلام) وهو يبكي فقال له:
يا ابتاه من لنا بعدك؟ لا كيومك الّا يوم رسول اللّه (صلى الله عليه واله)من أجلك تعلمت البكاء، يعزّ و اللّه عليّ أن أراك هكذا، فناده (عليه السلام) فقال : يا حسين يا ابا عبد اللّه ادن منّي، فدنا منه و قد قرحت أجفان عينيه من البكاء، فمسح الدموع من عينيه، ووضع يده على قلبه و قال له:
«يا بني ربط اللّه قلبك بالصبر وأجزل لك ولإخوتك عظيم الاجر، فسكّن روعتك وهدأ من بكائك، فانّ اللّه قد آجرك على عظيم مصابك» ثم أدخل (عليه السلام) الى حجرته و جلس في
محرابه.
ثم اقبلت زينب و أم كلثوم حتى جلستا على الفراش، و أقبلتا تندبانه و تقولان : «يا ابتاه من للصغير حتى يكبر؟ و من للكبير بين الملاء؟ يا ابتاه حزننا عليك طويل و عبرتنا لا ترقأ».
فضجّ الناس من وراء الحجرة بالبكاء و النحيب، و فاضت دموع أمير المؤمنين (عليه السلام) عند ذلك، و جعل يقلّب طرفه و ينظر الى أهل بيته و أولاده ثم دعا الحسن و الحسين (عليهما السّلام) و جعل يحضنهما و يقبلهما.
وروى الشيخ المفيد و الطوسي عن أصبغ بن نباتة قال : لما ضرب ابن ملجم لعنه اللّه أمير المؤمنين (عليه السلام) غدونا عليه نفر من أصحابنا، أنا و الحارث و سويد بن غفلة و جماعة معنا فقعدنا على الباب فسمعنا البكاء فبكينا فخرج إلينا الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال: «يقول لكم أمير المؤمنين انصرفوا الى منازلكم».
فانصرف القوم غيري فاشتد البكاء من منزله فبكيت و خرج الحسن (عليه السلام) و قال: «ألم أقل لكم انصرفوا؟».
فقلت : لا و اللّه يا ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)لا تتابعني نفسي و لا تحملني رجلي أن أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين (عليه السلام).
قال: فبكيت، فدخل و لم يلبث أن خرج فقال لي : أدخل، فدخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فاذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف و اصفر وجهه ما ادري وجهه أصفر أو العمامة فاكببت عليه فقبلته و بكيت فقال لي : «لا تبك يا أصبغ فانّها و اللّه الجنّة».
فقلت له : جعلت فداك انّي أعلم و اللّه انّك تصير الى الجنّة و إنمّا أبكي لفقداني اياك وأغمي على أمير المؤمنين (عليه السلام) ساعة، و كذلك كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله)يغمى عليه ساعة طويلة و يفيق أخرى، لانّه (صلى الله عليه واله)كان مسموما، فلمّا أفاق ناوله الحسن (عليه السلام) قعبا من لبن فشرب منه قليلا ثم نحّاه عن فيه و قال: «احملوه الى أسيركم».
ثم وصّى الحسن (عليه السلام) كرّة أخرى بمطعمه و مشربه .
وروى الشيخ المفيد و غيره انّه : لما أتوا بابن ملجم الى السجن قالت له أم كلثوم: يا عدو اللّه قتلت أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال : انما قتلت أباك.
قالت : يا عدو اللّه انّي لأرجو أن لا يكون عليه بأس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|