المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

أنـواع الحـوافــز المـاديــة
2023-04-19
أساليب اللامركزية الإدارية
25-9-2018
تفسير الاية (28-31) من سورة ابراهيم
26-7-2020
Polygon Circumscribing
11-2-2020
شروط الانسحاب من المنظمات الدولية وفقا لمواثيقها
20-6-2016
العنف لدى الأطفال
20/11/2022


بيان غسله وتكفينه وتشيعيه ودفنه  
  
3456   01:38 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص255-258.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

قال محمد بن الحنفيّة : ثم أخذنا في جهازه ليلا، و كان الحسن (عليه السلام) يغسله و الحسين (عليه السلام) يصبّ الماء عليه، و كان (عليه السلام) لا يحتاج الى من يقلّبه، بل كان يتقلّب كما يريد الغاسل يمينا و شمالا، و كانت رائحته (عليه السلام) أطيب من رائحة المسك و العنبر.

ثم نادى الحسن (عليه السلام) و قال: يا أختاه هلمّي بحنوط جدّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فبادرت زينب مسرعة حتى أتت بسهمه (عليه السلام) الفاضل من سهم رسول اللّه و ابنته فاطمة (صلوات اللّه عليهم) و الذي جاء به جبرئيل إليهم من الجنّة.

فلمّا فتحه فاحت الدار و جميع الكوفة و شوارعها لشدّة رائحة ذلك الطيب، ثم لفّوه بخمسة

أثواب، و وضعوه على السرير و تقدم الحسن و الحسين (عليهما السّلام) الى السرير من مؤخره (بحكم وصية أبيهم (عليه السلام) و اذا مقدمه قد ارتفع و كان حامله جبرئيل و ميكائيل و ساروا به الى ظهر الكوفة الى النجف.

وأراد بعض الناس مشايعتهم فأمرهم الحسن (عليه السلام) بالرجوع و كان الحسين (عليه السلام) يقول:

لا حول و لا قوّة الّا باللّه العلي العظيم يا أباه وا انقطاع ظهراه، من أجلك تعلّمت البكاء.

قال محمد بن الحنفية : و اللّه لقد نظرت الى السرير و انّه ليمرّ بالحيطان و النخل فتنحني له خشوعا.

ووفقا لرواية أمالي الشيخ الطوسي‏ انّه : مروا بجنازة أمير المؤمنين (عليه السلام) بقائم الغريّ- وهو بناء عتيق يشبه العمود و يقال له العلم أيضا فانحنى القائم لتعظيم جثمان أمير المؤمنين (عليه السلام) و احترامه، كما انحنى سرير أبرهة لعبد المطلب حينما دخل عليه.

والآن بني مسجد مكان ذلك القائم يسمّى بمسجد الحنّانة في شرق النجف.

فلمّا انتهت الجنازة الى القبر فاذا مقدمها قد وضع، فوضع الحسن (عليه السلام) مؤخرها، ثم قام وصلّى عليه و الجماعة خلفة، فكبّر سبعا كما أمره أبوه (عليه السلام) ثم زحزح السرير و كشف التراب فاذا بقبر محفور و لحد مشقوق و ساجة منقودة مكتوب عليها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم «هذا ما حفره نوح النبي لعليّ وصي محمد (صلى الله عليه واله)قبل الطوفان بسبعمائة عام».

وفي رواية أخرى كان مكتوب عليها : «هذا ما ادّخره له جدّه نوح النبي للعبد الصالح الطاهر المطهر».

فلمّا أرادوا نزوله سمعوا هاتفا يقول : «أنزلوه الى التربة الطاهرة فقد اشتاق الحبيب الى الحبيب».

وأيضا نادى مناد : «أحسن اللّه لكم العزاء في سيدكم و حجة اللّه على خلقه».

وعن الباقر (عليه السلام) قال : دفن (عليه السلام) بناحية الغريين، و دفن قبل طلوع الفجر و دخل قبره الحسن و الحسين و محمد بنو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) و عبد اللّه بن جعفر .

ثم أخذ اللبنة من عند الرأس بعد ما أشرجا عليه اللبن : فاذا ليس في القبر شي‏ء فاذا هاتف يهتف : أمير المؤمنين (عليه السلام) كان عبدا صالحا، فألحقه اللّه بنبيّه و كذلك يفعل بالاوصياء بعد الأنبياء، حتى لو أنّ نبيّا مات بالمشرق و مات وصيّه بالمغرب لألحق الوصي بالنبي.

وروى صاحب كتاب مشارق الأنوار عن الحسن (عليه السلام) انه قال : قال أمير المؤمنين لنا: اذا وضعتماني في الضريح فصليا ركعتين قبل أن تهيلا عليّ التراب، و انظرا ما يكون، فلما وضعاه في الضريح المقدّس فعلا ما أمرا به، و نظرا فاذا بالضريح مغطّي بثوب من سندس، فكشف الحسن (عليه السلام) مما يلي وجه أمير المؤمنين فوجد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و آدم و إبراهيم يتحدّثون مع أمير المؤمنين (عليه السلام) و كشف الحسين (عليه السلام) ممّا يلي رجليه فوجد الزهراء و حوّاء و مريم و آسية (عليهن السلام) ينحن على أمير المؤمنين و يندبنه‏ .

ولمّا ألحد أمير المؤمنين (عليه السلام) وقف صعصعة بن صوحان العبدي (رضي اللّه عنه) على القبر، و وضع إحدى يديه على فؤاده و الأخرى قد أخذ بها التراب و يضرب به رأسه، ثم قال : بأبي أنت و أمّي يا أمير المؤمنين! هنيئا لك يا ابا الحسن، فقد طاب مولدك، و قوي صبرك، و عظم جهادك، و ظفرت برأيك، و ربحت تجارتك، و قدمت على خالقك، (فكان يكرر من قبيل هذه الكلمات) حتى بكى بكاء شديدا و أبكى كل من كان معه، و عدلوا الى‏ الحسن و الحسين و محمد و جعفر و العباس و يحيى و عبد اللّه (عليهم السّلام) فعزّوهم في ابيهم (صلوات اللّه عليه).

ثم رجع أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) و شيعتهم الى الكوفة، فلما طلع الصبح و بزغت الشمس أخرجوا تابوتا من دار أمير المؤمنين (عليه السلام) و أتوا به الى المصلّى بظاهر الكوفة ثم تقدم الحسن (عليه السلام) و صلّى عليه، و حمله على ناقة و سيّرها الى المدينة .

و قيل : قد أنشد عبد اللّه بن عباس هذه الأشعار في رثاء أمير المؤمنين (عليه السلام):

و هزّ عليّ بالعراقين لحيته‏                 مصيبتها جلّت على كل مسلم‏

و قال سيأتيها من اللّه نازل‏                 و يخضبها أشقى البريّة بالدم‏

فعاجله بالسيف شلّت يمينه‏                 لشؤم قطام عند ذاك ابن ملجم‏

فيا ضربة من خاسر ضلّ سعيه‏           تبوّأ منها مقعدا في جهنّم‏

ففاز أمير المؤمنين بحظّه‏                  و ان طرقت احدى الليالي بمعظم‏

ألا إنمّا الدنيا بلاء و فتنة                   حلاوتها شيبت بصبر و علقم‏

و قيل انّه لما وصل خبر استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى معاوية، قال: انّ الاسد الذي كان يفترش ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه، ثم تمثل بهذا الشعر و قال:

قل للأرانب ترعى أينما سرحت‏            و للظباء بلا خوف و لا وجل‏

و روى الشيخ الكليني و ابن بابويه (رحمهما اللّه) و غيرهما بأسانيد معتبرة انّه:

لمّا كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ارتجّ الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي (صلى الله عليه واله)و جاء رجل باكيا و هو مسرع مسترجع و هو يقول:

(انّا للّه و انّا إليه راجعون) اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: رحمك اللّه يا أبا الحسن كنت اول القوم إسلاما (و ذكر كثير من‏ فضائله (عليه السلام).

و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى و بكى اصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله)ثم طلبوه فلم يصادفوه‏ .

يقول المؤلف: كان ذلك الرجل الهرم الخضر (عليه السلام)، و قد ذكرت كلماته التي تكون بمنزلة الزيارات لأمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابي الموسوم بالهديّة في باب زياراته (عليه السلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.