المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Jean Nicolas Pierre Hachette
8-7-2016
صيغة خلطة العمل التصميمية - طبقة الاساس المعالجة بالاسمنت
2023-09-25
القوة المؤثرة على شحنة متحركة
21-4-2016
الغذاء (الهلام) الملكي
30-11-2015
شروط الفسخ الاتفاقي
21-6-2018
التنازع
17-10-2014


كيف وهي قتلة واحدة ؟..  
  
2642   01:05 مساءً   التاريخ: 19-12-2017
المؤلف : السيد محمد بحر العلوم .
الكتاب أو المصدر : من مدرسة الامام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص89-92.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

تُرِكَ عمرو يعاني عذاب الأمويين، حتى ورد أمر معاوية لهذا الطاغي فعقد المجلس له، وأتي به، وهو يجر نفسه جرا؛ لثقل الحديد الذي كبل به، وأوقفه في حرارة الشمس، وهو الشيخ الذي ذرف على الثمانين، والناس محتشدون، كأن على رؤوسهم الطير، يستمعون إلى حكم معاوية.
وارتقى عامل الموصل عبد الرحمن بن عثمان المنبر، وأعلن أنه سيقرأ كتاب معاوية، وامتدت الأعناق إليه تتطلع إلى الحكم، وأرهفت الآذان، وظللت المجلس سحابة حزن قاتمة، ثم قرأ الكتاب: 
إلى عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عامل أمير المؤمنين معاوية في الموصل لقد أمر معاوية أن أكتب لك في أمر عمرو بن الحمق الخزاعي، الخارج على طاعة الأمويين، والموالي لأبي تراب، فقد أمر بأن تخيره إما أن يتبرأ من علي، ويسبه ويمدح الأمويين ويذكر محاسنهم، وإما أن تطعنه تسع طعنات؛ لأنه زعم أنه طعن عثمان تسع طعنات بمشاقص معه، وابعث إلي برأسه؛ لأرسله إلى معاوية والسلام.
واصفرت الوجوه، وبلغت القلوب الحناجر، وراقبت العيون هذا الشيخ الأسير الذي يسمع الحكم على نفسه، وهو يقابله بمعنوية عالية، أصلب من الحديد، فلم يبد عليه أي اضطراب.
ويصيح ابن أم الحكم بعمرو: أجب أي الأمرين تختار؟.
رد عمرو وهو ثابت الجنان قوي الشكيمة : لقد خابت ظنونكم، وماتت آمالكم أما البراءة من علي فلا لأني أعلم أنه على الحق، وأن معاوية وصحبه على الباطل، وأما القتل فأنا مستعد له ومتقبله، وسأقف غدا بين يدي الله ورسوله وعلي، اقتص ظلامتي من طاغية الأمويين معاوية.
وتقدم الجلاد إلى عمرو بن الحمق لينفذ فيه أمر سيده والمشاهدون يكبرون بطولته، فطلب منه أن يمهله دقائق؛ كي يصلي ركعتين، ولكن عبد الرحمن أمر جلاده بأن ينفذ أمره ولا يدعه يصلي، وكان ما أراد، ولفظ عمرو بن الحمق أنفاسه في الطعنة الثانية، وقفز هو من على سريره، وحز رأسه، وأرسله إلى زياد، ثم أرسل زياد الرأس إلى معاوية.
وبلغ البريد معاوية، وهو في مجلسه، ووضع رأس عمرو بن الحمق بين يديه، وقرأ كتاب زياد:
لقد امتنع عمرو من البراءة من علي، فنفذنا فيه أمرك .
ورمق معاوية الرأس طويلا، ورعدة خفيفة مشت في أوصاله ثم تمتم وقال: إني أخاف حتى أشباحهم، وأمر بأن يحمل الرأس إلى السجن ليوضع أمام زوجته آمنة .
وهكذا تنتهي حياة هذا الصحابي الجليل الذي وقف مع النبي في بعض غزواته، ووقف إلى جنب علي (عليه السلام) في جميع وقائعه، ورثاه الإمام الحسين وهو يكتب إلى معاوية: أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه، واصفر لونه، بعد ما آمنته، وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك، واستخفافا بذلك العهد .
رحمك الله يا عمرو، فقد أديت واجبك تجاه عقيدتك، ودافعت عنها دفاع الأبطال، وكان موقفك الرائع درسا للأجيال، تعرفهم كيف تكون التضحية عند الفدائي أيسر من اليسير.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.