أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-01-2015
3413
التاريخ: 7-01-2015
3637
التاريخ: 5-5-2016
3201
التاريخ: 7-01-2015
3491
|
تُرِكَ عمرو يعاني عذاب الأمويين، حتى ورد أمر معاوية لهذا الطاغي فعقد المجلس له، وأتي به، وهو يجر نفسه جرا؛ لثقل الحديد الذي كبل به، وأوقفه في حرارة الشمس، وهو الشيخ الذي ذرف على الثمانين، والناس محتشدون، كأن على رؤوسهم الطير، يستمعون إلى حكم معاوية.
وارتقى عامل الموصل عبد الرحمن بن عثمان المنبر، وأعلن أنه سيقرأ كتاب معاوية، وامتدت الأعناق إليه تتطلع إلى الحكم، وأرهفت الآذان، وظللت المجلس سحابة حزن قاتمة، ثم قرأ الكتاب:
إلى عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عامل أمير المؤمنين معاوية في الموصل لقد أمر معاوية أن أكتب لك في أمر عمرو بن الحمق الخزاعي، الخارج على طاعة الأمويين، والموالي لأبي تراب، فقد أمر بأن تخيره إما أن يتبرأ من علي، ويسبه ويمدح الأمويين ويذكر محاسنهم، وإما أن تطعنه تسع طعنات؛ لأنه زعم أنه طعن عثمان تسع طعنات بمشاقص معه، وابعث إلي برأسه؛ لأرسله إلى معاوية والسلام.
واصفرت الوجوه، وبلغت القلوب الحناجر، وراقبت العيون هذا الشيخ الأسير الذي يسمع الحكم على نفسه، وهو يقابله بمعنوية عالية، أصلب من الحديد، فلم يبد عليه أي اضطراب.
ويصيح ابن أم الحكم بعمرو: أجب أي الأمرين تختار؟.
رد عمرو وهو ثابت الجنان قوي الشكيمة : لقد خابت ظنونكم، وماتت آمالكم أما البراءة من علي فلا لأني أعلم أنه على الحق، وأن معاوية وصحبه على الباطل، وأما القتل فأنا مستعد له ومتقبله، وسأقف غدا بين يدي الله ورسوله وعلي، اقتص ظلامتي من طاغية الأمويين معاوية.
وتقدم الجلاد إلى عمرو بن الحمق لينفذ فيه أمر سيده والمشاهدون يكبرون بطولته، فطلب منه أن يمهله دقائق؛ كي يصلي ركعتين، ولكن عبد الرحمن أمر جلاده بأن ينفذ أمره ولا يدعه يصلي، وكان ما أراد، ولفظ عمرو بن الحمق أنفاسه في الطعنة الثانية، وقفز هو من على سريره، وحز رأسه، وأرسله إلى زياد، ثم أرسل زياد الرأس إلى معاوية.
وبلغ البريد معاوية، وهو في مجلسه، ووضع رأس عمرو بن الحمق بين يديه، وقرأ كتاب زياد:
لقد امتنع عمرو من البراءة من علي، فنفذنا فيه أمرك .
ورمق معاوية الرأس طويلا، ورعدة خفيفة مشت في أوصاله ثم تمتم وقال: إني أخاف حتى أشباحهم، وأمر بأن يحمل الرأس إلى السجن ليوضع أمام زوجته آمنة .
وهكذا تنتهي حياة هذا الصحابي الجليل الذي وقف مع النبي في بعض غزواته، ووقف إلى جنب علي (عليه السلام) في جميع وقائعه، ورثاه الإمام الحسين وهو يكتب إلى معاوية: أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه، واصفر لونه، بعد ما آمنته، وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك، واستخفافا بذلك العهد .
رحمك الله يا عمرو، فقد أديت واجبك تجاه عقيدتك، ودافعت عنها دفاع الأبطال، وكان موقفك الرائع درسا للأجيال، تعرفهم كيف تكون التضحية عند الفدائي أيسر من اليسير.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|