المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كلام الحيتان لأمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
3620   01:53 مساءً   التاريخ: 7-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص265.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2022 1962
التاريخ: 5-01-2015 3559
التاريخ: 29-4-2016 3145
التاريخ: 4-3-2022 1745

ما رواه نقلة الآثار، واشتهر في أهل الكوفة لاستفاضته بينهم، وانتشر الخبر به إلى من عداهم من اهل البلاد فأثبته العلماء من كلام الحيتان له في فرات الكوفة، وذلك انهم رووا: ان الماء طغى في الفرات، وزاد حتى اشفق أهل الكوفة من الغرق، ففزعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله)، وخرج والناس معه حتى أتى شاطئ الفرات، فنزل (عليه السلام) فأسبغ الوضوء وصلي منفردا بنفسه والناس يرونه ثم دعى الله بدعوات سمعها اكثرهم، ثم تقدم إلى الفرات متوكئاً على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء، وقال انقص بأذن الله ومشيئته فغاض الماء حتى بدت الحيتان في قعره، فنطق كثير منها بالسلام عليه بأمرة المؤمنين، ولم ينطق منها أصناف من السمك وهى: الجري، و المار ماهي، والزمار، فتعجب الناس لذلك، وسئلوا عن علة نطق ما نطق، وصمت ما صمت؟ فقال: أنطق الله لى ما طهر من السموك، وأصمت عنى ما حرمه و نجسه وبعده.

وهذا خبر مستفيض، شهرته بالنقل والرواية كشهرة كلام الذئب للنبي (صلى الله عليه واله) وتسبيح الحصى في كفه، وحنين الجذع اليه، واطعام الخلق الكثير من الزاد القليل، ومن رام طعنا فيه فهو لا يجد من الشبهة في ذلك إلا ما يتعلق به الطاعنون فيما عددناه من معجزات النبى (صلى الله عليه واله).

وقد روى حملة الآثار ورواة الاخبار ايضا من حديث الثعبان، والآية فيه والاعجوبة مثلما رووه من حديث كلام الحيتان ونقص ماء الفرات.

فرووا ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كان ذات يوم يخطب على منبر الكوفة، إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر وجعل يرقى حتى دنى من أمير المؤمنين (عليه السلام)، فارتاع الناس لذلك وهموا بقصده، ودفعه عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فأومأ اليهم بالكف عنه، فلما صار على المرقاة التى عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) قائم، انحنى إلى الثعبان وتطاول الثعبان اليه، حتى التقم اذنه وسكت الناس وتحيروا لذلك، فنق نقيقا سمعه كثير منهم ثم انه زال عن مكانه وأمير المؤمنين (عليه السلام) يحرك شفتيه، والثعبان كالمصغي اليه، ثم انساب وكان الارض ابتلعته، وعاد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى خطبته فتممها فلما فرغ منها ونزل اجتمع الناس اليه، يسئلونه عن حال الثعبان والاعجوبة فيه؟.

فقال لهم: ليس ذلك كما ظننتم، انما هو حاكم من حكام الجن التبست عليه قضيته، فصار الي يستفهمنى عنها، فأفهمته اياها ودعى لى بخير وانصرف.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.