أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2017
2397
التاريخ: 5-10-2017
4830
التاريخ: 18-10-2017
2385
التاريخ: 6-12-2017
10952
|
كانت ساعات يوم عاشوراء تقترب نحو العصر ، دقيقة بعد دقيقة ، والإمام الحسين (عليه السلام) يعلم باقتراب تلك اللحظة التي يفارق فيها الحياة بأفجع صورة وأفظع كيفية.
وها هو ينتهز تلك اللحظات ليقوم بما يلزم ، فقد جاء ليودع ولده البار المريض : الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام).
وكانت السيدة زينب (عليها السلام) ـ والتي تفايضت صحيفة أعمالها بالحسنات ـ قد أضافت إلى حسناتها حسنةً أخرى ، وهي تمريض الإمام زين العابدين (عليه السلام) وتكفل شؤونه.
ودخل الإمام الحسين على ولده في خيمته ، وهو طريح على نطع الأديم ، فلا سرير ولا فراش وثير ، قد امتص المرض طاقات بدنه ، لا طاقات روحه المرتبطة بالعالم الأعلى.
فدخل عليه ، وعنده السيدة زينب تمرضه ، فلما نظر علي بن الحسين إلى أبيه أراد أن ينهض فلم يتمكن من شدة المرض ، فقال لعمته :
سنديني إلى صدرك ، فهذا ابن رسول الله قد أقبل .
فجلست السيدة زينب خلفه ، وسندته إلى صدرها.
فجعل الإمام الحسين (عليه السلام) يسأل ولده عن مرضه ، وهو يحمد الله تعالى ، ثم قال : يا أبت ما صنعت اليوم مع هؤلاء المنافقين؟
فقال له الحسين (عليه السلام) : يا ولدي إستحوذ عليهم الشيطان ، فأنساهم ذكر الله ، وقد شب القتال بيننا وبينهم ، حتى فاضت الأرض بالدم منا ومنهم .
فقال : يا أبتاه أين عمي العباس؟
فلما سأل عن عمه إختنقت السيدة زينب بعبرتها ، وجعلت تنظر إلى أخيها كيف يجيبه؟ لأنه لم يخبره ـ قبل ذلك ـ بمقتل العباس خوفاً من أن يشتد مرضه.
فقال : يا بني إن عمك قد قتل ، وقطعوا يديه على شاطئ الفرات .
فبكى علي بن الحسين بكاءً شديداً حتى غشى عليه ، فلما افاق من غشيته جعل يسأل أباه عن كل واحد من عمومته ، والحسين (عليه السلام) يقول له : قتل.
فقال : وأين أخي علي ، وحبيب بن مظاهر ، ومسلم بن عوسجة وزهير بن القين؟
فقال له : يا بني! إعلم أنه ليس في الخيام رجل إلا أنا وأنت ، وأما هؤلاء الذين تسأل عنهم فكلهم صرعى على وجه الثرى.
فبكى علي بن الحسين بكاءً شديداً ، ثم قال ـ لعمته زينب ـ : يا عمتاه علي بالسيف والعصا.
فقال له أبوه : وما تصنع بهما؟
قال : أما العصا فاتوكأ عليها ، وأما السيف فأذب به بين يدي أبن رسول الله (صلى الله عليه واله) فإنه لا خير في الحياة بعده.
فمنعه الحسين (عليه السلام) عن ذلك وضمه إلى صدره ، وقال له : يا ولدي! أنت أطيب ذريتي ، وأفضل عترتي ، وأنت خليفتي على هؤلاء العيال والأطفال ، فإنهم غرباء ، مخذولون ، قد شملتهم الذلة ، واليتم ، وشماتة الأعداء ، ونوائب الزمان.
سكتهم إذا صرخوا ، وآنسهم إذا استوحشوا ، وسل خواطرهم بلين الكلام ، فإنه ما بقي من رجالهم من يستأنسون به غيرك ، ولا أحد عندهم يشتكون إليه حزنهم سواك.
دعهم يشموك وتشمهم ، ويبكوا عليك وتبكي عليهم .
ثم لزمه بيده وصاح بأعلى صوته : يا زينب! ويا أم كلثوم ، ويا رقية! ويا فاطمة!
إسمعن كلامي ، وأعلمن أن إبني هذا خليفتي عليكم وهو إمام مفترض الطاعة .
ثم قال له : يا ولدي بلغ شيعتي عني السلام ، وقل لهم : إن أبي مات غريباً فاندبوه ، ومضى شهيداً فابكوه .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|