أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2017
![]()
التاريخ: 6-10-2017
![]()
التاريخ: 18-10-2017
![]()
التاريخ: 5-12-2017
![]() |
ختم معاوية حياته الملوّثة بالجرائم والموبقات بفرض ولده يزيد خليفة على المسلمين ، وقد استخدم جميع الوسائل المنحطّة في جعل الخلافة في أبنائه وتحويلها إلى ملك عضوض لا محلّ فيه لأي قيمة من القيم الدينية .
وقد ورث يزيد صفات جدّه أبي سفيان وأبيه معاوية من النفاق والغدر ، والطيش والعداء للإسلام .
يقول السيد مير علي الهندي : وكان يزيد غدّاراً كأبيه ، ولكن ليس داهية مثله ، كانت تنقصه القدرة على تغليف تصرفاته القاسية بستار من اللباقة الدبلوماسية الناعمة ، وكانت طبيعته المنحلّة ، وخُلقه المنحطّ لا تتسرّب إليهما شفقة ولا عدل ؛ كان يقتل ويعذّب نشداناً للمتعة واللذّة التي يشعر بهما وهو ينظر إلى آلام الآخرين ، وكان بؤرة لأبشع الرذائل ، وها هم ندماؤه من الجنسين خير شاهد على ذلك ، لقد كانوا من حثالة المجتمع .
لقد كان يزيد مستهتراً بعيداً عن جميع القيم الإنسانيّة ، لا يحفل بما يقترفه من الموبقات والرذائل ، وحسبه أنّه حفيد أبي سفيان وابن معاوية الذئب الجاهلي . ووصفه المؤرّخون بأنّه كان مُعرّى من كلّ صفة إنسانيّة ، وأنّه جاهلي بما تحويه هذه الكلمة من معنى .
ومن مظاهر استهتاره ولعه بشرب الخمر ، ويعزو بعض المؤرّخين سبب وفاته إلى أنّه شرب خمراً كثيراً حتّى أولد فيه انفجاراً في دماغه ، ومن أنّه كان ولعاً بالقرود ، فكان له فهد يجعله بين يديه ويُكنّيه بأبي قيس ، ويسقيه فضل كأسه ، ويقول : هذا شيخ من بني إسرائيل أصابته خطيئة فمُسخ .
وكان يحمله على أتان وحشية ويرسله مع الخيل في حلبة السباق ، فحمله يوماً فسبق الخيل ، فسرّ بذلك ,
وجعل يقول :
تمسّك أبا قيس بفضل زمامها ... فليس عليها إن سقطت ضمانُ
فقد سبقت خيلَ الجماعة كلَّها ... وخـيلَ أمـير المؤمنين أتانُ
وأرسله مرّة في حلبة السباق فطرحته الريح فمات ، فحزن عليه حزناً شديداً ، وأمر بتكفينه ودفنه ، وأوعز إلى أهل الشام أن يعزّوه بمصابه الأليم بهذا الفقيد العزيز ، ورثاه بهذه الأبيات :
كـم مـن كرامٍ وقوم ذو محافظةٍ ... جـاؤوا لـنا لـيعزّوا في أبي قيسِ
شـيخ الـعشيرة أمضاها و أحملها ... على الرؤوس وفي الأعناق والريسِ
لا يـبعد الله قـبراً أنـت سـاكنه ... فـيه جـمالٌ وفيه لحيةُ التيسِ
وشاع بين الناس ولعه بالقرود ، وقد هجاه [الشاعر] ابن تنوخ بقوله :
يزيد صديق القرد ملّ جوارنا ... فـحنّ إلى أرض القرود يزيدُ
فـتبّاً لـمَنْ أمسى علينا خليفةً ... صحابته الأدنون منه قرودُ
وكان كلفاً بالصيد لاهياً به ، وكان يُلبس كلاب الصيد الأساور من الذهب والجلال المنسوجة منه ، ويهب لكلّ كلب عبداً يخدمه .
لقد كان يزيد عنواناً لكلّ رذيلة وموبقة ، وهو أخبث إنسان على وجه الأرض ، وأصبح علماً للانحطاط الخُلقي والظلم الاجتماعي ، وحيث ما ذكر اسمه فإنّه مثال للفساد والاستبداد ، والتهتك والخلاعة ، وقد ذكرنا المزيد من صفاته ونزعاته في كتابنا (حياة الإمام الحسين) .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|