المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



انطباعات عن شخصية الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام )  
  
906   01:02 صباحاً   التاريخ: 2023-05-03
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص21-28
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) /

احتلّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) المنزلة الرفيعة في قلوب المسلمين لما تحلّوا به من درجات عالية من العلم والفضل والتقوى والعبادة فضلا عن النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) في الحث على التمسّك بهم والأخذ عنهم .

والقرآن الكريم - كما نعلم - قد جعل مودّة أهل البيت وموالاتهم أجرا للرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) على رسالته كما قال تعالى : قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى[1].

غير أن الحكّام والخلفاء الذين تحكّموا في رقاب الأمة بالسيف والقهر حاولوا طمس معالمهم وإبعاد الأمة عنهم بمختلف الوسائل والطرق ثم توّجوا أعمالهم بقتلهم بالسيف أو بدس السمّ .

ومع كل ما فعله الحكّام المنحرفون عن خطّ الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، لم يمنعهم ذلك السلوك العدائي من النصح والارشاد للحكّام وحل الكثير من المعضلات التي واجهتها الدولة الإسلامية على امتداد تأريخها بعد وفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وحتى عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) .

وقد حجبت عنّا الكثير من مواقفهم وسيرهم إما خشية من السلطان أو لأن من كتب تأريخنا الإسلامي إنّما كتبه بذهنية أموية ومداد عبّاسي لأنه قد عاش على فتات موائد الحكام المستبدّين .

ونورد هنا جملة من أقوال وشهادات معاصري الإمام ( عليه السّلام ) وانطباعاتهم عن شخصيّته النموذجيّة التي فاقت شخصيته جميع من عاصره من رجال وعلماء الأمة الإسلامية .

1 - شهادة المعتمد العباسي :

كانت منزلة الإمام معروفة ومشهورة لدى الخاصة والعامة كما كانت معلومة لدى خلفاء عصره .

فقد روي أن جعفر بن علي الهادي طلب من المعتمد أن ينصبه للإمامة ويعطيه مقام أخيه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بعده فقال له المعتمد : « اعلم أن منزلة أخيك لم تكن بنا وإنما كانت باللّه عزّ وجل ، ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه ، وكان اللّه يأبى إلّا أن يزيده كل يوم رفعة بما كان فيه من الصيانة وحسن السمت والعلم والعبادة وإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا ، وإن لم تكن عندهم بمنزلته ولم يكن فيك ما كان في أخيك ، لم نغن عنك في ذلك شيئا »[2].

2 - شهادة طبيب البلاط العباسي :

كان بختيشوع ألمع شخصية طبية في عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) فهو طبيب الأسرة الحاكمة ، وقد احتاج الإمام ذات يوم إلى طبيب فطلب من بختيشوع أن يرسل إليه بعض تلامذته ليقوم بذلك ، فاستدعى أحد تلاميذه وأوصاه أن يعالج الإمام ( عليه السّلام ) وحدّثه عن سموّ منزلته ومكانته العالية ثم قال له : « طلب مني ابن الرضا من يقصده فصر إليه ، وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء ، فاحذر أن لا تعترض عليه في ما يأمرك به »[3].

3 - أحمد بن عبيد اللّه بن خاقان :

كان عامل الخراج والضياع في كورة قم ، وأبوه عبيد اللّه بن خاقان أحد أبرز شخصيات البلاط السياسية وكان وزيرا للمعتمد ، وكان أحمد بن عبيد اللّه أنصب خلق اللّه وأشدهم عداوة لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسرّ من رأى - سامراء - ومذاهبهم وأقدارهم عند السلطان ، فقال أحمد بن عبيد اللّه : « ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا ( عليهم السّلام ) ، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القوّاد والوزراء والكتّاب وعوام الناس » .

وينقل أحمد هذا قصة شهدها في مجلس أبيه إذ دخل عليه حجابه فقالوا له : إن ابن الرضا - أي الإمام العسكري ( عليه السّلام ) - على الباب فقال بصوت عال :

ائذنوا له ، فقال أحمد : تعجبت ما سمعت منهم ، انهم جسروا حيث يكنون رجلا على أبي بحضرته ولم يكن يكنّى عنده إلّا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى ، فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة ، جميل الوجه ، جبير البدن ، حدث السن فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطى ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم ولا بالقواد ولا بأولياء العهد ، فلما دخل عانقه وقبل وجهه ومنكبيه وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه .

ثم يقول أحمد : ولما جلس أبي بعد أن صلى جئت فجلست بين يديه فقال : يا أحمد ألك حاجة ؟ فقلت : نعم يا أبه إن أذنت سألتك عنها ؟ فقال : قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت .

فقلت له : يا أبه من كان الرجل الذي أتاك بالغداة وفعلت به ما فعلت من الإجلال والاكرام والتبجيل ، وفديته بنفسك وبأبويك ؟

فقال : يا بني ذاك إمام الرافضة ، ذاك ابن الرضا ، فسكت ساعة ثمّ قال :

يا بني لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، فإنّ هذا يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه لرأيت رجلا جليلا نبيلا خيرا فاضلا[4].

4 - كاتب الخليفة المعتمد :

روي عن أبي جعفر أحمد القصير البصري قال : حضرنا عند سيدنا أبي محمد ( عليه السّلام ) بالعسكر فدخل عليه خادم من دار السلطان ، جليل فقال له :

أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك : كاتبنا أنوش النصراني يريد أن يطهر ابنين له ، وقد سألنا مساءلتك أن تركب إلى داره وتدعو لابنه بالسلامة والبقاء ، فأحب أن تركب وأن تفعل ذلك فإنا لم نجشمك هذا العناء إلّا لأنه قال : نحن نتبرك بدعاء بقايا النبوة والرسالة .

فقال مولانا ( عليه السّلام ) : الحمد للّه الذي جعل النصارى أعرف بحقنا من المسلمين .

ثم قال : أسرجوا لنا ، فركب حتى وردنا أنوش ، فخرج إليه مكشوف الرأس حافي القدمين ، وحوله القسيسون والشماسة والرهبان ، وعلى صدره الإنجيل ، فتلقاه على بابه وقال للإمام ( عليه السّلام ) يا سيدنا أتوسل إليك بهذا الكتاب الذي أنت أعرف به منا إلّا غفرت لي ذنبي في عناك وحق المسيح عيسى بن مريم وما جاء به من الإنجيل من عند اللّه ، ما سألت أمير المؤمنين مسألتك هذه إلّا لأنّا وجدناكم في هذا الإنجيل مثل المسيح عيسى بن مريم عند اللّه .

فقال الإمام ( عليه السّلام ) : أما ابنك هذا فباق عليك ، وأما الآخر فمأخوذ عنك بعد ثلاثة أيام - أي ميت - وهذا الباقي يسلم ويحسن اسلامه ويتولانا أهل البيت .

فقال أنوش : واللّه يا سيدي إن قولك الحق ولقد سهل عليّ موت ابني هذا لما عرّفتني إنّ الآخر يسلم ، ويتولاكم أهل البيت .

فقال له بعض القسيسين : ما لك لا تسلم ؟

فقال أنوش : أنا مسلم ومولانا يعلم ذلك .

فقال مولانا ( عليه السّلام ) : صدق ولولا أن يقول الناس : إنا أخبرناك بوفاة ابنك ولم يكن ذلك كما أخبرناك لسألنا اللّه تعالى بقاءه عليك .

فقال أنوش : لا أريد يا سيدي إلّا ما تريد .

قال أبو جعفر أحمد القصير البصري - راوي الحديث - : مات واللّه ذلك الابن بعد ثلاثة أيام وأسلم الآخر بعد سنة ( كذا ) ، ولزم الباب معنا إلى وفاة سيدنا أبي محمد ( عليه السّلام ) .[5]

5 - راهب دير العاقول :

وكان من كبراء رجال النصرانية وأعلمهم بها ، لمّا سمع بكرامات الإمام ( عليه السّلام ) ورأى ما رآه ، أسلم على يديه وخلع لباس النصرانية ولبس ثيابا بيضاء .

ولما سأله الطبيب بختيشوع عما أزاله عن دينه ، قال : وجدت المسيح أو نظيره فأسلمت على يده - يعني بذلك الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) - وقال :

وهذا نظيره في آياته وبراهينه . ثم انصرف إلى الإمام ولزم خدمته إلى أن مات .[6]

6 - محمد بن طلحة الشافعي :

قال عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) :

« فأعلم المنقبة العليا والمزية الكبرى التي خصه اللّه عزّ وجلّ بها وقلّده فريدها ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يبلي الدهر جديدها ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها : أن المهدي محمد نسله ، المخلوق منه ، وولده المنتسب إليه ، وبضعته المنفصلة عنه »[7].

7 - ابن الصباغ المالكي :

قال : إنّه « سيد أهل عصره وإمام أهل دهره ، أقواله سديدة وأفعاله حميدة ، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة ، وإن انتظموا عقدا كان مكان الواسطة الفريدة ، فارس العلوم لا يجارى ومبين غوامضها ، فلا يحاول ولا يمارى ، كاشف الحقائق بنظره الصائب مظهر الدقائق بفكره الثاقب المحدث في سره بالأمور الخفيات الكريم الأصل والنفس والذات تغمده اللّه برحمته وأسكنه فسيح جنانه ، بمحمد ( صلّى اللّه عليه واله ) آمين » .[8]

8 - العلامة سبط بن الجوزي :

قال : « هو الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) وكان عالما ثقة روى الحديث عن أبيه ، عن جده »[9].

9 - العلامة محمد أبو الهدى أفندي :

قال واصفا الأئمة ( عليهم السّلام ) بأنهم قادة الناس إلى الحضرة القدسية وأنّهم أولياؤهم بعد الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) : « قد علم المسلمون في المشرق والمغرب أن رؤساء الأولياء وأئمة الأصفياء من بعده ( عليه السّلام ) من ذريته وأولاده الطاهرين يتسللون بطنا بعد بطن وجيلا بعد جيل إلى زمننا هذا ، وهم الأولياء بلا ريب ، وقادتهم إلى الحضرة القدسية المحفوظة من الدنس والعيب ومن في الأولياء ، الصدر الأول بعد الطبقة المشرفة بصحبة النبي الكريم ( صلّى اللّه عليه واله ) كالحسن والحسين والسجاد والباقر والكاظم والصادق والجواد والهادي والتقي والنقي العسكري ( عليهم السّلام ) .[10]

10 - العلّامة الشبراوي الشافعي :

قال عنه : « الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص ويلقب أيضا بالعسكري . . . ويكفيه شرفا أنّ الإمام المهدي المنتظر من أولاده ، فللّه در هذا البيت الشريف والنسب الخضم المنيف وناهيك به من فخار وحسبك فيه من علو مقدار . . . فيا له من بيت عالي الرتبة سامي المحلة ، فلقد طاول السماك علا ونبلا ، وسما على الفرقدين منزلة ومحملا واستغرق صفات الكمال ، فلا يستثنى فيه بغير ولا بإلّا ، انتظم في المجد هؤلاء الأئمة ، انتظام اللآلي وتناسقوا في الشرف فاستوى الأول والتالي ، وكم اجتهد قوم في خفض منارهم واللّه يرفعه . . . »[11].

إلى أقوال كثيرة غيرها في فضله صرح بها الفقهاء والمؤرخون والمحدثون من العامة والخاصة ، ولا عجب في ذلك ولا غرابة فهو فرع الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأبو الإمام المنتظر والحادي عشر من أئمة أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهم عدل القرآن كما ورد عن الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وهم سفينة النجاة . وقد شهد له أبوه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) بسموّ مقامه ورفعة منزلته بقوله الخالد : « أبو محمد أنصح آل محمّد غريزة وأوثقهم حجّة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعنده ما يحتاج إليه »[12] .

 

[1] الشورى ( 42 ) : 23 .

[2] الخرائج والجرائح ، للقطب الراوندي : 3 / 1109 بحار الأنوار : 52 / 50 .

[3] الخرائج : 1 / 422 - 424 ح 3 ب 12 وذكر الكليني في أصول الكافي : 1 / 512 ح 24 ب 124 مختصرا قريبا منه .

[4] أصول الكافي : 1 / 503 ، 504 ح 1 ب 24 وكمال الدين : 1 / 41 - 42 .

[5] مدينة المعاجز : 583 وحلية الأبرار : 2 / 498 وعنه في سفينة البحار : 2 / 203 .

[6] الخرائج والجرائح : 1 / 422 - 424 وعنه في بحار الأنوار : 50 / 261 .

[7] مطالب السؤول : 2 / 148 .

[8] الفصول المهمة : 275 .

[9] تذكرة الخواص : 362 .

[10] إحقاق الحق : 2 / 621 عن كتاب ضوء الشمس - لأبي الهدى أفندي : 1 / 119 .

[11] الاتحاف بحب الاشراف : 178 .

[12] الكافي : 1 / 327 ، 328 ح 11 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.