المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـفهـم دوافـع المـستهلكيـن وأهـدافـهـم
2024-11-25
مـفهـوم دوافـع سـلوك المـستهـلك
2024-11-25
النظريـات الاخرى لـدوافـع المستهـلك
2024-11-25
المشاورة
2024-11-25
بيع الجارية الحامل
2024-11-25
{ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
2024-11-25

[سرية اسامة أهداف وكشف حقائق]
24-12-2015
الوصف النباتي للخوخ
2023-10-24
معنى كلمة حكم
5/12/2022
آلية توزيع الاختصاصات الدستورية في دستور العراق لعام 2005
7-8-2017
حديث الثقلين وما بمعناه من طرق العامة
19-3-2018
طرق زراعة الاجاص
11-2-2020


وفاء وشجاعة  
  
2923   02:41 مساءً   التاريخ: 22-11-2017
المؤلف : عباس محمود العقاد .
الكتاب أو المصدر : أبو الشهداء الحسين بن علي
الجزء والصفحة : ص38-39.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

اشتهر - الحسين - مع الجود بصفتين من أكرم الصفات الإنسانية وأليقهما ببيته وشرفه، وهما: الوفاء والشجاعة.
فمن وفائه أنه أبى الخروج على معاوية بعد وفاة أخيه الحسن؛ لأنه عاهد معاوية على المسالمة، وقال لأنصاره الذين حرضوه على خلع معاوية إن بينه وبين الرجل عهدًا وعقدًا لا يجوز له نقضه حتى تمضي المدة، وكان معاوية يعلم وفاءه وجوده معًا، فقال لصحبه يومًا وقد أرسل الهدايا إلى وجوه المدينة من كسى وطيب وصلات : إن شئتم أنبأناكم بما يكون من القوم. أما الحسن: فلعله ينيل نساءه شيئًا من الطيب ويَهَبُ ما بقي من حضره ولا ينتظر غائبًا، وأما الحسين:  فيبدأ بأيتام من قُتِلَ مع أبيه بصفين فإن بقي شيء نحر به الجزر وسقى به اللبن .
وشجاعة الحسين صفة لا تستغرب منه؛ لأنها  »الشيء من معدنه « كما قيل، وهي فضيلة  رثها عن الآباء وأورثها الأبناء بعده، وقد شهِد الحروب في إفريقية الشمالية وطبرستان القسطنطينية، وحضر مع أبيه وقائعه جميعًا من الجمل إلى صفين، وليس في بني الإنسان من هو أشجع قلبًا ممن أقدم على ما أقدم عليه الحسين في يوم كربلاء.
وقد تربَّى للشجاعة كما تلقاها في الدم بالوراثة، فتعلم فنون الفروسية كركوب الخيل والمصارعة والعدو من صباه، ولم تفته ألعاب الرياضة التي تتم بها مرانة الجسم على الحركة والنشاط، منها لعبة تشبه «الجولف» عند الأوروبيين كانوا يسمونها المداحي: جميع مدحاة، وهي أحجار أمثال القرصة يحفرون في الأرض حفيرةً ويرسلون تلك الأحجار، فمن وقع حجره في الحفيرة فهو غالب.
أما عاداته في معيشته: فكان ملاكها لطف الحس وجمال الذوق والقصد في تناول كل مباح.  كان يحب الطيب والبخور، ويأنق للزهر والريحان.
وروى أنس بن مالك أنه كان عنده فدخلت عليه جارية بيدها طاقة من ريحان فحيته بها. فقال لها : انت حرة لوجه الله تعالى . فسأله أنس متعجباً: جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها؟! 
قال: كذلك أدبنا الله. قال تبارك وتعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] وكان أحسن منها عتقها .
وكان يميل للفكاهة ويأنس في أوقات راحته لأحاديث أشعب وأضاحيكه، ولكنه على شيوع الترف في عصره لم يكن يقارب منه إلا ما كان يجمل بمثله؛ حتى تحدث المتحدثون أنه لا يعرف رائحة الشراب.
وكانت له صلوات يؤديها غير الصلوات الخمس، وأيام من الشهر يصومها غير أيام رمضان، ولا يفوته الحج عامًا إلا لضرورة.
وقد عاش سبعًا وخمسين سنة بالحساب الهجري، وله من الأعداء من يصدقون ويكذبون. فلم يعِبْه أحد منهم بمعابة، ولم يملك أحد منهم أن ينكر ما ذاع من فضله، حتى حار معاوية بعيبه حين استعظم جلساؤه خطاب الحسين له، واقترحوا عليه أن يكتب إليه بما يصغره في نفسه، فقال: إنه كان يجد ما يقوله في عليٍّ، ولكن لا يجد ما يقوله في حسين... .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.