المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24

إحتجاج النبي صلى الله عليه وآله على جماعة من مشركي قريش ورؤسائهم
24-9-2019
الإستصحاب التنجيزي
9-9-2016
تغير السكان
13-7-2021
PNP BIASING
22-10-2020
تنظم خطوات ارتجاعية متعددة مسارات التخليق الحيوي المتفرعة
27-6-2021
أحياء محدودة التغذية Oligotrophs
3-6-2019


جود وكرم الحسين ( عليه السّلام )  
  
1947   04:41 مساءً   التاريخ: 3-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص39-41
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

وبنفس كبيرة كان الإمام الحسين بن علي ( عليهما السّلام ) يعين الفقراء والمحتاجين ، ويحنو على الأرامل والأيتام ، ويثلج قلوب الوافدين عليه ، ويقضي حوائج السائلين من دون أن يجعلهم يشعرون بذلّ المسألة ، ويصل رحمه دون انقطاع ، ولم يصله مال إلّا فرّقه وأنفقه وهذه سجية الجواد وشنشنة الكريم وسمة ذي السماحة .

فكان يحمل في دجى الليل البهيم جرابا مملوء طعاما ونقودا إلى منازل الأرامل واليتامى حتّى شهد له بهذا الكرم معاوية بن أبي سفيان ، وذلك حين بعث لعدّة شخصيات بهدايا ، فقال متنبّئا : أمّا الحسين فيبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصفّين ، فإن بقي شيء نحر به الجزور وسقى به اللبن[1].

وفي موقف مفعم باللطف والإنسانية والحنان جعل العتق ردا للتحية ، فقد روى عن أنس أنّه قال :

كنت عند الحسين فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان فحيّته بها ، فقال لها : أنت حرّة لوجه اللّه تعالى . وانبهر أنس وقال : جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها ؟ ! فقال ( عليه السّلام ) : كذا أدّبنا اللّه ، قال تبارك وتعالى : وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها ، وكان أحسن منها عتقها[2].

ومن كرمه وعفوه أنّه وقف ( عليه السّلام ) ليقضي دين أسامة بن زيد وليفرّج عن همّه الذي كان قد اعتراه وهو في مرضه[3] ، رغم أنّ اسامة كان قد وقف في الصفّ المناوئ لأبيه أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) .

ووقف ذات مرّة سائل على باب الحسين ( عليه السّلام ) وأنشد قائلا :

لم يخب الآن من رجاك * حرّك من دون بابك الحلقة

أنت جواد أنت معتمد * أبوك قد كان قاتل الفسقة

فأسرع اليه الإمام الحسين ( عليه السّلام ) وما أن وجد أثر الفاقة عليه حتّى نادى بقنبر وقال متسائلا : ما تبقّى من نفقتنا ؟ قال : مائتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك ، فقال ( عليه السّلام ) : هاتها فقد أتى من هو أحقّ بها منهم ، فأخذها ودفعها إلى السائل معتذرا منه ، وأنشد قائلا :

خذها فإنّي إليك معتذر * واعلم بأنّي عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا الغداة عصا * أمست سمانا عليك مندفقة

لكنّ ريب الزمان ذو غير * والكفّ منّي قليلة النفقة

فأخذها الأعرابي شاكرا وهو يدعو له ( عليه السّلام ) بالخير ، وأنشد مادحا :

مطهّرون نقيّات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

وأنتم أنتم الأعلون عندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويّا حين تنسبه * فما له في جميع الناس مفتخر[4]

 


[1] حياة الإمام الحسين : 1 / 128 عن عيون الأخبار .

[2]  كشف الغمّة : 2 / 31 ، والفصول المهمة : 167 .

[3] بحار الأنوار : 44 / 189 ، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 65 .

[4] تأريخ ابن عساكر : 4 / 323 ، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 65 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.