أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-01-2015
3234
التاريخ: 30-01-2015
3371
التاريخ: 18-10-2015
3402
التاريخ: 4-5-2016
3596
|
لم يتوقف الامر على ذلك الاستخلاف التأريخي على المدينة، بل عندما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) من غزوة تبوك في شهر رمضان من السنة التاسعة للهجرة، أمر (صلى الله عليه واله) المسلمين في ذي الحجة من نفس السنة - أي بعد شهرين فقط - بالتحرك لاداء فريضة الحج وكان على امرتهم ابو بكر. فلما نزلت سورة براءة أمر عليّاً (عليه السلام) بتبليغ الناس بمضمونها، وهي: حرمة حج المشركين بعد ذلك العام، وحرمة الطواف بالبيت عراة، ومن كان له عند رسول الله (صلى الله عليه واله) عهد فهو الى مدته وغيرها من الاحكام والمفاهيم الاخلاقية، وقال (صلى الله عليه واله) قولته المشهورة: لا يؤدي عني الا رجل من أهلِ بيتي(1).
وسورة براءة لها خصوصية بنقض ما بين النبي (صلى الله عليه واله) وبين المشركين من العهد العام، والعهود الخاصة بينه (صلى الله عليه واله) وبين بعض قبائل العرب، ولها معانٍ ضخمةٌ في البراءة من المشركين ومقاتلتهم بقوة وجدّ، والنهي عن موالاتهم، وفيها حديث عمّن تخلّف من المنافقين عنه (صلى الله عليه واله) في تبوك، فكشفت سرائر الناس خصوصاً المنافقين، وتلك المعاني الضخمة لا يستطيع حملها الا رسول الله (صلى الله عليه واله) أو رجل منه، كما قال (صلى الله عليه واله) ذلك.
فاذا اضفنا ذلك الى بطولة الامام علي (عليه السلام) ودوره الحاسم في قتال المشركين وبلاغة منطقه وعلو شأنه في الدين، لتبين لنا انه كان البديل الوحيد لرسول الله (صلى الله عليه واله) في تبليغ تلك السورة المبعثِرة المقشقِشة الحافرة، بكل قوة في مكة، فهو لا يخاف مشركاً ولا كافراً ولا شجاعاً من شجعانهم ولا فارساً ولا راجلاً، بل انه ارعب في ساحات المعارك ابطالهم وقتلهم شر قتلة، وكان اطهر الناس بعد النبي (صلى الله عليه واله) واكثرهم خشوعاً وتعلقاً بالله سبحانه واكثرهم زهداً وتعففاً عن الدنيا.
ولذلك كان علي (عليه السلام) ابلغ المؤمنين في توصيل سورة براءة الى عالم ذلك الزمان، كي يؤمنوا وتخشع قلوبهم لذكر الله عزّ وجلّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سيرة ابن هشام ، ج4 ، ص 190 - 191.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|