أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-29
908
التاريخ: 11-1-2016
1837
التاريخ: 17-6-2016
1839
التاريخ: 8-1-2016
2036
|
إن اهتمام غالبية الشعوب بالتربية الأسرية , وادراكهم قيمة التراث الخلقي الذي ينحدر عن الآباء والأجداد إلى الأطفال , ويتمثل هذا الادراك في أمور كثيرة منها : حرص بعض الأسر الكريمة على انتخاب الأزواج من سلالات عريقة , ويتوج ذلك حديث نبوي شريف (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) ومنذ أن أكدت الأبحاث العلمية ذلك بدأت الدول القوية تتدخل في حرية أبنائها وتحرمهم حقهم في الزواج لمن ثبت تدهور الأخلاق في أسرهم مستعينة في تنفيذ ذلك بقوة القانون , ثم لجأت إلى العلم فأمدها بسلاح التعقيم لتحول دون انتاج مريض الأخلاق .
هذا عن الأثر البعيد للأسرة , اما عن الأثر القريب لها , فيتمثل بالدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في اخلاق ابنائها ولا سيما في السنوات الأولى من حياتهم . ففي البيت توضع البذور الأولى لتكوين الشخصية , وما ستكون عليه مستقلاً , كما أثبت ذلك أتباع مدرسة التحليل النفسي فالبيت هو الذي يعلم الطفل التراث الاجتماعي , فهو يعلمه الكلام والعادات والعرق , والظواهر الاجتماعية المختلفة . كما أنه يتلقن في الأسرة دروس الدين الأولى والمعتقدات الدينية : (كل مولود يولد على الفطرة , فأبواه يهوّدانه أو يمجسّانه أو ينصرانه) . وهنا يتعلم الطفل التفرقة بين الخطأ والصواب , والحسن , والقبيح . كما يتعلم معنى الملكية الفردية , والحقوق والواجبات , ويتأثر نمو الطفل البدني بظروف الأسرة والمنزل من حيث الفقر والغنى , وتوافر أسباب الصحة في المنزل كالهواء الطلق , والشمس والنظافة , والراحة الكافية , والغذاء الصحي الجيد , والقدرة على تجنب الأمراض قبل وقوعها , كما تلعب الأسرة دوراً فعالاً في تكوين عادات الأكل والشرب والمشي والنوم واللبس ومعاملة الناس , وتكسب الأطفال العواطف المختلفة من حب أو كره وتعاون وتنافس . ويلعب نظام الحياة الأسرية , وما يحيط بالطفل من أثاث وأدوات , دوراً كبيراً في تكوين الذوق الجمالي عند الطفل .
وتلعب الروابط بين الوالدين دوراً خطيراً في نشأة الطفل , فالتعاون بين الوالدين والاتفاق بينهما والاحتفاظ بكيان الأسرة يخلق جواً هادئاً ينشأ فيه الطفل نشوءًا متزنًا مما يزيد ثقته بنفسه وفي العالم الذي يتعامل معه . ويرى علماء النفس أن الحياة الأسرية المضطربة والمشاحنات بين الوالدين , والمشاكسات الدائمة داخل المنزل تؤثر تأثيراً بليغاً في تكوين ميول الطفل وشخصيته كما أن دراسة حالات البيوت المهدمة تبين لنا أن أبناء هذه البيوت يتحولون إلى متشردين أو مجرمين.
ويجب علينا أن نعلم كأباء ومدرسين أن أكثر الأمراض الخلقية كالأنانية , والفوضى وفقدان الثقة بالنفس , وعدم الشعور بالمسؤولية والرياء والنفاق , إنما تنشأ جرثومتها الأولى في البيت ويصعب على المدرسة والمجتمع استئصال هذه الجرثومة بعد أن تتمكن وتزمن .
______________
1ـ صالح عبد العزيز : التربية الحديثة , ص52 , 56 , 84 , 88 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|